السفارة الأردنية في الخرطوم تتعرض للاقتحام والتخريب
عمان - أعلنت وزارة الخارجية الأردنية في بيان الاثنين أن مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم التي تشهد قتالا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعرض "للاقتحام والتخريب"، في حادث يعتبر الثاني من نوعه بعد تعرض سفارة السعودية في الفترة القليلة الماضية لاعتداء مشابه.
وأعربت الخارجية الأردنية عن "إدانتها واستنكارها للاعتداء الذي تعرض له مبنى السفارة في الخرطوم ولكافة أشكال العنف والتخريب خاصة تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها".
وأكدت على "ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية". ولم تعط الوزارة المزيد من التفاصيل حول حجم الأضرار أو الجهة التي قامت بعملية التخريب والاقتحام.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية لقناة 'المملكة' الرسمية إن "البعثة الدبلوماسية الأردنية في السودان بخير وهي موجودة في مناطق آمنة في بورتسودان أسوة بالبعثات الدبلوماسية الأخرى وتعمل لتسهيل أي إجراءات للأردنيين الذين لم يغادروا حتى الآن".
وكانت وزارة الخارجية السودانية التبعة لمجلس السيادة الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، قد اتهمت في وقت سابق قوات الدعم السريع بمهاجمة مقار بعثات وهيئات دبلوماسية سبق أن تم إجلاء دبلوماسيها منها من مثل "سفارتي الهند وكوريا والمكتب الثقافي السعودي ومقر إقامة الدبلوماسيين السويسريين وقسم القنصلية التركية".
وسبق لقوات الدعم أن نفت صحة مثل تلك الاتهامات وأوضحت أنها لا تتعدى كونها مغالطات وأكاذيب المراد منها تشويه سمعتها، في الوقت الذي كانت تشرف فيه على تأمين مغادرة أفراد البعثات الدبلوماسية الأجنبية ومنها البعثة الفرنسية.
وقيادة قوات الدعم السريع على تواصل مستمر مع العواصم الأجنبية وتنسق معها عمليات حماية أفراد ومقرّات البعثات الدبلوماسية في العاصمة الخرطوم.
وأدى القتال في السودان منذ نحو شهر بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، إلى مقتل أكثر من 750 شخصا وجرح 5000 آخرين.
ولم تنج من عمليات النهب في الخرطوم لا المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية ولا المنازل التي تركها 500 ألف من سكانها في الخرطوم بسبب القتال وفروا إلى مدن أخرى أو إلى الدول المجاورة.
وكانت الدعم السريع قد حذّرت مرارا في بيانات متواترة على حسابها الرسمي بفيسبوك من عمليات تخريب ونهب تقوم بها فلول النظام السابق وميليشيات إجرامية قالت إنها موالية للجيش.
منذ 15 أبريل/نيسان يتبادل المعسكران الاتهامات بقتل مدنيين إذ يدعي الجيش أن قوات الدعم السريع المنتشرة قواعدها في أحياء مكتظة في الخرطوم، تستخدم السكان "دروعا بشرية".
وفي المقابل تندّد قوات الدعم بغارات جوية يشنّها الجيش على العاصمة البالغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة.
وتسيطر قوات الدعم على وسط الخرطوم، فيما يطالب البرهان بانسحاب عناصرها، ويشكل ذلك إحدى النقاط الشائكة في المحادثات.