تصعيد ميداني متواصل يُنذر باشتعال حرب بين إسرائيل وحزب الله

وزير الدفاع الإسرائيلي يقول إنه "إذا ضبط حزب الله نفسه فسنحترم ذلك"، محذرا من أنه إذا استمر التصعيد فإن إسرائيل سترد بقوة في الشمال أيضا.

بيروت - أكدت مصادر إسرائيلية ولبنانية أن اشتباكات عنيفة دارت اليوم الأحد بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين من حزب الله اللبناني قرب الحدود التي تشهد منذ نحو اسبوع توترات متصاعدة وتبادل للقصف من الجانبين، بينما طلبت السلطات الإسرائيلية من سكان كريات شمونة الدخول للملاجئ فورا.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن اشتباكا مسلحا وإطلاق نار كثيف قرب مستوطنة كريات شمونة. وقد طلبت الجبهة الداخلية من الإسرائيليين في المنطقة الدخول للملاجئ فورا.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "تقوم طائرات الهليكوبتر الحربية التابعة للجيش الإسرائيلي الآن بمهاجمة البنية التحتية العسكرية في لبنان".

وفي المقابل قال حزب الله في بيان "هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية خمسة مواقع صهيونية وهي جل العلام وبركة ريشا وموقع راميا وموقع المنارة وموقع العباد.. مجاهدو المقاومة هاجموا المواقع بالأسلحة المباشرة والمناسبة".

واضاف في بيان آخر "استهدف مجاهدونا الكاميرات والتجهيزات الفنية الصهيونية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة بالأسلحة المناسبة مما تسبب بتعطيلها".

وأعلن أنه في إطار الردّ على "قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا، قام ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر اليوم الأحد الواقع في 15 أكتوبر  2023 بمهاجمة ثكنة حانيتا ‏الصهيونية بالصواريخ الموجّهة مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة ‏وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو".

والجمعة أعلنت وكالة رويترز للأنباء مقتل المصور الصحفي الذي يعمل لديها عصام عبدالله في قصف إسرائيلي.

وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق مقتل 3 من عناصره جراء قصف إسرائيلي وعمليات عسكرية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه عن سقوط عدد من القتلى في صفوفه إثر اشتباكات مسلحة وقصف صاروخي من الأراضي اللبنانية.

ويسود توتر شديد المنطقة التي لم تعرف الهدوء إلا نادرا وسط مخاوف من توسع الصراع مع إطلاق طهران تهديدات صريحة بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا لم توقف إسرائيل عدوانها على غزة، بينما تشكل الاشتباكات المحدودة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران بروفة حرب في حين قالت الجماعة الشيعية اللبنانية إنها استعدت لكافة السيناريوهات.

وحذر الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي من التدخل في حرب غزة وهي التحذيرات ذاتها التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، مشيرين إلى أن حزب الله اللبناني سيواجه عواقب اذا تدخل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدائر.

الجبهة الشمالية قد تشتعل في اي لحظة
الجبهة الشمالية قد تشتعل في اي لحظة

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد مخاطبا الجنود الإسرائيليين بالقول "ليس لدينا مصلحة في التصعيد في الشمال، لكن إذا حاول احدهم أن يجربنا في الجبهة الشمالية سنرد كما نرد على حيوانات حماس المفترسة"، مضيفا "إذا ضبط حزب الله نفسه، سنحترم ذلك وإذا استمر التصعيد فسنرد بقوة في الشمال أيضا".

من جهتها تحدثت كتائب عزالدين القسام الأحد "قصف مغتصبتي شلومي و نهاريا ومحيطهما شمال فلسطين المحتلة بـ20 صاروخا ردا على جرائم الاحتلال بحق أهلنا في غزة".

واطلقت العديد من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، في سلسلة من القصف المتبادل والمتواصل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية خلال اليوم، فيما ردت المدفعية الإسرائيلية بقصف قرى رامية وبليدة وأطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي لجنوب لبنان.

وأقر الجيش الإسرائيلي بأن خمسة صواريخ مضادة للدروع أطلقت الأحد من الجانب اللبناني استهدفت مواقع عسكرية على الحدود، منها مستوطنة شتولا، وآخر استهدف قوة عسكرية، مضيفا انه ردا على ذلك هاجم الجيش أهدافا عسكرية تابعة لحزب الله.

وبدأ التوتر في لبنان غداة بدء حركة حماس هجوما غير مسبوق ضد إسرائيل التي ترد بقصف عنيف يستهدف قطاع غزة.

ومنذ بدء هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل بحسب آخر حصيلة أدلت بها السلطات الأحد.

وفي قطاع غزة، قتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في قطاع غزة وجرح أكثر من 9000، وفق آخر حصيلة أدلت بها وزارة الصحة التابعة لحماس.

وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن "إن الطرفين حتى الآن يبدوان ملتزمين بقواعد اللعبة" في إشارة إلى "تفاهمات غير معلنة حول الخطوط الحمر التي يجب عدم تجاوزها تجنبا للتصعيد". ورغم ذلك، حذر من تصعيد "دام قد يحصل في أي لحظة".

ورجح محللون أن يصعد حزب الله بشكل أكبر تدخله في حال شنت إسرائيل هجوما بريا في قطاع غزة.

وعلى وقع استعدادات القوات الإسرائيلية الأحد لعملية برية وشيكة على قطاع غزة، حذرت إيران حليفة حماس وحزب الله، الأحد من أن "لا أحد" يمكنه "ضمان السيطرة على الوضع"، وذلك على لسان وزير خارجيتها حسين امير عبداللهيان.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان الأحد "هناك خطر قائم أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخل إيران"، مشددا على أن الولايات المتحدة "لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ طهران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل أو في آخر".

وحشدت إسرائيل قواتها ودباباتها على طول حدودها الشمالية، على مقربة من أماكن تركّز انتشار حزب الله في جنوب لبنان.

وخلال تظاهرة تضامنية مع الفلسطينيين في غزة، أعلن نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم الجمعة جهوزية حزبه "متى يحين وقت أي عمل" للتحرك ضد إسرائيل.

وحضّت قوى غربية عدة على ضبط النفس وحذّرت من توسع النزاع في حال فتح جبهات أخرى مع إسرائيل، خصوصاً من جنوب لبنان.

ودعت فرنسا السبت حزب الله إلى عدم الانخراط في النزاع بين إسرائيل وحماس، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود.