شروط ومطالب بين الدعم السريع والجيش لإنهاء الحرب
الخرطوم - أطلق كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مجموعة من الشروط والمطالب المتبادلة للمضي في مسار الحوار والمفاوضات بهدف إحلال السلام وإنهاء الحرب المدمرة التي اندلعت في ابريل/نيسان الماضي وخلفت المئات من القتلى والجرحى.
واشترطت وزارة الخارجية السودانية السبت "تذليل العقبات" لعودة وفد الجيش التفاوضي إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع قوات الدعم.
وقالت الخارجية في بيان، إنها "تؤكد جاهزية الوفد التفاوضي للعودة إلى منبر جدة متى ما تمكن الوسيطان السعودي والأميركي من تذليل العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات".
وأكدت على "الرغبة في التوصل لاتفاق عادل بوقف العدائيات ويمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب".
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات "الدعم السريع" إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
كما تم إعلان أكثر من هدنة وقع خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
من جانبه دعا الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) زعيم قوات الدعم السريع في السودان اليوم الجمعة إلى تغيير قيادة الجيش السوداني، في أول ظهور أمام الكاميرا منذ اندلاع القتال.
ونُشر مقطع حميدتي المصور على صفحة قوات الدعم السريع على فيسبوك، حيث ظهر محاطا بأفراد من مقاتليه واعتذر للشعب السوداني عن عواقب الصراع المستمر.
وقال "نقول لإخواننا في القوات المسلحة، إذا كنتم تريدون الحل العاجل غيروا هذه القيادة... غيروها وخلال 72 ساعة" سنتوصل لاتفاق.
وحذر حميدتي من أن أحمد هارون، المسؤول السابق في عهد الرئيس السابق عمر البشير الذي فر من السجن في أواخر أبريل/نيسان يرأس اللجنة الأمنية في الأجزاء الشرقية من البلاد التي يسيطر عليها الجيش. واتهم حميدتي الجيش في رسائل صوتية سابقة بتلقي أوامر من موالين للبشير الذي مكث في السلطة نحو ثلاثة عقود.
ويتبادل الجيش و"الدعم السريع" اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
وبين حميدتي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.