نائب إسرائيلي بارز يستبعد تطبيعا قريبا للعلاقات بين بلاده والسعودية

بنيامين نتنياهو يعلن عن مشروع ضخم لتوسعة السكك الحديدية، لافتا إلى أن إسرائيل تتطلع إلى ربطه مع السعودية.
مسؤولون أميركيون زاروا الرياض لإعطاء دفعة لعملية اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط

القدس - استبعد نائب إسرائيلي بارز اليوم الأحد تطبيعا قريبا للعلاقات بين بلاده والسعودية، رغم أن الرئيس الأميركي جو بايدن توقع خلال الأيام الأخيرة تقاربا محتملا بين المملكة وإسرائيل، فيما تتمسك الرياض بموقفها الواضح بشأن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الدولية العبرية، مشترطة الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية.

وقال النائب يولي إدلشتاين رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست والعضو في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لراديو الجيش الإسرائيلي "أعتقد أنه من السابق جدا لأوانه الحديث عن العمل على اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية".

وفي سياق متصل قال نتنياهو اليوم الأحد إن إسرائيل ستطلق مشروع توسعة للسكك الحديدية بقيمة مئة مليار شيقل (27 مليار دولار) لربط مناطق بعيدة على الأطراف مع تل أبيب، مضيفا أن "ذلك قد يوفر روابط برية مع السعودية مستقبلا".

ويأتي هذا الإعلان بعد زيارة قام بها مسؤولون أميركيون كبار إلى المملكة الأسبوع الماضي للدفع باحتمال تأسيس علاقات رسمية بين السعودية وإسرائيل.

وفي بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي، بدا أن نتنياهو يتجنب أزمة التعديلات القضائية التي تعصف بالبلاد منذ سبعة أشهر وتلحق الضرر باقتصادها وتهز ثقة الحلفاء الغربيين في سلامة الديمقراطية بها.

وتحدث عن مبادرات بنية تحتية بما يشمل "مشروع إسرائيل واحدة"، الذي وصفه بأنه مصمم لتقليل مدة التنقل بالقطار إلى المراكز التجارية والحكومية في البلاد إلى ساعتين أو أقل.

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون "أود أن أضيف أننا في المستقبل سنكون أيضا قادرين على نقل البضائع بالقطارات من إيلات إلى البحر المتوسط وسنكون أيضا قادرين على ربط إسرائيل بالسعودية وشبه الجزيرة العربية عبر السكك الحديدية"، مضيفا "نعمل على هذا أيضا".

وأفادت وسائل إعلام عبرية مؤخرا بأن إسرائيل طرحت على واشنطن مشروعا عابرا للحدود يتمثل في إنشاء طريق بري يربط دول الخليج العربية بموانئها ويمر عبر السعودية ليشمل في مرحلة لاحقة البحرين وسلطنة عمان.

ومنذ 2018 يدور حديث في إسرائيل عن خطة لتدشين خط سكة حديد يصل إلى الخليج العربي تحت مسمى "قضبان السلام"، في محاولة لبناء علاقات مع دول الخليج.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020 قال البنك المركزي الإسرائيلي إن مسؤولين من بلاده وآخرين أوروبيين بحثوا في اجتماع عُقد عبر تقنية التواصل عن بُعد إمكانية إقامة خط سكة حديد يربط البحر المتوسط مع دول الخليج العربي عبر إسرائيل.
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد قال في خطاب ألقاه بالكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي "نصلي من أجل أن يأتي اليوم الذي نتوصل فيه إلى السلام مع السعودية"، معتبرا أن التطبيع مع المملكة سيؤدي إلى "ثورة حقيقية في تاريخ الشرق الأوسط وفي تاريخ العالم بشكل عام".

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في وقت سابق إن "الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية سيكون شرطا مسبقا للسعودية لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل".

وتطرح السعودية جملة من الشروط الأخرى لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل من بينها بناء برنامج نووي سلمي للأغراض المدنية، لكن إسرائيل تعترض على هذا الشرط رافضة أي تفوق عسكري للسعودية في المنطقة.

وتتوسّط الولايات المتحدة للتوصل إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، في سياق جهودها لتسريع اندماج الدولة العبرية في الشرق الأوسط وتعتبر واشنطن أن من مصلحتها إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والمملكة.