لقاء المنقوش-كوهين يثير ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي

الضجة السياسية والشعبية تنتقل من الشارع الليبي إلى منصات التواصل الاجتماعي حيث تباينت التعليقات على لقاء المنقوش وكوهين فيما تعاطف البعض مع وزيرة الخارجية الليبية واعتبارها 'كبش فداء' يقدمه الدبيبة للتملص من المسؤولية.

طرابلس –  انتقلت العاصفة السياسية حول لقاء وزيرة الخارجية الليبية المقالة نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، إلى منصات التواصل الاجتماعي مع توالي التسريبات عن علم رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بهذا اللقاء والترتيب المسبق له.
وترردت أصداء ردود الفعل الواسعة على المنصات الاجتماعية وزاد من حدة التعليقات محاولات الحكومة التنصل من علمها بهذا اللقاء وإصدار الدبيبة قرارا بإيقاف المنقوش عن العمل احتياطيا وإحالتها إلى التحقيق قبل أن يعلن عن قرار إقالتها.

واعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن محاولات الحكومة الدفع بالمنقوش لجعلها كبش فداء بسبب خطوة لم تتهيأ لها الحكومة بشكل جيد، لن تمر بسهولة ولم تعد خافية على أحد داخل ليبيا وخارجها، مع انجلاء الستار تباعا عن اللقاءات والمشاورات السياسية التي تم التخطيط لها طيلة أشهر في عواصم غربية.
وقال ناشط على موقع اكس:
  @DawSaghair1969

لو في رجال، يتم طردهم
رغم نفي الدبيبة صلته بلقاء المنقوش. موقع "جروسلوم بوست” الإسرائيلي، يؤكد أن رئيس الموساد برنيع كان قد التقى برئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة في الأردن لبحث التطبيع مع الكيان الصهيوني، لافتا إلى أن الفوضى المستمرة في ليبيا قد تؤثر على المفاوضات.

وكتب مغرد:

@HusamKranda

محاولة جعل نجلاء المنقوش "كفش فداء " لن تمر .
الحكومة مسؤولة عما حدث.

وذكر ناشط سياسي:

@drhossamsamy65

أخيرا ظهرت الحقيقة التي توقعناها أمس !!

صرح مكتب وزيرة الخارجية الليبية المقالة "نجلاء المنقوش" أن الدبيبة رئيس الوزراء الليبي اجتمع في روما مع رئيسة حكومة إيطاليا في شهر 7 الماضي واتفق معها على اللقاء مع الإسرائيليين مقابل عدة مصالح منها فتح خط روما طرابلس .
وصرح أيضا بأن الحكومة الايطالية وعدت الدبيبة بتشغيل خط روما طرابلس مطلع شهر 9 مقابل عقد اللقاء مع الإسرائيليين قبلها .!!!

وجاء في تعليق على إكس:

 @MuhDakhouche

إعلام الكيان يؤكد أن #الدبيبة هو من طلب اللقاء مع وزير خارجية الاحتلال .. #نجلاء_المنقوش

وأكد آخر:

@GoegyRemon41584

شيء متوقع لا اعتقد نهائي أن الوزيرة الليبية فعلت هذا من نفسها !!!

وأفردت وسائل الإعلام المحلية والعربية صفحات للحديث عن الموضوع الشائك الذي يتسم بحساسية شديدة في ليبيا، وانعكس بالتظاهرات الغاضبة في مختلف المناطق الليبية المنددة بالتطبيع مع إسرائيل، لاسيما المنصات الإعلامية التابعة للإخوان والتي وجدت المناسبة ملائمة لاغتنام المكاسب السياسية، بحسب ما ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن الردود على منصات التواصل الاجتماعي عكست آراء أخرى وجدت أن مصالح ليبيا السياسية والدولية يجب أن تكون في مقدمة الأولويات، وأن إنهاء الفوضى في البلاد يستوجب قرارات جريئة للخروج من المأزق الذي يستمر منذ سنوات.

وذكر ناشط على موقع إكس:

@MontaserFstk

وين المشكلة إذا اجتمعت معهم، طالما في تحقيق مصالح لليبيا والليبيين روحوا اجتمعوا مع الشياطين، ليبيا أولا وأخيرا، مصالح الدولة حاليا اولى من بعض القضايا العالقة منذ 75 سنة، لا يعني أنني ضد القضية الفلسطينية لكن الوقائع تفرض علينا أن نتعامل مع الأمور السياسية بشكل غير عاطفي.

واعتبر  رأي آخر:

@HishamAYoussif

اليوم أو غدا سيتعاملون معهم بشكل أو بأخر، فلا داعي للكذب، يجب التعامل مع الشعب بشفافية و شرح ما تقتضيه الأمور، في السياسة ليس كل ما نريد فعلة ممكن و سهل، هناك ضرورات تبيح المحظورات، حتى ديننا الحنيف وضح ذلك ببساطة!

@GoegyRemon41584

اعتقد أن الوزيرة الليبية تحظي باحترام ومحبه كبيرة،
وأنا على المستوى الشخصي أدعم النساء اللذين يتحلوا بالشجاعة والذكاء والقوه والثقافة والكفاءة لتولي مناصب عليا !!!

واعتبر البعض أن المظاهرات ضد الحكومة هي ردة فعل شعبية على فشل حكومة الدبيبة في حل مشاكل البلاد على كافة الصعد، وليست فقط بسبب اللقاء الذي تم بين المنقوش ونظيرها الإسرائيلي.

 وجاء في حساب يدعى ليبيا تنهض على فيسبوك:

من سوء حظ الدبيبة أن عملة نجلاء المنقوش تزامنت مع موجة الإحباط التي يعيشها الشارع الرياضي نتيجة انسحاب كبير ليبيا وزعيمها الأهلي طرابلس المر من الدور التمهيدي لرابطة الأبطال الإفريقية اليوم..
جمهور الأهلي الغاضب الذي لم توفر له الحكومة حتى ملعب يلعب فيه هو من يقود حركة الاحتجاجات الآن في الشوارع والأزقة.

وبعد انتشار أنباء عن مغادرة وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش البلاد، توالت التحليلات والتعليقات حول ملابسات هذه المغادرة وتفاصيلها،  خصوصا أن صحيفة نيويورك تايمز  الأميركية ذكرت أن الوزيرة فرت إلى تركيا بعد تهديدات لسلامتها

وجاء في تعليق:

@Tahmouh_

لماذا يا ترى..
هربت #نجلاء_المنقوش من ليبيا ليلة أمس إلى تركيا مع مساعدها حسام الغويل الذي حضر معها الاجتماع في إيطاليا هل #الدبيبة تخلص من الكرت المحروق خوفا من تطور الأوضاع و الإمساك بـ #المنقوش فتفضح رئيس الحكومة الليبية #الدبيبة .

ولم يقتصر الجدل على الساحة الافتراضية العربية، بل شهد الجانب الإسرائيلي جدلا مماثلا بين الحكومة والمعارضة حول مسؤولية وزير الخارجية ايلي كوهين بتسريب خبر اللقاء الذي لم يصل إلى مستوى تحقيق أي نتائج، وتم تبادل الاتهامات في إسرائيل ونشوء أزمة داخل وزارة الخارجية، عقب إصدار الأخيرة بيانا الأحد، كشفت فيه أن كوهين، التقى الأسبوع الماضي في روما نظيرته الليبية نجلاء المنقوش.
ورغم هذا البيان، جدد كوهين، مساء الاثنين تنصله من تسريب لقائه مع المنقوش، مدافعا عن وزارته ضد معارضين اتهموها بـ"عدم الاحترافية".

وذكر ناشط:

@ahafsidz

المعارضة الإسرائيلية : إعلان متهور واحد دمر حياة الوزيرة الليبية التي اضطرت إلى الفرار إلى تركيا وألحقت أضرارا دولية بإسرائيل. لن يرغب أي مسؤول دولي جاد ومتحفظ في مقابلة وزير خارجية هدفه الأساسي هو الربح السياسي والإعجابات على التويتر".
#نجلاء_المنقوش

ونقل مغرد عن الصحافة الإسرائيلية:

@ElhasseKhalil

رئيسة حزب العمل الإسرائيلي ميراف ميخائيلي "إعلان وزير خارجيتنا المتهوّر دمّر حياة نجلاء المنقوش التي فرّت لتركيا، ولن يستطيع أي مسؤول متحفّظ مقابلة وزير خارجية يسعى للربح السياسي".
وكشف العديد من المحللين السياسيين عن خبايا وتفاصيل سابقة للتنسيق حول لقاء المنقوش وكوهين، وأكدت روميانا أوغراتشنسكا وهي أستاذة جامعية متخصصة في الشأن الليبي، أن السلطات الليبية "كانت منذ زمن بعيد على اتصال مع إسرائيل لكن بشكل سري".

وأضافت أوغراتشنسكا "أن التوترات ظهرت بين المجلس الرئاسي الليبي  ووزارة الخارجية في بداية تشكيل حكومة دبيبة".

والسبب برأي الأستاذةا لجامعية يعود إلى "وجود غموض في توزيع الأدوار في ما يتعلق بتسيير السياسة الخارجية الليبية. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي سبق وأن طالب بتنحية نجلاء المنقوش من منصبها بحجة أنها تجاوزت الحدود السياسية التي يمنحها لها القانون وكونها أيضا في اعتقادي امرأة غير متحجبة درست في الخارج ولها رؤية انفتاحية على العالم".

ونوهت أن المنقوش اتخذت في البداية مواقف شجاعة قبل أن تدخل في نهاية المطاف في الصف وتقترب أكثر من الدبيبة الذي عينها عدة مرات ممثلة له في قمم ومؤتمرات هامة بالنسبة لليبيا.

ووفق أوغراتشنسكا فإنه في ما يتعلق باللقاء الذي جمعها بوزير الخارجية الإسرائيلي، فقد ذهبت إلى روما برفقة إبراهيم الدبيبة ابن أخ رئيس الوزراء ووليد اللافي مسؤول الإعلام في الحكومة الليبية. ونظرا لأهمية هذين الرجلين، "فالقول بأن لقاءها مع وزير خارجية إسرائيل كان بالصدفة أمر لا يمكن أن نصدقه".

وبحسب معلوماتها "لقد تم التباحث بشأن هذا اللقاء في الزيارة الأخيرة التي قامت بها المنقوش إلى روما التي اقترحت على ليبيا تطوير علاقاتها مع إسرائيل وذلك تحت الضغط التي مارسته واشنطن على ليبيا".

وتابعت و"رغم إقالة نجلاء المنقوش من منصبها من قبل الدبيبة بهدف تهدئة الأوضاع، إلا أن الجميع يعلم أنه هو الذي أرسلها إلى روما".

ورأت أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة يحاول استغلال هذه الورقة وأوراق أخرى من أجل الحصول على دعم دولي لكي يبقى أكثر في الحكم ولكي يظهر على أنه الرجل الذي لا غنى عنه.

والعام الماضي، نفى رئيس حكومة الوحدة الوطنية (الدبيبة)، صحة "شائعات" عن لقائه مسؤولين إسرائيليين في الأردن.

وجاء ذلك في بيان مقتضب نشرته آنذاك منصة "حكومتنا" الليبية، ردا على ما ذكرته وسائل إعلام من أن "الدبيبة التقى مع مسؤولين إسرائيليين في العاصمة الأردنية"، مضيفة "ذلك لم يحدث ولن يحدث في المستقبل وموقفنا ثابت وواضح من القضية الفلسطينية".