4 قتلى من المستوطنين في اطلاق نار في غمرة التوسع الاستيطاني

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يصف العملية بأنها "إرهابية"، بينما أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بالعملية محمّلة الحكومة الإسرائيلية تداعيات مشروعها الاستيطاني الجديد.
الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي وأميركي لثني الحكومة الإسرائيلية عن مخططها الاستيطاني

القدس - قتل 4 أشخاص اليوم الثلاثاء وأصيب 4 آخرون في هجوم مسلّح شنه مسلحان فلسطينيان بالقرب من مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بينما تأتي هذه العملية بعد مقتل ستة فلسطينيين في مداهمة للجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، في أحدث تطورات الصراع بين الجانبين الذي يتجه نحو الأسوأ مع استعداد إسرائيل للشروع في مخطط استيطاني ضخم يهدد بعزل القدس من ناحيتها الشرقية وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.

 وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات تبحث عن مسلح بعد "تحييد" الآخر في مكان الحادث. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المسلح قُتل بالرصاص. 

وقالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية في بيان "تأكدت وفاة أربعة أشخاص وهناك أربعة جرحى آخرين، أحدهم مصاب بجروح خطرة" في هجوم بإطلاق النار قرب مستوطنة عيلي في الضفة الغربية المحتلة.

واستخدم منفذ عملية إطلاق النار سلاحا رشاشا أوتوماتيكيا من طراز "أم-16" وأطلق الكثير من الرصاص، وفق وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن جميع القتلى مصابون بطلقات نارية في الرأس. 

ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الهجوم بأنه "إرهابي"، مؤكدا على بذل كافة الجهود لاعتقال المهاجمين، قائلا إن اجتماعا بين القادة الأمنيين الإسرائيليين سيعقد الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.

وأشادت فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء بالعملية، قائلة أن "المشهد البطولي الذي رسمته المقاومة في جنين بتصدّيها للعدوان يؤكد أنّ المقاومة بخير وفي تصاعد وتنام".

وشدّدت على أنّ "المدينة المقدّسة بمسجدها الأقصى ومعالمها التاريخية هي خط أحمر ولن نسمح للعدو الصهيوني بفرض السيادة عليها أو تهويدها أو تقسيم أقصاها زمانيا ومكانيا".

وحمّلت "حكومة المتطرفين المسؤولية الكاملة عن استمرار عدوانها الممنهج والمبرمج على المسجد الأقصى"، محذرةً من أنّ "هذا العدوان ستكون مآلاته وخيمة على الاحتلال".

وتابعت أن "تفويض وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموترتش بصلاحيات جديدة لتسهيل وتسريع الاستيطان تمثل إمعانا خطيرا في العدوان الصهيوني على أرضنا ولن تفلح في تغيير وتزوير التاريخ وشعبنا".

وأعلنت حركة "حماس" أن منفذي عملية إطلاق النار وسط الضفة الغربية التي قتل فيها 4 إسرائيليين وأصيب 4 آخرون يتبعان لذراعها العسكري "كتائب عز الدين القسام".
وقالت إن منفذي عملية إطلاق النار في مستوطنة "عيلي" الواقعة ضمن مجلس إقليمي بنيامين قرب مدينة رام الله "خالد صباح (24 عاما) ومهند فالح شحادة (26 عاما) وينتميان لكتائب القسام".
وأضافت "نؤكد أن العملية البطولية التي سطرها أبناء القسّام في الضفة الغربية هي ثأر لدماء الشهداء الذين طالتهم يد الغدر الصهيونية في غزة".
كما اعتبرت أن العملية "رد على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى وعدوانه على مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة".
وأسفرت مداهمة الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين شمال الضفة الغربية الاثنين عن 6 قتلى، بينما أعلنت القوات الإسرائيلية عن إصابة 7 جنود وتضرر عدد من آلياتها، كما قتل أيضا شاب فلسطيني في بلدة حوسان قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "مروحيات عسكرية إسرائيلية فتحت النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود"، مضيفا "دارت اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين".

ورحبت حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة بالهجوم وقالت على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم "لم يتأخر الرد على جرائم الاحتلال. هذه الثورة المتواصلة والانتفاضة العظيمة ستتواصل ولن تتوقف إلا بتحقيق أهداف شعبنا".

ومنذ مطلع العام الجاري قُتل ما لا يقل عن 160 فلسطينيا وعشرون إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

وفي سياق متصل عبّر تور وينسلاند مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط الاثنين عن قلقه من إجراء إسرائيل تغييرات جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة بهدف تسريع عملية البناء فيها.

وقال في بيان إنه "قلق للغاية إزاء قرار الحكومة الإسرائيلية بتغيير إجراءات التخطيط الاستيطاني المعمول بها منذ العام 1996 والتي من المتوقع أن تسرع التوسع الاستيطاني".

وقال مسؤول إسرائيلي "إن الحكومة اتخذت قرار بتقليص الإجراءات الإدارية في عملية منح تراخيص للمستوطنات".

وبحسب المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته فإن العملية التي كانت تمر بأربع مراحل ستتقلص إلى مرحلتين بعد هذا القرار.

وأكد وينسلاند أن "إقامة إسرائيل للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية ليس له أي شرعية قانونية ويمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي".

بدورها قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها "منزعجة بشدة" من إعلان الحكومة الإسرائيلية المضي قدما في بناء 4 آلاف وحدة استيطانية جديدة، كما قالت إنها "قلقة أيضا" من التغييرات المقترحة.

ويعيش في الضفة الغربية دون القدس الشرقية حوالي 2.9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وعبّر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" أيضا من خطط إسرائيل المعلنة والمتعلقة بالاستيطان. ودعا في بيان إسرائيل إلى "عدم المضي قدما في ذلك" واعتبر أن القرار يمثل "خطوات أحادية الجانب تتعارض مع الحاجة إلى ضمان الهدوء ونزع فتيل التوترات على الأرض".

وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد أدانت القرار الإسرائيلي الأحد واعتبرته "خطوة أحادية الجانب وغير قانونية"، واصفة إياه بأنه "تصعيد خطير لاستكمال ضم الضفة الغربية" مطالبة بـ "تحرك دولي وأميركي حقيقي وممارسة ضغط على الحكومة الإسرائيلية لثنيها" عن ذلك.

أما جامعة الدول العربية فاعتبرت أن القرار الإسرائيلي "بالغ الخطورة ... وانتهاك صارخ للمواثيق والقوانين وقرارات الشرعية الدولية وإمعان في تحدي إرادة المجتمع وتقويض أي افق لفرص تحقيق السلام".