ثناء اسرائيلي على السعودية لسماحها بهبوط اضطراري لطائرة تقل اسرائيليين
القدس / الرياض - شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء السعودية بعدما سمحت لطائرة على متنها عشرات الإسرائيليين بالهبوط الاضطراري في جدة وفق مكتب الحكومة، في وقت تسعى فيه الدولة العبرية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع المملكة التي لا تزال تتمسك بحّل للقضية الفلسطينية أوّلا قبل أي خطوة في هذا الاتجاه.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان اليوم لثلاثاء إن طائرة اضطرت إلى الهبوط في مطار جدة على البحر الأحمر الاثنين بسبب صعوبات فنية وأنه تم استئجار رحلة خاصة اليوم الثلاثاء لإعادتهم إلى بلدهم.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية كان على متن الطائرة القادمة من جزيرة سيشل 128 راكبا إسرائيليا قوبلوا باستقبال حار طوال الليل في جدة، وفق شهادات من الركاب.
وقال نتنياهو في مقطع فيديو "أعبر عن بالغ تقديري للمعاملة الدافئة التي أبدتها السلطات السعودية تجاه الركاب الإسرائيليين الذين تعسرت رحلتهم واضطروا إلى الهبوط اضطراريا في جدة"، مضيفا أنا سعيد لأنهم جميعًا سيعودون إلى بيوتهم سالمين ... أثمن كثيرا حسن الجوار".
وكانت السعودية قد سمحت منذ العام 2022 للرحلات الجوية الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي.
وتأتي هذه الحادثة غداة إعلان إسرائيل عدم وقوفها خلف تسريب معلومات عن لقاء جمع بين وزير خارجيتها ونظيرته الليبية في روما الأسبوع الماضي.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت في بيان مساء الأحد أن الوزير إيلي كوهين اجتمع مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.
وعقب الإعلان عن اللقاء، وقعت احتجاجات وأعمال شغب في بعض المدن الليبية. وقرّر رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة توقيف الوزيرة عن العمل، قبل إقالتها.
وتُعد مصر والأردن، وهما أول دولتين عربيتين وقّعتا معاهدة سلام مع إسرائيل عامَي 1979 و1994 على التوالي، الحليفين الإقليميين الرئيسيين للرياض.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة والتي أرست بمقتضاها الدولة العبرية علاقات رسمية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين ولحقت بهما كل من المغرب والسودان.
وتعددت خلال الآونة الأخيرة التصريحات الإسرائيلية الرسمية بشأن مفاوضات لتطبيع العلاقات مع السعودية بوساطة أميركية، غير أن الرياض اشترطت في أكثر من مناسبة حل القضية الفلسطينية أولا قبل أي عمليات تطبيع مع إسرائيل.
وعرضت المملكة في قمة بيروت قبل أكثر من عقدين خطة سلام ترتكز على القرارات الدولية وتهدف لتأسيس دولة فلسطينية على حدود سنة 1967 لكنها لم تلق آذانا صاغية من إسرائيل.
وبتذل واشنطن جهودا حثيثة لاستكمال حلقة تطبيع العلاقات مع دول عربية جديدة وعلى رأسها المملكة، في سياق هدف إستراتيجي وهو توسيع دائرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، في ظل متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة ومن بينها المصالحة بين الرياض وطهران.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في خطاب ألقاه بالكونغرس الأميركي في يوليو/تموز الماضي إن "يد إسرائيل ممدودة لأي شريك سلام قريب أو بعيد"، مضيفا "نصلي من أجل السلام مع السعودية".
واعتبر الفلسطينيون اتفاقيات التطبيع طعنة في الظهر خاصة وأن الدول العربية جعلت في السابق من حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا للسلام مع إسرائيل.
واستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي تطبيعا قريبا للعلاقات بين إسرائيل والسعودية، مؤكدا أن أمامهما طريق طويل للتوصل إلى اتفاق بينهما يتضمن معاهدة دفاعية وبرنامجا نوويا مدنيا.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي قد عبر عن معارضته لفكرة تطوير السعودية برنامجا نوويا للأغراض السلمية ضمن أي اتفاق تتوسط فيه الولايات المتحدة لإقامة علاقات بين البلدين.
وتولي السعودية اهتماما لملف الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار خطتها الاقتصادية الطموحة ضمن "رؤية 2030" وجهودها للتخفيف من التعويل على عائدات النفط.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد شدد على تطلع المملكة إلى تطوير مفاعلات نووية صغيرة الحجم ودعم القوى العاملة في المجال.