حماس تعول على حلفاء يعيدون حساباتهم خشية التورط في الحرب

حزب الله يبقي جبهة الجنوب في حال من التوتر المضبوط لإرباك إسرائيل، لكنه لن يذهب أبعد من ذلك لاسيما بعد التهديدات الأميركية الصريحة للمسؤولين اللبنانيين برد قاس.

بيروت - أعرب علي بركة عضو قيادة حماس في بيروت، أنهم "مستعدون لحرب طويلة ولكافة السيناريوهات"، قائلا أنه إذا كانت هناك حرب إبادة على غزة فإن "جميع حلفائنا سيتدخلون ولن يبقوا مكتوفي الأيدي"، رغم التشكيك بهذا التدخل خصوصا بالنسبة لحزب الله الذي سيجر على لبنان كارثة حرب لا قدرة له على التعامل معها لاسيما بعد التحذيرات الأميركية.
كما يستبعد متابعون تدخل إيران في دعم حماس، إذ لطالما اعتمدت على الحروب بالوكالة وعدم التورط مباشرة في المواجهة مع دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة باستثناء عمليات محدودة محسوبة بعد استهدافها مباشرة.

وقال بركة في تصريحات لوكالة أسوشتد برس الأميركية إن الحركة ستستخدم عشرات الرهائن المحتجزين في غزة لضمان إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل وخارجها، مؤكدًا أن حماس تمتلك ترسانة من الصواريخ تكفي للاستخدام لفترة طويلة.

لكن قطاع غزة حاليا يئن تحت وطأة قصف إسرائيلي مكثف يدمر البنى التحتية بالإضافة حصار مطبق دون ماء أو غذاء أو دواء أو مصادر طاقة مع انقطاع تام للكهرباء.

وتتزايد المخاوف داخل إسرائيل بشأن مصير الرهائن الذين هددت حماس بإعدامهم إذا نفذت إسرائيل غارات جوية في قطاع غزة دون سابق إنذار للسكان المدنيين، غير أن الأولوية للمسؤولين الإسرائيليين هي رد الاعتبار وإنهاء تهديد حماس نهائيا ردا على هجومها المفاجئ فجر السبت الماضي.

وقال بركة أنه لم يتم إطلاع سوى عدد قليل من كبار القادة داخل غزة عن التوغل الذي حدث داخل إسرائيل، مضيفًا أنه حتى أقرب حلفاء الحركة لم يتم إبلاغهم مسبقًا بالتوقيت.

ومع نفي التقارير التي تحدثت عن أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم، أكد القيادي أن حلفاء مثل إيران وحزب الله اللبناني، سينضمون إلى المعركة إذا تعرضت غزة لحرب إبادة.

وبالفعل تشهد الجبهة الشمالية لإسرائيل تصاعدا في التوتر ومناوشات بين حزب الله، لكن مراقبين يشككون أن يستطيع حزب الله تحمل وطأة جر لبنان إلى حرب شاملة مع إسرائيل،

ويقولون أنه رغم أن الحزب في حالة استنفار إلا أنه يقبع في وضعية الترقب والحذر ويبقي جبهة الجنوب في حال من التوتر المضبوط لإرباك إسرائيل واستنفار قواتها والحد من  قدراتها لاسيما بعد التهديدات الأميركية الصريحة للمسؤولين اللبنانيين.

وأفادت مصادر لبنانية بأن السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا نقلت رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، مفادها أن الرد على لبنان سيكون قاسيا إذا استخدم الجنوب ضد إسرائيل.

وذكرت المصادر إن شيا أكدت لبري أنه لا يكفي أن يتعهد لبنان بعدم مشاركة حزب الله في الحرب، بل بمنع أي من الفصائل الفلسطينية التابعة لإيران من استخدام الجنوب ضد إسرائيل، لأن الرد سيكون قاسيا على لبنان".

والسفيرة الأميركية التي قطعت إجازتها وعادت إلى لبنان، أبلغت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "رسالة التحذير" في اتصال أجرته معه من واشنطن.

بدوره، أعلن الجيش اللبناني الأربعاء العثور على المنصة التي أطلقت منها صواريخ الثلاثاء باتجاه إسرائيل، في سهل القلَيلة جنوبي لبنان.

وأفاد الجيش في بيان نشره على منصة "إكس"، أنه "بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، عثرت وحدة من الجيش في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ وكانت تحمل صاروخًا عملت الوحدة المختصة على تفكيكه".

والثلاثاء أطلقت صواريخ من سهل القليلة باتجاه الجليل الغربي، تبعها رد إسرائيلي كثيف بالمدفعية على الأراضي اللبنانية، ليعلن عقبها الجيش اللبناني "تعرّض خراج منطقتَي القْلَيلة والضهَيرة ومناطق حدودية أخرى في قضاء صور جنوب لبنان، لقصف مدفعي (إسرائيلي)".

ولفت الجيش في بيانه إلى أن القصف الإسرائيلي "جاء بعد إطلاق صواريخ من سهل القْلَيلة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وشهد اليومان الماضيان عددا من الهجمات من الأراضي اللبنانية على المناطق الحدودية في إسرائيل، آخرها كان صباح الأربعاء حيث تبنت جماعة "حزب الله" استهداف موقع عسكري إسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة الحدودية بالصواريخ، مؤكدة أنها "ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية" على لبنان.

وجاء التصعيد على جبهة الشمال الإسرائيلي في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حماس السبت، وسط تحذيرات دولية من توسع المواجهات إلى الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في ظل تمركز حزب الله في المناطق الحدودية.

ولم يخف بركة إقراره بأن حماس نفسها فوجئت بنطاق العملية والانهيار الكبير، وفق وصفه للجيش الإسرائيلي الذي قال إنه لم يكن سوى "نمر من ورق".

وتوعد القيادي إسرائيل بأنها ستفتح على نفسها "باب جهنم" على حد تعبيره، "إذا حاولت تدمير غزة أو حاولت استقدام أسلحة غير تقليدية" لتدمير القطاع.

وأوضح أن حماس استخدمت في عملية "طوفان الأقصى"  ألفي عنصر من مقاتليها من أصل 40 ألف مقاتل في غزة وحدها. وتابع أنه "لم يكن هناك سوى عدد قليل من قادة حماس كانوا على علم بساعة الصفر".

وأشار إلى أنه لم يتواجد "أي عضو من القيادة المركزية أو المكتب السياسي للحركة في العاصمة اللبنانية الأسبوع الماضي.