
درعان من عاصمة الثقافية العربية تكريما للعويس والقصير
اختتام 'مهرجان المفرق للشعر العربي" بقراءات شعرية في "مركز إربد الثقافي"
اختتمت مساء الخميس، في "مركز إربد الثقافي" فعاليات "مهرجان المفرق للشعر العربي بدورته الثامنة" حيث أقيمت الأمسية الشعرية الرابعة الختامية بمشاركة نخبة من الشعراء الأردنيين، وأدار مفرداتها الشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء، بحضور عبد الله العويس مدير الدائرة الثقافية في حكومة الشارقة ومحمد القصير مدير الشؤون الثقافية بالشارفة ومدير ثقافة إربد الشاعر عاقل الخوالدة و فيصل السرحان مدير بيت الشعر بالمفرق، وسط حضور لافت من المثقفين والإعلاميين والمهتمين.
القراءة الأولى كانت للشاعر الدكتور حربي المصري صاحب ديوان "بيوت الطين" فقرأ غير قصيدة أستحضر فيها المادة التاريخية والتراثية التي أسقطها على الواقع المعاش، شاعر يفيض دهشة بالقول الشعري وممسكا بخيط قصيدته المشغولة بعناية فائقة متمتعا بحس شعري عال وإلقاء مبهر.
من قصيدته "عودة جساس" يقول:
"جهز سهامك قالت الأقواس
عام ويأتي بعده جساس
وتعود بَكر من خيام شتاتها
تمشي ويرشد ظعنهم نخاس
ستقام للرمح القديم موائد
ومعازف تهفو لها الأعراس
ويكون كف للدماء مخضب
وتغيب عن أرواحنا الأنفاس".
أما الشاعر الدكتور عمر العامري قرأ غير قصيدة أمعنت كثيرا في ذاكرة الطفولة التي ارّخ لها بلغة عالية البناء والمعنى، مبحرا بالذات الشاعرة التي استطاع من خلالها مشهد بصري مفعم بالتفاصيل.
من قصيدته "قالت أمي":
"هذهِ الأشْجارُ أمّي
والعَصافيرُ التي على سورِ الحديقةِ
قلبُ أمّي
والمناديلُ الشّفيفةُ في أكفِّ العاشقات دموع
أمّي
البكاءُ المرّ أمّي
ضِحكةُ الضّوء التي تطفو على حقل البنفسجِ
وجْه أمّي
رفّة الحسّون فوق الغصْن أمّي
دمْعةُ النّرجسِ في حوضِ التّراب الحرّ أمّي
والمفاتيحُ المعلّقةُ القديمةُ فوقَ صدْرِ الحائطِ المنسيّ أمّي
لثغةُ الصّبحِ على شبّاكنا في بيتِنا الطّينيّ أمّي
وأنا ما زلت، منذ ولدت، أبْكي
خائفًا منْ أن يغيبَ الآنَ عنّي وجْه أمّي".

إلى ذلك قرأ الشاعر عبد الكريم أبو الشيح قصائد لملم في متنها شتات الروح راسما لنا قلائد شعر نعلقها على جدائل الأرض، شاعر يترك العنان لقلبه الطير فيبوح.
ومن احدى قصائده نختار هذ المقطع:
"وحملتُ إبريق الكلامِ
وطفتُ أملأ منه أقداحَ الندامَى
وأمدُّ أطباقَ المجازِ على كفوفِ المُغرِياتِ من الحِسانِ أمامهمْ
فمِنِ استعاراتٍ بكورٍ
واستعاراتٍ أيامَى....
حتّى إذا ثَمِلوا رأوا فيما رأووا
أنَّ العيونَ نوارسٌ
ترقى لتقطفَ
مِن مصابيحِ السماء ضياءها
وترشُّهُ في العالمينَ سلاما".
الشاعر الدكتور علي هصيص قرأ قصائد تمثلت وعاينت الحالة الإنسانية التي عايشها، قصائده أمنعت كثيرا في أسئلة الوقت وتقف على سؤال الذات.
من قصيدة له انتصر فيها لغزة البطولة نقتطف منها:
"لنا قمرٌ ينسى بغزةَ ذاتَه/ليكملَ فيها عشقه وصلاتَه/مدى ما تمادى شعاعٌ بغزةٍ/ حسبتَ كأن الجنَّ بثَّ غُزاتَه/ففي العالم ِ السفليِّ مدَّ سلاحَه/ وفي العالم العُلويِّ مدَّ رُفاتَه/فما كان من شعبٍ بمثل حياته/ وما كان من شعبٍ ينالُ مماته/فمن ذا سيعلو حين غزةُ تعتلي/ ومن ذا سيحيا حين قنصٌ أماته/من ذا سينجو والكواكبُ من لظى/ أقام اللظى شعبٌ أذلَّ عُداتَه/على ألفِ جمرٍ قد أقامَ وقوفه/وقوف التجلي ما أجلَّ حُفاتَه".
من جانبه الشاعر أحمد طناشالشطناوي قرأ قصيدة "اليوسيفية" التي من خلالها قصة سيدنا يوسف عليه السلام، شاعر يأخذك إلى حالات صوفية بلغة مكثفة ممعنة في وجد الروح وفدسيتها.
من قصيدته "اليوسفية" نطالع المشهد الأول منها حيث يقول:
"وحْدي أعيشُ لكي أكونَ أنايا/ يا ربُّ لمْ يُشْقِ الصِّبا إلايا/أَذَّنتُ في سربِ الحمامِ فما دَنا/لكن دَنَوتُ على هديلِ رؤايا/وفَكَكْتُ أزرارَ الليالي كَي أرى/فَجْرًا يذيبُ النومَ عن مرآيا/ولقدْ هَممتُ مُلبيًا فرجعتُ بي/لا لنْ أنامَ لكي أرى رؤيايا/ماضٍ وصمتي يستبيحُ معاركي/فقرأتُ في كُلِّ الوجوهِ أسايا/سأظلُّ في قلقي أسافرُ مع/ظنونِ الناي حتـى لا أعي شكوايا"
واختتم القراءات الشعرية الشاعر محمد الدلكي الذي وقع ديوانه الشعري "كما ترسم الشمس أجفان الغمام" الصادر عن منشورات الدائرة الثقافية في الشارقة ثاني أيام المهرجان، وهو شاعر يسرد رؤاه التي تعاين معنى الحياة والحنين إلى الطفولة المشتهاة.
من قصيدة له بعنوان : "عند شاطئ الوطن" نختار منها:
"يستيقظ في عينيك الوطن/قصائد حب وطنية/يستعير ذاكرتي الثكلى/ويرتل شوقي أغنية/يبسم في تغرك ويباهي/أن يرقص في جيد صبية/يحملك الوطن ولا ينساك".
وفي ختام الأمسية تم تكريم عبدالله العويس بدرع إربد عاصمة الثقافة العربية عام 2022 وهو أرفع وأعلى درع يقدم من الاحتفالية قدمه مدير ثقافة إربد الشاعر عاقل الخوالدة، وكما قدم السيد فيصل السرحان مدير بيت الشعر بالمفرق درع المدينة لمحمد للقصير.