المغرب يكشف مزيدا من الأخبار الزائفة بشان الزلزال لطمأنة مواطنيه

السلطات المغربية تعلم تأثير الأخبار الكاذبة في إشاعة حالة من الفوضى والخوف في قلوب المواطنين كما حصل في عدد من الدول التي شهدت كوارث طبيعية مختلفة لذلك سعت مبكرا لمواجهة الشائعات بكل حزم عبر نشر المعطيات الموثوق بها.
المغرب يحذر من تفسير خاطئ أو محرف للتدابير المتعلقة بالحداد الوطني

الرباط - تواصل الجهات الرسمية المغربية التصدي للأخبار الكاذبة والزائفة بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز وذلك في إطار جهود الرباط للتخفيف من التداعيات وطمأنة المواطنين من خلال مكافحة الشائعات في مثل هذه المواقف بنشر المعطيات الصحيحة وفرزها عن المفبركة.
وتعلم السلطات المغربية تأثير الأخبار الكاذبة في إشاعة حالة من الفوضى والخوف في قلوب المواطنين كما حصل في عدد من الدول التي شهدت كوارث طبيعية مختلفة لذلك سعت مبكرا لمواجهة الشائعات بكل حزم عبر نشر المعطيات الموثوق بها من خلال اطلاق وكالة المغرب العربي للأنباء سلسلة "زلزال الحوز: رصد وتفنيد الأخبار الزائفة.
وقالت الوكالة انه تم تداول شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي حول تعليق مزعوم للدراسة على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية في إطار الحداد الوطني الذي تم الإعلان عنه مشيرة الى انه خبر زائف.
كما أشارت إلى خبر كاذب ناتج عن تفسير خاطئ أو محرف للتدابير المتعلقة بالحداد الوطني قائلة ان القطاعات المعنية لم تعلن عن أية إجراءات في هذا الاتجاه.
وقالت أن مواقع إلكترونية ذكرت بأن أرباب النقل العمومي بإنزكان قاموا برفع تعريفة التنقل نحو مدينة تارودانت التي تضررت من زلزال الجمعة الماضية موضحة انه خبر زائف.
وأكدت ان السلطات المحلية لإنزكان تعلم أن الأمر يتعلق بحادث معزول لا علاقة له بتاتا بمخلفات الزلزال.

وأوضح المصدر ذاته أن شخصا أصر على أن يقله السائق إلى منطقة أولوز، وهي بلدة تقع على بعد 40 كيلومترا من آخر محطة لسائق سيارة الأجرة، مما دفع هذا الأخير إلى مطالبته بمبلغ إضافي للتعريفة الأصلية مشيرة الى ان لجنة مشتركة انتقلت إلى عين المكان لتقصي الموضوع.
وتخوض فرق الإنقاذ سباقا مع الزمن اليوم الاثنين للعثور على ناجين بين الأنقاض بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال الذي خلف أكبر عدد من الضحايا في المغرب خلال أكثر من ستة عقود إذ تجاوز عدد القتلى 2100 جراء الكارثة التي دمرت قرى في جبال الأطلس.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا لجهود البحث عن الناجين من الزلزال الذي وقع على بعد 72 كيلومترا جنوب غرب مراكش في وقت متأخر من يوم الجمعة وبلغت قوته 6.8 درجة.
وقضى كثيرون من الناجين ليلة ثالثة في الخلاء بعد أن تهدمت منازلهم أو أصبحت غير آمنة بسبب أعنف زلزال هز المغرب منذ عام 1900 على الأقل. وذكر التلفزيون الحكومي في وقت متأخر أمس الأحد أن محصلة القتلى بلغت 2122 بينما بلغ عدد المصابين 2421.
وفي قرية تافجيغت، وصف حميد بن هنا كيف توفي ابنه البالغ من العمر ثماني سنوات تحت الأنقاض بعد أن ذهب لإحضار سكين من المطبخ بينما كانت العائلة تتناول العشاء. ونجت العائلة.
وكان الناس ينتشلون ممتلكاتهم من بين أنقاض منازلهم ويسردون حكايات يائسة ويحفرون بأيديهم للبحث عن أقاربهم.
وتدريجيا بدأ يظهر تأثر التراث الثقافي في المغرب بالزلزال حيث تضررت المباني في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). كما ألحق الزلزال أضرارا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.
ونشر المغرب الجيش في إطار تعامله مع الزلزال وقال إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والبطاطين.
وذكر التلفزيون الحكومي أمس الأحد إن الحكومة ربما تقبل عروضا بالمساعدة من دول أخرى وستعمل على تنسيقها إذا اقتضت الحاجة.
وأرسلت بريطانيا وإسبانيا خبراء في البحث والإنقاذ مع كلاب مدربة. وقالت قطر أمس الأحد إن فريقها للبحث والإنقاذ غادر للمغرب. وقالت إسبانيا إنها تلقت طلبا رسميا من المغرب أمس الأحد للمساعدة.
وكانت فرنسا من بين الدول التي عرضت المساعدة، وقالت أمس الأحد إنها على استعداد للمساعدة وتنتظر طلبا رسميا من المغرب.
وذكر التلفزيون الحكومي أمس الأحد أن العاهل المغربي الملك محمد السادس شكر إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات على إرسال مساعدات. وأضاف أن المغرب يقيم احتياجاته من المساعدات ويبحث أهمية تنسيق جهود الإغاثة قبل قبولها.
ومع بناء الكثير من المنازل بالطوب اللبن والأخشاب أو الأسمنت والأحجار تهدمت الأبنية بسهولة. ويعد هذا الزلزال الأشد فتكا في المغرب منذ عام 1960 عندما أدت هزة كبيرة لمقتل حوالي 12 ألف شخص على الأقل.