هجوم أم حادث، مقتل ضابط يمني في إطلاق نار بسواحل المهرة
دبي – طرح إطلاق نار من يخت مجهول قرب سواحل محافظة المهرة جنوب شرقي البلاد أسفر مقتل عنصر من البحرية اليمنية وجرح آخرين، الجمعة، تساؤلات ما إذا كان حادثا أم هجوما، بعد تحذيرين أطلقتهما الوكالة البحرية البريطانية، بشأن إطلاق أعيرة نارية على أحد الزوارق قرب ميناء نشطون باليمن.
وأعلنت شركة "أمبري" المتخصصة في مجال الأمن البحري اليوم السبت عن مقتل عنصر من خفر سواحل اليمن برصاص مسلحين على متن يخت خلال تبادل لإطلاق النار الجمعة.
وكانت وكالة الأمن البحري البريطانية "عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة" (يونايتد كينغدوم ماريتايم ترايد أوبريشنز - UKMTO) قد تحدثت الجمعة عن تعرض سفينة لإطلاق نار في خليج عدن عند الساعة 03:00 ت غ.
وبعدما أوضحت أن الأمر يتعلق بيخت يرفع علم جزر كوك وغادر ميناء صلالة العماني قبل دخول المياه اليمنية، ذكرت شركة "آمبري" للأمن البحري أيضا التي تتمركز في بريطانيا، أن فريقا أمنيا من ثلاثة رجال على متن اليخت، أطلق نحو 150 عيارا ناريا "ردا على إطلاق نار".
وأضافت أن "تقارير عدة أكدت مقتل عنصر يمني" وعزت "وفاته إلى فريق الأمن المسلح على اليخت".
والقتيل هو الضابط عبدالسلام الجعدني من أبناء محافظة أبين، ويعمل ضمن قوات خفر السواحل اليمنية في محافظة المهرة، برتبة ملازم أول.
وأكد مسؤول أمني يمني لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل العنصر، موضحا أن أفراد خفر السواحل اقتربوا من اليخت لأنهم افترضوا خطأ أنه كان يحمل شحنة أسلحة.
وأكدت "آمبري" إن جميع أفراد طاقم اليخت بخير، وتحدثت عن أضرار لحقت بمقصورة الركاب والهيكل العلوي جراء إطلاق النار.
وكانت "يونايتد كينغدوم ماريتايم ترايد أوبريشنز" ذكرت على موقعها الالكتروني أن ثلاث سفن على متن كل واحدة منها ثلاثة أو أربعة أشخاص ضالعة في "هجوم" على بعد 18 ميلا بحريا جنوب ميناء نشطون، قبل أن تتراجع وتصف ما جرى بأنه "حادث".
وأوضحت أن السلطات أكدت الحادث مؤكدة أنه "نشاطا لجهة حكومية"، من دون تفاصيل إضافية.
وكشفت الحكومة اليمنية، في بيان مساء الجمعة، ملابسات حادثة إطلاق النار في المياه الاقليمية اليمنية بالقرب من سواحل نشطون في محافظة المهرة (شرق اليمن)، وقالت إنها تحتفظ بحقها فيما نتج عن الحادثة.
ونفت الحكومة اليمنية ما أثارته وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية، من أن سفينة تعرضت "لهجوم" إلى الجنوب من بلدة نشطون الساحلية اليمنية.
وقالت مصلحة خفر السواحل في بيان، نشرته وزارة الداخلية اليمنية على موقعها الإلكتروني إن 3 زوارق تابعة لها (خفر السواحل) صادفت يختا مجهولا في المياه اليمنية بالقرب من سواحل محافظة المهرة (جنوب شرق) أثناء تنفيذها دورية بحرية".
وأضافت "عندما حاولت الزوارق التعريف بنفسها ومطالبة اليخت بالتوقف زاد من سرعته نحو المياه الدولية وبالتزامن أطلق مسلحون على متنه وابلا من النيران من آليات مختلفة تجاهها".
وأردف البيان "نتج عن الحادثة استشهاد أحد العسكريين وجرح آخرين (لم تذكر العدد) فيما تعرضت الزوارق الثلاثة لبعض الأضرار".
وشدد على أن "الحكومة اليمنية تحتفظ بحقها تجاه ما نتج عن الحادثة كون اليخت اخترق المياه الإقليمية وأبحر فيها دون رفع علم أي دولة فضلا عن رفضه الرد والتوقف في مخالفة صريحة للقانون البحري".
ويقع ميناء نشطون في محافظة المهرة الجنوبية الشرقية التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية وقواتها الحليفة بقيادة السعودية.
ويشن قراصنة صوماليون في أغلب الأحيان هجمات بحرية تراجعت وتيرتها في السنوات الأخيرة بفضل الجهود المبذولة لتأمين المياه الدولية.
وكان خليج عدن في الماضي موقعا رئيسية لعمليات القرصنة في أفريقيا.
لكن هذه العمليات تتركز حالياً في خليج غينيا قبالة غرب أفريقيا لكنها ليست نادرة قبالة اليمن أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية تدمرها حرب مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
واستولى الحوثيون في 2022، على سفينة ترفع العلم الإماراتي، قالوا إنها كانت تنقل معدات عسكرية. وفي 2021، حاول قراصنة الاستيلاء على ناقلات نفط إيرانية قبل أن تصدهم القوات الإيرانية.
وعزّزت إيران على غرار دول أخرى تستخدم الطريق البحري عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وجودها البحري في خليج عدن بعد موجة هجمات شنها قراصنة متمركزون في الصومال بين عامي 2000 و2011.