هندة العبيدي تشارك في معرض لبيع اللوحات والمنحوتات

التشكيلية التونسية تواصل نشاطها الفني التشكيلي الممتد بين لقاءات ومعارض جماعية وشخصية.

تواصل الفنانة التشكيلية هندة العبيدي نشاطها الفني التشكيلي من لقاءات ومعارض جماعية وشخصية وضمن هذا السياق الثقافي الفني التشكيلي يشهد فضاء Maison Interbois بجهة الحمامات معرض بيع اللوحات والمنحوتات وما إلى ذلك ضمن معرض فني، حيث أقيم حفل استقبال أيام 15 و16 و17 سبتمبر/أيلول، ويستمر المعرض إلى غاية يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول وذلك بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين.

ومن الفنانين المشاركين إلى جانب الفنانة هندة العبيدي نذكر زياد لصرم وباكر بن فرج وجيرار ديماتشيو وكوثر بن عياد وايران وناس ومحمد الزواري وسيلفيو سقا ومريم دنقزلي وجيهان الجويني وجمادي بن سعد ونتيل بلقاضي... وتمثل الأسماء المشاركة تنوعا في مجالات الفن التشكيلي وفق عدد من التقنيات والأساليب والاتجاهات الفنية.

وتمثل هذه التجربة الفنية مجالا آخر من النشاط الفني التشكيلي للفنانة هندة العبيدي التي تعددت معارضها منذ سنوات ومنها معرض رواق صلاح الدين حيث كان لها تقديم عدد من أعمالها الفنية المتعددة.

الفنانة هندة تعمل للمضي بتجربتها من خلال البحث عن ذاتها الفنية عبر السعي للتجدد... للإبداع الفني مجالات شاسعة للقول بالذهاب عميقا ضمن مسيرة ما في الحياة التي تتعدد تلويناتها وتختلف عطورها وتتعدد عباراتها وفق هذا الحيز المفتوح من الكينونة حيث الذات في حلها وترحالها ولا مجال لغير النظر والتأويل والاصداح بالأبجدية في روافدها المتعددة..

والألوان كالأصوات فهي تعلو وتخفت بحسب الحالة وهنا نلمس حالات الفنان من خلال القراءات البصرية والفنية ليظل التأويل مجالا للقول بثراء الأثر الفني وممكناته الجمالية والوجدانية والإنسانية.

وضمن هذه الفكرة الإبداعية يظل الرسم عنوانا لافتا ضمن تجوال العين والقلب والدواخل في هذه الدروب حيث النظر بعين القلب لا بعين الوجه لتبرز الكلمات وهي تحاور العناصر وتحاولها بحثا عن ممكنات اللون والشكل والإطار في ضرب من المغامرة والذهاب بعيدا وعاليا في التراب الذي فوقه سماء..

هكذا نلج تجربة الرسامة هندة العبيدي التي نهلت منذ الطفولة الأولى من عوالم التلوين في علاقتها البريئة بعلبة التلوين لتكبر الطفلة بعد ذلك وتصبح أسيرة عوالم الرسم الجميلة طوعا وكرها، فهي التي اعتبرت فن الرسم أرضها الأولى وراحت تحضن الألوان وتنظر مليا تجاه القماشة بحثا عن ذاتها التي وجدتها حالمة بالكلمات وبالغناء العالي فغدت عوالمها ملونة بالتذكر وبالنسيان..

التذكر.. والنسيان حالتان لألوان شتى.. كون من تجريدية الحال والأحوال.. هكذا تخيرت الرسامة هندة العبيدي ألوانها الملائمة وفي قلبها شيء من الكلمات.. والذكرى حيث كبرت مع علبة التلوين وكانت القماشة واللوحة مجالا شاسعا لرؤية العالم والآخرين وفق لون من التجريد..

التجريد يحيل على شاعرية أخاذة وهو مسافات للبوح والقول والكشف عن عذوبة أخرى في هذا السياق من جمالية العناصر والتفاصيل والأشياء.

الأكريليك فكرتها التشكيلية والتجريد مفرداتها التي أطلقتها لتقول بالحوار الجمالي مع الذات ومع الآخرين فالفن هو هذه الكتابة المخصوصة باللون وبالأشكال الأخرى على غرار الخزف والنسيج والنحت وما إلى ذلك من الفنيات المعاصرة..

نعم... الرسامة هندة العبيدي تذهب في هذا السفر الملون تحضن طفولتها وتكتفي باللوحة المعلقة في الجدار حيث القماشة الطافحة بالشجن والممتلئة أحيانا بالبهجة العارمة.. وبين الحالتين تغنم الطفلة الكامنة فيها شيئا من حرقة اللون وعذاب الأسئلة وبهاء العبارة....

وهكذا معرض آخر وتجربة متواصلة للفنانة هندة العبيدي ضمن السياق الفني التونسي... لقاء جديد ضمن معرض جماعي متواصل إلى غاية يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.