إسرائيل تقصف مستودعات حزب الله بريف حمص وطرطوس
دمشق – قتل مسلح وجرح خمسة آخرون من الجماعات الإيرانية في الغارة الإسرائيلية على مواقع في ريف حمص، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي كشف أن الغارات الإسرائيلية استهدفت قاعدة الدفاع الجوي في القدموس بصواريخ عدة.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان صحافي اليوم الأحد، إن انفجارات عنيفة استهدفت، ليل السبت/ الأحد، مواقع ومستودعات للذخيرة تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني، في قرية النجمة بريف حمص على أطراف حمص الشمالية الشرقية ناجمة عن غارات إسرائيلية.
وأشار إلى أن "الطيران الإسرائيلي استهدف قاعدة الدفاع الجوي s200 في قرية القدموس بريف طرطوس بعدة صواريخ تزامنا مع تصدي الدفاعات الجوية للغارات دون أن تتمكن من إفشال الهجوم الإسرائيلي".
ووفق المرصد، "أسفر القصف عن تدمير الموقع في القرية وسط اشتعال النيران، كما قتل وأصيب خمسة من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج".
ولفت إلى إحصاء 19 استهدافا إسرائيليا للأراضي السورية خلال عام 2023، 15 منها جوية وأربعة برية، مشيرا إلى أن تلك الضربات أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 42 هدفا ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، كما تسببت تلك الضربات بمقتل 49 عسكريا بالإضافة لإصابة 42 آخرين منهم بجراح متفاوتة.
وكانت سوريا قد أكدت أنها تصدت اليوم الأحد لقصف صاروخي إسرائيلي، فيما ذكرت الشرطة الإسرائيلية أن حطام صاروخ سوري مضاد للطائرات سقط في بلدة نائية دون أن يسفر إصابات.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية إن الدفاعات الجوية اعترضت صواريخ إسرائيلية في مناطق بوسط البلاد وأسقطت أغلبها.
وأفاد بيان للجيش السوري بأن الصواريخ التي حلقت فوق أجزاء من العاصمة اللبنانية بيروت أصابت مواقع في محيط مدينة حمص ولم تسفر سوى عن أضرار مادية.
من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت بطارية للدفاع الجوي السوري أُطلق منها صاروخ مضاد للطائرات باتجاه إسرائيل في وقت سابق.
وأضاف المتحدث أن الطائرات هاجمت أيضا أهدافا أخرى في المنطقة، في حين لم ترد أنباء عن وقوع إصابات جراء الصاروخ السوري الذي انفجر في الجو.
وكثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة ضرباتها على مطارات وقواعد جوية سورية لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي لإرسال أسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان ومنهم جماعة حزب الله.
وكانت آخر ضربات إسرائيلية شهدتها سوريا كانت في 14 يونيو الماضي، حيث أصيب جندي سوري جراء قصف جوي استهدف "مستودعات سلاح تابعة لمقاتلين موالين لإيران" قرب دمشق، وفق "المرصد".
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات على الأراضي السورية، لكنها ما فتئت تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
ويقول خبراء عسكريون إسرائيليون إن الضربات الجوية جزء من تصعيد لما كان صراعا منخفض الحدة يهدف إلى إبطاء ترسيخ إيران أقدامها في سوريا.
ونما نفوذ إيران في سوريا منذ أن بدأت في دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011.
وبات المقاتلون المتحالفون مع إيران، ومنهم حزب الله، يسيطرون الآن على مناطق في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا وفي عدة ضواحي حول العاصمة.
وتشهد البلاد نزاعا داميا منذ 2011، تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير الملايين في الداخل وإلى الخارج.