بيت الشعر بالشارقة يستضيف يوسف أبولوز وعبدالله عبدالصبور

الشاعران تناولا في الأمسية الشعرية موضوعات تمس الوجدان.

ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية للشاعرين: يوسف أبولوز من الأردن وعبدالله عبدالصبور من مصر، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، وقدمها الشاعر نزار أبوناصر الذي تحدث عن تجربتهما الشعرية، وأضاء على مسيرتهما في الفضاء الإبداعي، ومن ثم أشاد بدور بيت الشعر بدائرة الثقافة في إقامة أمسيات شعرية تحتضن آمال وطموحات الشعراء في ظل الرعاية التي يوليها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للشعر والشعراء. 

تناول الشاعران أبولوز وعبدالصبور موضوعات تمس الوجدان، وتتماهى مع الحب والحرية وتخاطب الإنسان، وتطرح جملة من الهموم الذاتية، حيث جرت قصائدهما على أنغام شعرية أصيلة عبرت عن إلهامات الشعراء، وقدرتهما على بث مواجدهما بصور مدهشة، وهو ما دعا الجمهور للتفاعل مع هذين الصوتين الشعريين اللذين يتسمان بالعذوبة والرقة.

في بداية الأمسية قرأ الشاعر يوسف أبولوز قصيدة بعنوان "الندم" التي يستهلها بسؤال السفر على بساط الرمل، ويصور فيها الريح على أنها تتجه نحو ما يحب من البلاد، حيث الهجرة النائية المختبئة في ذات الشاعر للمنازل التي يألفها، ثم يطوع الحب برمزية عالية فيحسن التصوير، وهو يفلسف الموقف ويغنيه بالمجازات فيقول:

"لو ريحنا صوب نجدْ

لو بلادي على كتفي..

لو تدفأت في سفر الرمل،

والرمل في هجرات الوحيد منازل بَردْ.

لو أحب، وما الحب إلّا نساء طوين

كما ينطوي السردُ،

في رقعة السردِ،

أو مثلما تنتهي في الصناديقِ أحجار نرد".

ثم ألقى نصا أخر بعنوان "اكتفاء" يتميز بخواص جوهرية في سياقاته التي تبين أسلوبه الشعري المشحون بالدلالات والرموز، فهو يمتلك الحرية في أن يكتفي بقصيدته، ويعتد في الآن ذاته بالحبر والورق اللذان هما قوام إبداع الشاعر وأداته في التعبير عن نفسه تجاه الآخر، لكنه في نهاية المقطع ينبئ عن امرأة مختبئة في ظل كمنجة فيقول:

"تكفي في اليوم قصيدة

الدنيا ليست فرسا تعدو

والحبرُ كثيرٌ،

والورقُ الناشفُ هذا لن يسقط في الماءِ،

ولن يفسد عمرُ الوردةِ لو

عاشت أكثر من شجرة.

لن تَجعَلَ من حرفين اسمين،

ولن تصنع من شعر امرأة أوتاراً لكمنجةَ".

 ثم قرأ الشاعر عبدالله عبدالصبور من قصيدة "من أنتَ؟" المشحونة بوهج الذكريات، والمعبرة عن سيرة متخيلة يقترب فيها من وحي روحه وهو ينشد للمحبة، ويخاطب فيها الزمن، وبفلسفة فكرة الفرح ويربطها بالعيد، ويرصد متغيراتها ببلاغة ودهشة في استخدام اللغة وحشد الصور.

"مَنْ أَنْتَ؟ إِنِّي الأَمْسُ: مُمْتَلِئٌ 

بِمَا فِي الذِّكْرَيَاتِ أُعِيْدُهَا... وَتُعِيْدُ 

وَالْآنَ: أَشْحَذُ مِنْ زَمَانِي لَحْظَةً

وَقْتُ المَحَبَّةِ بَيْنَنَا مَعْدُوْدُ 

وَغَدًا: أُرَبِّي لِلزَّمَانِ حَقِيقَةً

وَعَلَى يَقِينٍ أَنَّنِي مَفْقُودُ 

وَالْعِيْدُ: لَا فِي العِيْدِ؛ بَلْ فِي قُبْلَةٍ

كُلُّ اللَّيَالِي بِالمَحَبَّةِ عِيْدُ".

ثم قرأ قصيدة أخرى حملت عنوان "أَحَبَّ حَتَّى تَمَادَى" التي يستطرد فيها وصف حالة شجية للمحب وبواعثه ومفارقات، بمشهدية شعرية دالة فيقول:

"كَفَى... دَعُوهُ فَمَا الذَّنبُ الذِي فَعَلَهْ؟

أحَبَّ حَتَّى تَمَادَى والهَوَى قَتَلَهْ

هَلْ يقتُلُ الحُبُّ أمْ فُقْدانُ فَرحَتِهِ؟ 

وَهَلْ بُكاهُ عَذَابَاتٌ أَمِ افْتَعَلَهْ؟ 

أخْبَرْتُكُمْ قَبْلَ بَدْءِ النَّارِ مِنْ زَمَنٍ

لَا تُوصِلُوهُ إِلَى الحَدِّ الذِي وَصَلَهْ".

 وفي الختام كرم محمد البريكي مدير بيت الشعر، شعراء الأمسية ومقدمها.