توتر في الأراضي الفلسطينية بعد وفاة الأسير خضر عدنان

إطلاق عدد من الصواريخ من غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية فيما يشهد سجن عوفر حالة من الاحتقان.
الجهاد وحماس تهددان بالرد على وفاة الاسير خضر عدنان
منظمات حقوقية حذرت من وفاة خضر عدنان بسبب وضعه الصحي واصراره على الاضراب

القدس - أججت وفاة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان نتيجة إضرابه عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية منذ 87 يوما التوتر والاحتقان في الاراضي الفلسطينية وكذلك داخل السجون الإسرائيلية وسط مخاوف من تفجر العنف من جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأطلق مسلحون فلسطينيون في ساعة مبكرة صباح الثلاثاء عددا من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية عقب الإعلان عن وفاة خضر.
وقال شهود عيان إنهم شاهدوا "رشقة من الصواريخ تم إطلاقها من القطاع باتجاه إسرائيل في غلاف قطاع غزة". وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "صفارات الإنذار دوت في منطقة كيبوتس سعد" القريبة من حدود غزة.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس "استشهد عدنان نتيجة إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال".
وشددت على ان حالة من الاحتقان تسود سجن عوفر قرب بلدة بيتونيا غرب رام الله بعد مواجهة أحد الأسرى لأحد السجانين على خلفية وفاة خضر عدنان.
واوضحت ان إدارة السجن أطلقت قنابل الغاز تجاه الأسرى، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بالاختناق
من جهتها، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان "توفي صباح اليوم معتقل أمني متهم بارتكاب جرائم إرهابية ومضرب عن الطعام منذ 5 شباط/فبراير 2023".
وبثت حركة الجهاد الاسلامي خبر وفاة خضر عبر إذاعة القدس التابعة لها. وقال القيادي في الحركة ماهر الأخرس للإذاعة "إن الفصائل الفلسطينية لن تسكت عن هذه الجريمة، ويجب ان يدفع الاحتلال الثمن على هذه الجريمة".
كما قالت الحركة في بيان إن "القائد الشيخ خضر عدنان "أبوعبد الرحمن" الذي ارتقى شهيداً في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، فالاحتلال الصهيوني الذي اعتقله وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدماً أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة".
وعدنان (45 عاما) معتقل لدى إسرائيل منذ أوائل شباط/ فبراير، وقد خاض إضرابه عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الإداري، وأعلن عن وفاته وهو في سجن الرملة.
أما حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة فحمّلت "الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد خضر عدنان".
وأكدت على لسان الناطق باسمها حازم قاسم أن "الاحتلال وحكومته الفاشية حتما سيدفعون الثمن ... ولا بد من ملاحقتها على جرائمها".
وفي رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن "الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق" عدنان.
وبحسب اشتية تم ذلك من خلال "رفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي".
من جانبه، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل "المسؤولية الكاملة".
وقال الشيخ عبر حسابه على تويتر إن عدنان "استشهد ... نتيجة الإهمال والاعتقال القسري".
موت وشيك

توتر جديد في الافق
توتر جديد في الافق

وفقا لفارس فإن خضر عدنان "أول فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه من قبل سلطات الاحتلال".
وأكدت عدة مؤسسات فلسطينية وفاة 237 فلسطينيا وهم رهن الاعتقال في السجون الاسرائيلية.
بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، اعتقل عدنان عشر مرات قضى خلالها فترات متفاوتة وسبق أن خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام انتهى بالإفراج عنه.
وفي وقت سابق الأسبوع الماضي أكدت زوجته رندة موسى أن زوجها أضرب عدة مرات أثناء اعتقاله.
وأشارت إلى أنه "يرفض أي مدعمات والخضوع للفحوص الطبية فهو في زنزانة وفي ظروف اعتقال صعبة للغاية".
وبحسب الزوجة "رفضوا (الجانب الإسرائيلي) نقله إلى مستشفى مدني ورفضوا السماح لمحامية بزيارته". لكن طبيبة من منظمة أطباء لحقوق الإنسان زارت عدنان في المعتقل قبل أيام.
وحذرت المنظمة من أن عدنان "يواجه الموت الوشيك" وهناك حاجة "لنقله إلى المستشفى على وجه السرعة".
وشرحت المنظمة في بيان وزعته الإثنين وضع عدنان مشيرة إلى أن "يتحرك بصعوبة ولديه صعوبة في الحديث، يبدو شاحبا وضعيفا ومنهكا بشكل خطير".
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن عدنان كان قد كتب وصيته بعد ان استشعر قرب وفاته بسبب الإضراب.
وكتب عدنان في الوصية "يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه إنه وعد الآخرة".
وأضاف "لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب".
وطلب من عائلته بأن لا تسمح "للمحتل بتشريح جسدي وسجوني قرب والدي".