حميدتي: لا نعادي أحدا ومشكلتنا مع من اختطفوا قرار الجيش

حميدتي يؤكد تمسك قوات الدعم السريع باستعادة التحول الديمقراطي و"إنهاء الحلقة الشريرة التي دمرت السودان"، في إشارة إلى البرهان وفلول النظام السابق والإخوان.
حميدتي للبرهان: جميع قراراتك لا تسمن ولا تغني من جوع
تواصل القتال في السودان قبل ساعات من الهدنة ومع بداية سريانها
مبعوث الأمم المتحدة يحذر من البعد العرقي للصراع

الخرطوم - قال قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية بالسودان الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي في رسالة صوتية على فيسبوك اليوم الاثنين إن قواته لن تتراجع حتى تنهي الـ"انقلاب"، نافيا وجود عداء بين قواته والقوات المسلحة.

وتابع "نحن لن نتراجع إلا بإنهاء هذا الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني والعودة إلى المسار الديمقراطي"، مضيفا "نؤكد حرصنا على سلامة بلادنا وشعبنا وأن الحرب الحالية فرضت علينا".

وقال "قادة النظام البائد المتطرف مع قادة الانقلاب خططوا لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي بالسودان... نؤكد أن قوات الدعم السريع ليس لها عداء مع قوات الشعب المسلحة وأن المشكلة الأساسية مع الذين اختطفوا قرار القوات المسلحة".

وشدد على "تمسك الدعم السريع باستعادة التحول الديمقراطي وإنهاء الحلقة الشريرة التي دمرت السودان".

ونشرت الدعم السريع الرسالة الصوتية الاثنين على صفحتها بفيسبوك غير أنه لم يتضح موعد تسجيلها، فيما وجه حميدتي رسالة لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان قائلا "جميع قراراتك لا تسمن ولا تغني من جوع".

وأصدر البرهان مؤخرا قرارات من ضمنها إقالة حميدتي من منصب نائب رئيس مجلس السيادة وعيّن مالك عقار بدلا عنه.ّ

وجاءت تصريحات حميدتي بينما دخلت هدنة من سبعة أيام بوساطة سعودية أميركية حيز التنفيذ، لكن يبدو أنها لن تصمد طويلا إذ قال سكان في العاصمة السودانية إن طائرات مقاتلة حلقت في مناطق من المدينة في ساعة متأخرة من مساء اليوم الاثنين.

الوضع مروع... الطائرات تقصفنا من كل جانب ومن عنف اهتزاز أبواب المنزل نشعر وكأننا سنموت اليوم

وشهدت الخرطوم معارك ليل الإثنين بحسب ما أفاد شهود في ضواحيها الشمالية الشرقية وكالة فرانس برس، بعيد بدء سريان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع المستمر منذ أسابيع.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه يوم السبت بعد معارك ضارية منذ خمسة أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش.

وعلى الرغم من استمرار القتال خلال اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار، فهذه هي الهدنة الأولى التي يجري الاتفاق عليها رسميا بعد إجراء مفاوضات.

ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.

وأحيا الاتفاق الآمال في توقف الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألفا فروا إلى الدول المجاورة، مما يهدد بزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل.

وقال فولكر بيرتيس مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، إن وقف إطلاق النار يجب أن يسمح للمدنيين بالتحرك ويتيح وصول المساعدات الإنسانية، مضيفا في إفادة بمجلس الأمن الدولي بنيويورك "هذا تطور يستحق الترحيب، مع أن القتال مستمر وتحركات القوات مستمرة حتى اليوم، رغم التزام الجانبين بعدم السعي لتحقيق ميزة عسكرية قبل سريان وقف إطلاق النار".

وقال سكان اليوم الاثنين إن ضربات جوية وقعت في الخرطوم وأم درمان وبحري وهي المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم. وأضافوا أنه أمكن سماع دوي اشتباكات في وسط مدينة الخرطوم.

وحذر المبعوث الأممي من تنامي "البعد العرقي" للصراع العسكري في السودان ومن تأثيره المحتمل على دول الجوار.

وقالت سلمى عبدالله وهي من سكان حي الرياض في الخرطوم "الوضع مروع. الطائرات تقصفنا من كل جانب ومن عنف اهتزاز أبواب المنزل نشعر وكأننا سنموت اليوم".

ويجد الجيش صعوبة في طرد قوات الدعم السريع من مواقع إستراتيجية في وسط العاصمة.

ووجد الملايين أنفسهم محاصرين في منازلهم وأحيائهم بسبب القتال الدائر منذ أكثر من خمسة أسابيع في الخرطوم.

دورية لقوات الدعم السريع لحماية مشآت وممتلكات عامة وخاصة من عمليات النهب
دورية لقوات الدعم السريع لحماية مشآت وممتلكات عامة وخاصة من عمليات النهب

وأبلغ سكان عن تفاقم حالة فوضى ونهب فضلا عن انقطاع الكهرباء والمياه. وبدأت الإمدادات الغذائية تنفد في بعض المناطق وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل. ويخوض الفارون من الحرب رحلات شاقة وخطيرة مع توجه أكبر عدد منهم إلى مصر وتشاد.

ونشبت الحرب في الخرطوم وسط خطط لقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وحميدتي، للتوقيع على اتفاق جديد لمرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات في ظل حكومة مدنية.

وتولى البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019، وتقاسما السلطة مع قوى مدنية.

لكن في عام 2021، نفذ البرهان انقلابا مع قرب حلول موعد نهائي لتسليم رئاسة المجلس لشخصية مدنية من قوى الحرية والتغيير.

ومنذ الشهر الماضي يدور قتال أيضا في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي عانى بالفعل من صراع لعقدين واستمرت الاضطرابات على الرغم من توقيع اتفاق سلام مع بعض الجماعات في عام 2020.

وقتل نحو 705 أشخاص في أنحاء السودان وأصيب 5287 على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، إلا أنه يعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أعلى من ذلك بكثير.