القوات الملكية المغربية تذلل الصعوبات أمام فرق الانقاذ في المناطق الوعرة

استجابة سريعة تخترق وعورة التضاريس في المناطق المغربية المنكوبة لتأمين الخدمات الخدمات الأساسية

الحوز (المغرب) – تقوم طواقم الإنقاذ المغربية بجهود جبارة في المناطق التي ضربها الزلزال لاسيما القرى الجبلية المنكوبة في مهمة شديدة الخطورة بسبب طبيعة الطرق التي أغلقتها الصخور والانهيارات الجبلية.

ومأساة الزلزال الذي شهده المغرب لا تتوقف فقط في أرقام الضحايا. فهناك قرى معزولة تماما، خصوصا في إقليم الحوز وشيشاوة، التي بات الوصول إليها براً شبه مستحيل، بسبب تضاريس وعرة وانقطاع بعض الطرق جراء تساقط الأحجار الكبيرة.
وتسبب الزلزال في خراب ودمار كبيرين بعدد من مناطق جماعة أداسيل التابعة لإقليم شيشاوة التي تقع على حدود إقليم الحوز، حيث تحولت المنازل لأطلال.
 وسخرت السلطات للوصول إلى هذه المناطق جميع الإمكانيات والوسائل اللازمة فيما حزن عارم يعم المنطقة.

أهالي المنطقة في صدمة
أهالي المنطقة في صدمة

وقال وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، إن عددا من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال المدمر اختفت نهائيا.
وأضاف وهبي، في مداخلة لقناة تلفزيونية، أن عددا من الأحياء القديمة وبعضها تاريخي في مدينة تارودانت تضررت بشكل كبير.

وأشار إلى أن السلطات تعمل على إيواء السكان غير القادرين على العودة لمنازلهم في المناطق المتضررة، وتسعى "للتغلب على انقطاع طرق في محيط تارودانت وأولويتنا توفير الخدمات الأساسية".

وشهد عدد من القرى في منطقة الحوز مركز الزلزال دمارا كبيرا، حيث باتت قرية تيكغت بدائرة مجاط بضواحي شيشاوة خالية من البشر والحياة بعدما تحولت إلى ركام جراء التداعيات الجسيمة الناجمة عن الهزة الأرضية.

واضطرت السلطات إلى الاستعانة بالطائرات بدون طيار لمساعدة الأطقم الميدانية على اكتشاف الجثث، إلى جانب استعمال الطائرات الجوية للقيام بمسح شامل لمختلف الخسائر المادية، ولإيصال المساعدات الإنسانية إلى الساكنة القاطنة بالمناطق الجبلية.

وفي مشهد مؤثر تتقاطر سيارات إسعاف على منطقة الحوز منذ الصباح الباكر، بينما شاحنات عسكرية محمّلة بمعدات لوجستيية تعمل بطاقتها القصوى لإعادة فتح الطرقات المغلقة جراء الانهيارات الصخرية، في قرى جبلية شبه مدمرة بالكامل، وغير بعيد عنها جثث يتم انتشالها على رأس كل ساعة؛ والمشاهد الصادمة تهز الأسر القاطنة بمنطقة الحوز.
ويتطلب الوصول إلى هذه المنطقة حذرا شديداً بفعل الانهيارات الجبلية التي وقعت ليلة الزلزال الذي أدى إلى قطع الطريق لساعات طويلة، نظرا لتساقط صخور ضخمة من الجبال المحيطة بالقرى على الطريق الجبلية الوعرة التي توقفت بها حركة السير.

واستجابت عناصر القوات المسلحة الملكية بسرعة بعد وقوع الزلزال بالمكان، حيث قامت صباح السبت بإعادة فتح الطرق الجبلية المغلقة وإزالة الصخور الضخمة لتسهيل عملية مرور سيارات الإسعاف التي نقلت المصابين إلى المستشفيات، وكذلك سيارات نقل الموتى التي ظلت مرابطة بالقرى المحيطة بمنطقة الحوز.

وأشارت تصريحات أهالي المنطقة إلى انهيار جلّ المباني الطينية والإسمنتية بعدد من القرى، الأمر الذي خلّف حصيلة مفجعة للضحايا، فيما تتواصل جهود السلطات المحلية، بمساعدة السكان، لاستخراج جثث الأشخاص الذين مازالوا تحت الأنقاض.

إيواء الأسر على قائمة الأولويات
إيواء الأسر على قائمة الأولويات

وفي قرية مجاط على سبيل المثال حيث يوجد أكثر من خمسين منزلا تقليديا، انهارت أغلب تلك المباني بسبب قوة الزلزال، وهو ما خلّف عشرات الضحايا الذين ما زالت هوياتهم مجهولة، الأمر الذي سيرفع من حصيلة الوفيات في الساعات المقبلة، وفق ما ذكر موقع "هسبريس" المغربي.

وقال محمد الصياغ، رجل سبعيني يقطن بالقرية، إن “الهزة الأرضية وقعت في حدود الساعة الحادثة عشر ليلاً، وأدت إلى انهيار أغلب المباني بالمنطقة”، وتابع: “الزلزال كان مفاجئاً للجميع، خاصة أن المنطقة لم تشهد زلزالاً من هذا القبيل منذ عقود”.

وأضاف الصياغ، أن “العديد من الجثث ما تزال تحت الأنقاض، ويواصل عناصر الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية استخراج الجثث”، مبرزاً أن “شبكة الكهرباء والهاتف انقطعت بشكل كامل طيلة ليلة أمس”.
وأردف بأن “العائلات اضطرت إلى المبيت في الشارع لتجنب الانهيار من جديد، وظلت دون طعام أو شراب طيلة الليل”، خاتما بأن “الوضعية صعبة للغاية بفعل التضاريس الجبلية التي تعقد عملية استخراج جثث ضحايا الفاجعة”.
من جانبه، ذكر الحسين آيت بوريس، من أهالي المنطقة،  أن “أغلب المنازل تدمرت في الساعات الماضية، ما يستدعي ضرورة إيواء هذه الأسر التي افترشت الأرض ليلة أمس، وكذلك ضرورة إقرار تعويضات مالية للأسر التي فقدت جميع ممتلكاتها الزراعية والحيوانية والمادية”.
وأضاف بأن “الفاجعة الإنسانية تسببت في خسائر كارثية للسكان التي تتكبد شظف العيش لتغطية تكاليف الحياة اليومية الصعبة”.
 وخلص إلى أهمية “إيواء الأسر في المرحلة الأولى، ثم البحث عن بدائل اقتصادية في المرحلة الثانية التي تلي احتواء الزلزال”.