مهرجان العراق الدولي يشعل جدلا وأزمة سياسية وفنية

الفنانة شذى حسون نالت النصيب الأكبر من الهجوم بعد خطئها في كلمات النشيد الوطني فانهالت التعليقات المستنكرة لها وللسياسيين وللحال الذي وصلت إليه البلاد، ما دفع الحكومة للتبرؤ من المهرجان في دورته الأولى.

بغداد -  رافقت فعاليات "مهرجان العراق الدولي" الذي نُظم في ساحة الاحتفالات، وسط العاصمة العراقية بغداد، موجة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت وزارة الثقافة العراقية إلى التبرؤ منه وإخلاء مسؤوليته عنه.

 وشارك سياسيون ونواب في البرلمان العراقيون الناشطين على الشبكات الاجتماعية ردود الفعل الغاضبة والمنتقدة للمهرجان لتزامنه مع "العيد الوطني"، إضافة إلى مستوى الحضور من مشاهير وفنانين عراقيين وآخرين قدموا من بلدان عربية، فضلاً عن إدارته من قبل المطربة شذى حسون التي أخطأت في كلمات النشيد الوطني، أثناء ترديده على خشبة المسرح.

ووصف محمود الربيعي عضو مجلس المفوضين في هيئة الإعلام والاتصالات، القيادي في حركة "عصائب أهل الحق"، المهرجان بـ"المخزي" وتوعّد في تدوينة على حسابه في موقع إكس أنه "لن يمر بدون حساب أو عقاب".

وانطلقت فعاليات "مهرجان العراق الدولي" في دورته الأولى، في ساحة الاحتفالات وسط المنطقة "الخضراء" الأربعاء، بعد أن تم تأجيله بسبب حادثة قضاء الحمدانية.
وتضمّن المهرجان توزيع عدد من الجوائز التقديرية على الفنانين بشتى المجالات الفنّية، حضرته فنانات عربيات وعراقيات ظهرن بفساتين جريئة أمام الحضور والإعلاميين، الأمر الذي أثار غضب الكثيرين مثل الربيعي.

لكن الحادثة الأبرز التي تسببت بموجة الجدل الواسعة هي وانتقادات لاذعة للفنانة شذى حسون هي أنها أخطأت في كلمات النشيد الوطني خلال غناءها في المهرجان حيث قالت "ناعما منعما" بدلا من سالما منعما، وانهالت التعليقات المستنكرة لخطأها وللسياسيين وللحال الذي وصلت إليه البلاد.

وجاء في تعليق

ولم يقتصر الأمر على الناشطين العراقيين بل شارك في الهجوم على حسون مدونون عرب أكدوا أنهم يحفظون النشيد الوطني العراقي أكثر منها.

وقال حساب يدعى شرطة تويتر:

وأعرب "مركز النخيل للحقوق والحريات الصحافية"، في بيان عن أسفه "لحجم الإسفاف والابتذال الذي رافق ما يسمى بمهرجان العراق الدولي، وما تضمنه من إساءة بالغة إلى النشيد الوطني وكلماته خلال الفعاليات".
ودعا إلى "إجراء تحقيق بمجريات هذا المهرجان والمسؤول عن توجيه الدعوات ووفق أي أسس تمت، كونها قضية تمس اسم العراق ويومه الوطني".
وأكد ضرورة "التحقيق بالمعلومات والأنباء كافة التي تحدثت عن إنفاق مبالغ مالية كبيرة على هذا الحدث الذي أثار استهجان الأوساط الشعبية والفنانين والمثقفين والإعلاميين".

لكن هناك الكثير من رواد مواقع التواصل الذين ساندوا حسون ودافعوا عنها قائلين إن جميع الفنانين يمكن أن يخطئوا في كلمات أغانيهم.

وكتبت عضو مجلس النواب، سروة عبد الواحد، معلّقة على المهرجان "أبارك للمبدعة شذى حسون نجاح مهرجان العراق الدولي، حيث استطاعت أن تجمع عدداً كبيراً من أصحاب الشأن من الفنانين العراقيين والعرب، وهذه خطوة جيدة ليرى العالم الوجه الآخر للعراق، الوجه الذي يحب الحياة والفن".

وشارك في المهرجان عدد كبير من النجوم العرب والعراقيين من بينهم جمال سليمان ومنذر الرياحنة وهالة صدقي وبشرى وآخرون.

ومن بين الحضور المخرجة إيناس الدغيدي والمنتج محسن جابر، فضلاً عن الفنانة العراقية شذى سالم والموسيقار نصير شمة، إضافة الى الناقد الفني الصحافي جمال فيّاض من لبنان، شكّلوا جميعهم لجنة التحكيم التي أشرفت على توزيع الجوائز.
وفُتح باب التصويت أمام الجمهور لاختيار وترشيح أفضل وأجمل الأعمال الفنية والدرامية والسينمائية، للنجوم والفنانين العرب والعراقيين ضمن الفئات التي يتنافسون فيها للعام 2023.

وأبدى إعلاميون ومدونون رفضهم للإساءة للمهرجان والفنانات المشاركين به، مبدين فخرهم بهذه التظاهرة الفنية، وقالت الإعلامية سجد الجبوري:

وجاء في تعليق:

وإثر الضجة الواسعة والهجوم على المهرجان، أصدر مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عارف الساعدي توضيحاً وكشف عن الجهة المنظمة والممولة لهذا المهرجان.

وقال الساعدي، في بيان إن "الفنانة شذى حسون، قدمت طلبا تروم فيه إقامة مهرجان تكريمي للفنانين العراقيين والعرب، وأن رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة دعمت الفكرة (مهرجان يُكرَّم فيه فنانون عرب وعراقيون يستحقون التكريم) ولكن الفنانة لم تحصل على أي دعم مالي لأن الطلب مقدم من شركة خاصة، لكن الدعم تلخص في تهيئة الساحة لنصب المسرح فيها وبعض اللوجستيات من استقبال الضيوف وتوديعهم".

وأضاف أنه "لا علاقة للحكومة بالتنظيم الفني إطلاقاً ولا بدعوات المكرمين، رغم أن المهرجان كان فيه من الشخصيات والأسماء المهمة ما يرفع من قيمته مثل حبيب غلوم وجمال سليمان ووليد توفيق وجواد الشكرجي وعواطف نعيم وعبدالستار البصري وآلاء حسين وإياد راضي وعلي فاضل وغيرهم من الأسماء المحترمة، تم تكريمهم بطريقة لائقة ومفرحة وتحدثوا بجمال فائق عن بغداد وعودة عافيتها بالفن والشعر والسلام".

وأشار الساعدي إلى أن "منصة التكريم لم يرتق لها إلا هؤلاء الفنانون وأمثالهم المحترمون، فضلا عن لجنة التحكيم عالية الجودة ومن ضمنهم نقيب الفنانين جبار جودي والدكتورة شذى سالم وآخرون".
وأقر مستشار السوداني، بوجود أخطاء عدة رافقت المهرجان، مثل وجود بلوكرات وفاشنيستات، معتبرا ذلك "أمراً غير لائق".
وأخلى الساعدي، مسؤولية الحكومة في ما حصل من لغط، بالقول: "هل دورنا أن نفتش النساء في بوابة الحفل؟ أو ننشر وصايا للبس والأزياء؟.. لو فعلنا مثل هذا الأمر لشُتمنا أكثر وأكثر، ولو منعنا المهرجان من الأساس لقيل إن بغداد أصبحت قندهار".

وعن موعد المهرجان، أوضح أنه كان يوم 29 أيلول الماضي، وأرسلت الدعوات من قبل إدارة المهرجان بناء على هذا الموعد، ولكن ما حدث من كارثة في الحمدانية والحداد الذي أعلن عنه العراق دفع إدارة المهرجان إلى تأجيل الحفل إلى يوم الثالث من أكتوبر والذي صادف أنه متزامن مع اليوم الوطني، وهذا يعني أن المهرجان لم يقم احتفالا باليوم الوطني، إنما هو موعد تأجل لا أكثر ولا أقل".

وبشأن حملة التسقيط التي حصلت ممّا وصفهم بالمبتزين أردف الساعدي "نحن لا يمكن ابتزازنا بالأموال لكي نشتري السكوت، والكلام يشمل أحد الفنانين المقيمين في مصر، مستدركاً بالقول "معيب جداً على من يدعي الفن أو الثقافة وعمله الأساس ابتزاز الناس بالبوستات والشتائم لغرض الحصول على الأموال".