انشغال إسرائيل في حرب غزة لا يوقف غاراتها على سوريا

مصادر اسرائيلية تقول أن هجوم واسع تم في عدة مراكز في سوريا في وقت واحد، بسبب نقل أسلحة متطورة إلى لبنان وتم إغلاق المطارين في أعقاب استهدافهما.

دمشق - أعلنت الحكومة السورية عن قصف إسرائيلي استهدف مطاري حلب ودمشق الدوليين، بينما تحدثت وسائل إعلام عن "خروجهما عن الخدمة"، فيما تبدو رسالة تحذير لدمشق بعدم التدخل في الصراع الجاري مع حماس.

وقالت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية الخميس إن "العدوان استهدف مهابط المطارين"، ما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، بينما ذكرت مصادر أن طائرات إسرائيلية أطلقت عددا من الصواريخ، استهدفت محيط العاصمة دمشق، مضيفة أن طائرات أخرى استهدفت مطار حلب الدولي بصواريخ موجهة من فوق المياه الإقليمية، قبالة السواحل السورية.

من جهته، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هيرزي هاليفي الهجمات، قائلا إنها أتت ردا على قذائف هاون أطلقت من سوريا. وتعهد بتنفيذ المزيد من الضربات في الأيام المقبلة.

في حين أفيد بأن الضربات أتت وسط معلومات عن تهريب أسلحة إيرانية إلى الداخل السوري، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

وقال الإعلام الإسرائيلي أنه قد تم تنفيذ هجوم واسع في عدة مراكز في سوريا في وقت واحد، بسبب نقل أسلحة متطورة إلى لبنان وتم إغلاق المطارين في أعقاب الهجوم.

وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى "سماع دوي انفجارات عنيفة ناتجة عن ضربات إسرائيلية على محيط مطار دمشق الدولي ومطار حلب".

وذكرت وزارة النقل السورية إن فرقًا فنية توجهت اليوم الخميس لتحديد مدى الضرر الذي وقع في المطارين.

وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، وجها فيه رسالة واضحة من استفادة بعض الأطراف الدولية من الصراع القائم، ومحاولة تدخلها أو تحريك جبهات موازية.

وكان الجيش الإسرائيلي قصف مساء الثلاثاء بالمدفعية الأراضي السورية، ردا على إطلاق قذائف منها نحو هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

وحذرت العديد من الدول الغربية والعربية خلال الأيام الماضية من توسع النزاع إلى ساحات وجبهات أخرى، وسط مخاوف من إمكانية تحرك حزب الله من جنوب لبنان، فضلا عن تحريك جبهة الجولان، وإمكانية استهداف للقوات الأميركية حتى في الداخل السوري أو في العراق، فضلا عن احتمال وإن كان مستبعداً، انخراط إيران المباشر.
لكن طهران أكدت سابقا أنها لم تتدخل في الهجوم الذي شنته حماس السبت الماضي على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، ولم تساعد فيه.

وسبق وأن تعرض المطاران لقصف وغارات جوية نسبت لإسرائيل، على مدى السنوات الماضية.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري وأهداف إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة.

ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذها ضربات في سوريا لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتعد طهران داعما رئيسيا لدمشق، إذ أرسلت منذ سنوات النزاع الأولى مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضد الفصائل المعارضة.

 وساهمت كذلك في دفع مجموعات موالية لها على رأسها حزب الله اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.

ويأتي قصف المطارين قبل زيارة مقررة لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى العاصمة السورية دمشق، كما نقلت وسائل إعلام شبه رسمية عن مصادر.

وقالت صحيفة "الوطن" صباح الخميس إن الوزير الإيراني سيلتقي وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد "للبحث في آخر التطورات وعلى رأسها المستجدات على الساحة الفلسطينية وتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة".

كما أعلن سفير إيران لدى لبنان مجتبی أماني عبر موقع التواصل "x" إنه لبنان ستكون ضمن الزيارة التي سيجريها عبد اللهيان.