مصر تدفع دبلوماسيا لإدخال مساعدات إنسانية عالقة في العريش إلى غزة
القاهرة/واشنطن - قالت الرئاسة المصرية اليوم الأحد إن مصر تكثف جهودها الدبلوماسية لإيصال المساعدات إلى غزة ووقف القتال، بينما يأتي ذلك مع توقف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة في إطار جولة إقليمية على وقع تصاعد القتال بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي واستعدادات إسرائيلية لاجتياح برّي ونذر توسع الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية.
وتتكدس مساعدات من دول عديدة في شبه جزيرة سيناء المصرية بسبب الفشل في التوصل إلى اتفاق يتيح توصيلها بأمان إلى غزة وإجلاء بعض الأجانب عبر معبر رفح إلى مصر، فيما تتمسك إسرائيل التي قطعت إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود عن القطاع المحاصر من كل جوانبه، بمنع دخول أي مساعدات إنسانية إلا بإفراج حماس عن الرهائن من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين والأجانب.
لكن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك ساليفان قال الأحد إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوه بمعاودة تزويد جنوب قطاع غزة بالمياه. وقال لشبكة سي ان ان "لقد كنت على اتصال بنظرائي الإسرائيليين الذين أخبروني في الساعة الماضية، أنهم عاودوا تزويد جنوب قطاع غزة بالمياه".
ولم يشر ما إذا كان القرار يشمل شمال القطاع لكن هذا الإعلان يشير بوضوح إلى أن إسرائيل تضغط لدفع السكان للمغادرة لجنوب القطاع ضمن خطة تهجير قسري لتركيز قصفها لما تعتبره مركزا لحركة حماس وتستعد لعملية اجتياح بري.
وتسبب القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح إلى مصر، وهو المعبر الرئيسي لخارج غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، في تعطيل العمل بالمعبر.
وقال مارتن غريفيث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة أمس السبت إن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى "مستوى خطير غير مسبوق". وهناك قلق في مصر من احتمال تهجير سكان غزة بسبب الحصار والقصف الإسرائيلي.
وتقول مصر كغيرها من الدول العربية، إنه يتعين بقاء الفلسطينيين على أراضيهم مع تصاعد الحرب وإنها تعمل على تأمين إيصال المساعدات لهم.
وأوضح بيان الرئاسة الذي صدر بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي، رفض مصر واستهجانها لسياسة تهجير الفلسطينيين أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. واقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عقد قمة لبحث الأزمة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري لشبكة سي.إن.إن أمس السبت إن معبر رفح مفتوح لكن الطرق المؤدية إليه في غزة "غير صالحة للعمل" بسبب القصف الإسرائيلي، مضيفا أنه إذا تمكن الرعايا الأجانب من عبور الحدود فإن مصر ستسهل مغادرتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وتشارك الولايات المتحدة في الضغط الدبلوماسي لتسهيل إيصال المساعدات وإجراء عمليات الإجلاء عبر معبر رفح وأبلغت مواطنيها في غزة أمس السبت بأن عليهم أن يقتربوا من المعبر في حال فتحه.
وتفيد مصادر أمنية بأن ثماني طائرات محملة بمساعدات من تركيا والإمارات والأردن وتونس ومنظمة الصحة العالمية حطت في مطار العريش بسيناء في الأيام الأخيرة، كما تنتظر قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة في المدينة المصرية للحصول على تصريح بدخول غزة.