قتلى وجرحى في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في الضفة
القدس - اندلعت الجمعة مواجهات في جميع أنحاء الضفة الغربية تضامنًا مع غزة أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين وعشرات الجرحى بينهم عدد من الحالات الخطرة، بعد دعوات حماس إلى نفير عام.
وقام الجيش الإسرائيلي برش المياه العادمة والقنابل على المصلين، بالتوازي مع إجراءات أمنية مشددة في البلدة القديمة في القدس، ومنع الرجال من غير سكان البلدة القديمة من الدخول إلى المسجد الأقصى.
وتراقب إسرائيل عن كثب الأحداث في الضفة الغربية والقدس الشرقية وعلى حدودها الشمالية بعد ستة أيام من الحرب مع حماس في قطاع غزة، ومنعت من هم تحت الـ70 عاما من دخول المسجد لأداء صلاة الجمعة.
وتأتي الإجراءات المشددة قبيل ساعات من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى والدعوات إلى نفير عام.
وكانت حماس دعت في بيان مساء الخميس إلى "النفير العام يوم الجمعة، داخل فلسطين وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي، تعزيزا لصمود أهل قطاع غزة وانتصارا لفلسطين والقدس والمسجد الأقصى".
وطلبت من الفلسطينيين "النفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، والاعتكاف فيه طيلة يوم الجمعة"، ودعت "الشباب الثائر في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة إلى التظاهر والاحتشاد والاشتباك مع العدو الصهيوني بكل الوسائل".
وتشهد الضفة الغربية والقدس توترات متصاعدة مع ازدياد عمليات استهداف الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي المستوطنين الذين تم توزيع السلاح عليهم الأمر الذي يعتبر بمثابة تفويض بالقتل. حيث لا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن مقتل فلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الخميس، مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي وسط الضفة الغربية، لترتفع حصيلة القتلى منذ السبت إلى 32.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام فلسطينية، عددا من المستوطنين الملثمين على ما يبدو، وبعضهم مسلحون، وسط دوي إطلاق نار في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن أربعة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي وأصيب تسعة آخرون في الحادث. وأضافت أن مستوطنين من بؤرة إيش كوديش الاستيطانية في الضفة الغربية، بالقرب من شيلو، هاجموا سكان قرية قصرة الذين تصدوا لهم.
وأفاد موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي أن اشتباكات اندلعت بين المستوطنين وأهالي القرية. وتلقت قوات الأمن إنذارا بعد ظهر الأربعاء عن قيام المستوطنين والقرويين الفلسطينيين بإلقاء حجارة. وبعد فترة وجيزة، تلقى الجيش تقارير تفيد بأن مسلحين أطلقوا النار على نقطة حراسة عسكرية بالقرب من قصرة.
وقد وقعت حوادث متكررة خلال العام الماضي، حيث قام شبان من المستوطنين بمداهمة القرى الفلسطينية مما أدى إلى مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات، وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات.
ووفق موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أشار وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إلى احتمال تجدد أعمال العنف بين اليهود والعرب في المدن المختلطة في إسرائيل كما حدث قبل عامين، ليتعرض لانتقادات من مختلف الأطياف السياسية لإثارته الخوف.
وخلال زيارة إلى مركز الشرطة في سديروت، قال بن غفير إنه أصدر تعليماته للمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي بالاستعداد لـ“سيناريو حارس الأسوار 2”، في إشارة إلى أعمال الشغب العرقية العنيفة التي شهدتها المدن اليهودية-العربية المختلطة التي صاحبت الصراع السابق مع حماس في عام 2021.
وقال بن غفير إن وزارته "حولت سديروت إلى مدينة مؤهلة"، مما يعني أن جميع سكان سديروت أصبحوا الآن قادرين على الحصول على الأسلحة النارية وحملها كجزء من جهود وزارة الأمن القومي لتعزيز الأمن المدني.
وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وتم أسر ما يتراوح بين 100 و150 شخصا ونقلهم إلى قطاع غزة، ولا يزال مصيرهم غير معروف بعد.
وأطلقت حماس رشقات صاروخية مع بدء هجومها السبت واستمرت في إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية في الأيام الخمس الماضية، بما في ذلك على تل أبيب والقدس والبلدات الجنوبية القريبة من القطاع الساحلي الذي تحكمه حماس.
وفي شمال البلاد، أطلق حزب الله صاروخين موجهين مضادين للدبابات على موقع للجيش الإسرائيلي على الحدود. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بغارة بطائرة مسيرة على موقع تابع للمنظمة.
ووقعت عدة اشتباكات دامية على الحدود الشمالية في الأيام الأخيرة، في بعضها أعلنت فصائل فلسطينية تعمل من مناطق غير خاضعة لسلطة حزب الله في جنوب لبنان مسؤوليتها عنها، وأعلن حزب الله نفسه مسؤوليته عن بعضها الآخر.