خلاف يرجئ تصويتا بمجلس الأمن حول قوة اليونيفيل بلبنان

فرنسا صاغت مشروع قرار لتمديد مهمة حفظ السلام في لبنان لمدة عام آخر، لكن الولايات المتحدة والإمارات تقولان إن القرار أضعف قدرة قوات الأمم المتحدة على التحرك بحرية.

الأمم المتحدة - تأجّل تصويت مزمع في الأمم المتحدة اليوم الأربعاء على تجديد الموافقة على مهمة حفظ السلام في لبنان سبب خلاف بين فرنسا والولايات المتحدة والإمارات حول حرية حركة قوات المنظمة الدولية.

وتُنفذ قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تأسست عام 1978 دوريات على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل. ويتم تجديد تفويض عملها سنويا، في حين ينتهي التفويض الحالي لها الخميس.

ويأتي الخلاف في مجلس الأمن وسط حرب كلامية متصاعدة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إذ تعهد كل منهما بإعادة الآخر إلى "العصر الحجري" ويستعدان لصراع محتمل حتى مع نفيهما السعي إلى ذلك.

وصاغت فرنسا مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لتمديد مهمة حفظ السلام لمدة عام آخر، لكن الولايات المتحدة والإمارات تقولان إن القرار أضعف بعضا من الصياغة المتعلقة بقدرة قوات الأمم المتحدة على التحرك بحرية.

وقال دبلوماسي إماراتي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "حرية حركة اليونيفيل لها أهمية قصوى في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في المنطقة إلى مستويات خطيرة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن في رسالة بتاريخ الثالث من أغسطس/آب إن اليونيفيل لا تزال تواجه قيودا على حرية حركتها وتأخر الوصول إلى المواقع المهمة وكتب أنه "يجب الحفاظ على قدرة البعثة على القيام بالدوريات والأنشطة بشكل مستقل".

ووفقا لمسودة القرار أضافت فرنسا صياغة تنص على أنه ينبغي لقوات حفظ السلام التنسيق مع الحكومة اللبنانية وحذفت النص الوارد في قرار مجلس الأمن العام الماضي الذي يطالب جميع الأطراف بالسماح "بدوريات معلنة وغير معلنة" لقوات الأمم المتحدة.

وصرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بأن المحادثات مستمرة وبأن الولايات المتحدة تريد قرارا "يعزز قوة اليونيفيل ويزودها بما تحتاجه لمواصلة العمل بفعالية".

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان لراديو الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء "مطالب لبنان بالحد من حرية أفراد قوة يونيفيل في الإشراف والمراقبة بخصوص ما يحدث في جنوب لبنان غير مقبولة".

وذكر وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب أن قرار مجلس الأمن الجديد يجب أن ينص على أن تنسق قوات اليونيفيل مع الجيش اللبناني.

وتم توسيع تفويض اليونيفيل في عام 2006 بعد حرب استمرت شهرا بين إسرائيل وحزب الله للسماح لقوات حفظ السلام بمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على أجزاء من الجنوب خالية من الأسلحة أو المسلحين باستثناء ما يتبع الدولة اللبنانية.

وأثار ذلك خلافات مع حزب الله الذي يسيطر فعليا على جنوب لبنان رغم وجود الجيش اللبناني. وحزب الله جماعة مدججة بالسلاح وأقوى قوة سياسية في لبنان.

وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الاثنين إنه حتى لو تبنى مجلس الأمن نفس لغة العام الماضي بشأن حرية حركة قوات الأمم المتحدة فستبقى "حبرا على ورق".

وقال في خطاب بثه التلفزيون الاثنين إن الناس لن تسمح بذلك. وأضاف "لم يُستخدم سلاح في هذا الأمر وليس ‏هناك توجّه لاستخدام سلاح، لكن أهل الجنوب والناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يطبق قرار بالرغم من ‏رفض الحكومة اللبنانية له". ‏

وقُتل جندي أيرلندي من قوات حفظ السلام في ديسمبر/كانون الأول 2022 عندما تعرضت مركبته التابعة لليونيفيل لإطلاق نار في جنوب لبنان في حادثة أثارت إدانات واسعة باعتبارها استهدفت دورية مهمتها حفظ السلام.

 ووجّهت محكمة عسكرية لبنانية في يونيو/حزيران الماضي اتهامات رسمية لخمسة أعضاء من الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) بقتل الجندي الأيرلندي.

ونفى الحزب المدعوم من إيران ضلوعه في الحادث وسعى إلى التقليل من أهمية معتبرا أنه "غير مقصود"، بينما وقع الهجوم بعد أشهر من انتقادات حادة قابلت بها الجماعة الشيعية قرار تجديد التفويض للقوة الأممية الذي نصّ على تعديل يتعلق بحركتها، بما أنها "لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل".