لبنان يبعث برسائل طمأنة إلى دول الخليج بشان الوضع الأمني
بيروت - توجه السلطات اللبنانية رسائل طمأنة الى الدول الصديقة والشقيقة خاصة دول الخليج بشان الوضع الامني في البلاد بعد اشتباكات مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
وطمأن كل من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي الإثنين دول الخليج التي أصدرت بيانات تحذيرية لمواطنيها في لبنان، الى أن الهدوء عاد إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعد اشتباكات قبل عشرة أيام.
ومنذ الجمعة، أصدرت دول مجلس التعاون الخليجي الست تباعاً بيانات تطلب من مواطنيها الالتزام بقرارات سابقة بعدم السفر إلى لبنان أو الابتعاد من مناطق الإضطرابات.
وجاء ذلك بعد اشتباكات اندلعت في 29 تموز/يوليو بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا في جنوب لبنان. وأودت المواجهات، التي استمرت خمسة أيام، ب13 شخصاً، غالبيتهم مسلحون.
واوضح ميقاتي أن معطيات الأجهزة الأمنية اللبنانية لا تدل على أي وضع أمني استثنائي في لبنان مضيفا في مستهل جلسة لمجلس الوزراء ترأسها بعد ظهر اليوم، وخصصت لدراسة مشروع قانون موازنة العام 2023 "في ما يتعلق بالبيانات التحذيرية الصادرة عن دول مجلس التعاون الخليجي، فأن معطيات الأجهزة الأمنية لا تدل على أي وضع أمني استثنائي".
وأضاف "هناك اضطراب في مخيم عين الحلوة، وبالأمس عقدت اجتماعا مطولا مع القيادة الفلسطينية في لبنان ومسؤولين أمنيين لبنانيين واتفقنا على آلية معينة التزم بها الفلسطينيون، وصدر بيان فلسطيني بهذا الصدد".
من جانبه قال مولوي خلال مؤتمر صحافي الإثنين إن "موضوع مخيم عين الحلوة الآن هدأ، المعالجات الامنية والعسكرية لا تزال مستمرة، والاتصالات السياسية جارية".
وأكد أن "الاجهزة الامنية والاستخبارية تتابع كل المناطق اللبنانية والمخيمات الموجودة على الاراضي اللبنانية"، مشدداً على أن "لا معطيات لديها من إمكانية أن تتطور الامور وتخرج عن السيطرة الى مخيمات اخرى".
وأضاف "نؤكد لسفارات الدول العربية الشقيقة وللرعايا العرب اننا نحافظ على أمنهم حفاظنا على أمن اللبنانيين"، معتبراً بيانات الدول الخليجية "موضوعاً طبيعياً".
وعادة ما تصدر دول عدة غربية وخليجية بيانات تحذيرية لمواطنيها عند اندلاع أي حدث أمني في لبنان.
وتوالت بيانات دول الخليج إثر بيان سعودي مساء الجمعة دعت فيه المملكة مواطنيها إلى "التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان"، وطلبت من الموجودين فيه مغادرة الأراضي اللبنانية وعدم التواجد في مناطق تشهد "نزاعات مسلحة".
وتمنع الرياض منذ سنتين مواطنيها من السفر إلى لبنان باستثناء الحاصلين على تصاريح استثنائية.
وشددت الإمارات والبحرين أيضاً في بيانيهما على قرارين سابقين يقضيان بمنع السفر إلى لبنان.
بدورها، دعت كل من قطر والكويت وسلطنة عمان رعاياها الى توخي الحذر والابتعاد من مناطق الاشتباكات.
وغالباً ما يشهد مخيم عين الحلوة عمليات اغتيال وأحيانا اشتباكات خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.
ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق مع الفصائل الفلسطينية التي تتولى الأمن الذاتي داخلها.
وعاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة بعد آخر اشتباكات إثر سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية خشية من توسعها.