محمد سلاّم جميعان على مائدة الشعر بدارة المثقفين ومغناة إربد

الشاعر والإعلامي عمر أبوالهيجاء يدير الأمسية وسط حضور بهي.

 في أمسية شعرية مختلفة تجلّى فيها الشاعر الأردني محمد سلاّم جميعان في دارة المثقفين ومغناة إربد، أدارها مفرداتها الشاعر والإعلامي عمر أبوالهيجاء وسط حضور بهي بدأ معرفا بالشاعر جميعان فقال: "نلتقي في هذا المساء على مائدة الشعر مع أحد رموز الإبداع في الشعر والرواية والنقد وأدب الأطفال والكتابة المسرحية بمعنى آخر كاتب متنوع و أكثر تميزا في المشهد المحلي والعربي، له صوته الخاص الذي يميزه عن الآخرين من الشعراء".

صدر له في الشعر: "فواصل العطش والمسافات، يسألونك عني، مرايا النار، وجمر الورد" وفي الرواية له: "قدح من نفط"، "أقواس الوحشة" وفي الدراسات أصدر: "المثل في الشعر العربي"، "مكاشفات في الأردني الحديث"، "الرواد الأوائل ..محمد أديب العامري"، "حدثني قال: دراسات في الرواية الأردنية والعربية"، "والوحي والشعر".

 وله إصدارات في أدب الأطفال والكتابة المسرحية التربوية التعليمية.

إلى ذلك قرأ الشاعر محمد سلاّم جميعان مجموعة من قصائد ديوانه "مرايا النار" من مثل: "فانتازيا، أكذوبة، نزيف مؤجل، و زوجة شاعر" ومن ديوانه "جمر الورد" قرأ :"ناي، سلام إلى قلبها الطاهر، هي امرأة وحدها، مراسم ليلة القلق، حالة اشتباه، نزيف أخرس، وقصيدة أمي"، الشاعر جميعان عبر قصائده التي جاءت على الشكلين العمودي والتفعيلي سافر بنا البحور إلى سرد شعري ماتع مبني على إيقاع اللغة العالية التي تمتزج مع الحياة وحالات الشاعر، شاعر مأسورة في لغته للجمال، لغة مكثفة تتأمل القلق الوجودي ومعطاه اليومي في خزانة وذاكرة الشاعرة المحشوة بنزيفه المؤجل ونايه وثقوبه التي تفضي إلى حالة من الاشتباه.

من قصيدة له بعنوان : "نزيف أخرس" لنرى كيف يتأمل هذا النزيف والحياة والعُمر:

أنا الرعد والغيم والأغنيات

إذا مات حلم على مقلتي

بينت على عر قلبي له

شرفة للحياة

فلا تعجبني يا رياح السموم

فلست قتي هواك أنا

وما كنت أنت من القاتلات

فما عدت أهتم إن  عشت 

سبعين عاما

ثمانين.. أكثر

حسبي أهزُّ نجوم السماء

من الأمنيات.

ويمضي بنا الشاعر إلى مراسيم قلقه الليلي في واحدة من قصائده إلى مساحة من تأملاته التي يخاطب ليلة من قلقه المشروع على سدة الوقت، يقول فيها:

هنا الأمس والآن والقادمات

من الوقت واللحظة الهاربة

جرار مقلوبة من الهم مقلوبة

على رأس أحلامها  الخائبة

أحاول تجميد أعصابها

فتنسل من معصمي ذائبة

كأن لها في دمي بيعة

وطاعتها سنة واجبة

سأدفع عنها رسوم السهاد

وجزية أنجمها الثاقبة.

ومن قصيدته المسماة "ناي" يأخذنا إلى أنين الناي والجراحات التي تعصف بهذا الواقع المأزوم، يقول فيها:

قل أي جرح من جراحك تكتم

كم ضجَّ فيك سؤالك المستفهم

بك تحت أجنحة الظلام عواصف

أضعاف ما تدري وما تتوهم

بك من أنين الناي نزف حنينه

وضراعة تعبي وحزن مبهم       

تخفي وتبدي ما تلوك من الأسى

فينز من فمك الصموت العلقم.