واشنطن ترفع تحذير السفر إلى لبنان إلى أعلى مستوى
واشنطن - رفعت وزارة الخارجية الأميركية تحذير السفر إلى لبنان إلى أعلى مستوى، وأوصت الأميركيين بعدم زيارته على خلفية "الوضع الأمني غير القابل للتنبؤ به"، مع التوتر الذي يشهده الجنوب والذي يمكن أن يتطور إلى حرب في أي لحظة.
وفي أخطر تصعيد على الحدود منذ 17 عاما، تبادل حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول حين شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل التي ردت بتنفيذ غارات جوية مكثفة على غزة.
وقالت الخارجية في بيان نشر عبر موقعها الإلكتروني "تم رفع إلى مستوى تحذير السفر إلى 4 (أعلى مستوى) وطلب مغادرة أفراد عائلات موظفي الحكومة الأمريكية وبعض الموظفين غير العاملين في حالات الطوارئ على أساس كل حالة على حدة".
وأضافت "لا تسافروا إلى لبنان بسبب الوضع الأمني الذي لا يمكن التنبؤ به والمتعلق بتبادل الصواريخ والقذائف والمدفعية بين إسرائيل وحزب الله أو غيره من الفصائل المسلحة. ويجب إعادة النظر في السفر إلى لبنان بسبب الإرهاب والاضطرابات المدنية والصراع المسلح والجريمة والاختطاف وقدرة السفارة المحدودة في بيروت على تقديم الدعم للمواطنين الأميركيين".
ويتصاعد التوتر على الحدود اللبنانية مع إسرائيل إذ يستمر تبادل إطلاق النار والمناوشات بين الطرفين، وأعلن حزب الله اللبناني الأربعاء، استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية في موقع الراهب على الحدود جنوب لبنان، وقال في بيان صحفي أوردته الوكالة الوطنية للإعلام، "فجر اليوم قامت مجموعة الشهيدين حسين هاني الطويل ومهدي محمد عطوي باستهداف دبابة ميركافا لجيش الاحتلال في موقع الراهب وتم إصابتها إصابة مباشرة مما أدى إلى قتل وجرح طاقمها".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أربعة جنود أصيبوا نتيجة إطلاق حزب الله لصواريخ ضد الدروع على الحدود مع لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل الثلاثاء أربعة حاولوا عبور السياج الحدودي وزرع عبوة ناسفة دون أن يذكر موقع محاولة التسلل بشكل واضح. وسبق أن أعلن أنه سيطلق النار على أي شخص يحاول الاقتراب من الحدود أو يتسلل عبر السياج الحدودي.
وأكد حزب الله مقتل خمسة من مقاتليه لكن لم يتضح حتى الآن ما إذا كان أي منهم ضمن من تحدثت عنهم إسرائيل. وقال مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين أنه نفذ هجمات شملت هجوما بصواريخ موجهة على مركبة للجيش الإسرائيلي في بلدة المطلة الحدودية الإسرائيلية. كما أفادت قناة المنار اللبنانية التابعة للحزب بوقوع "قصف إسرائيلي عنيف" على الأراضي اللبنانية عبر الحدود من المطلة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى وقوع هجمات في ثلاثة مواقع من بينها المطلة، مضيفا أنه لم يصب أي من أفراده بأذى.
وقالت الخارجية الأميركية في بيانها أن "الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات محتملة في لبنان. قد يقوم الإرهابيون بشن هجمات دون سابق إنذار تستهدف المواقع السياحية ومراكز النقل والأسواق ومراكز التسوق والمرافق الحكومية المحلية"، مشيرة إلى أن "الحكومة اللبنانية لا تستطيع ضمان حماية المواطنين الأميركيين من اندلاع أعمال العنف المفاجئة".
ولفتت إلى أن "مظاهرات ضخمة اندلعت في أعقاب أعمال العنف الأخيرة في إسرائيل وغزة. ويجب على المواطنين الأميركيين تجنب المظاهرات وتوخي الحذر إذا كانوا على مقربة من أي تجمعات أو احتجاجات كبيرة حيث تحول بعضها إلى أعمال عنف". واعتبرت أن "التهديد الذي يتعرض له موظفو الحكومة الأميركية في بيروت خطير بما يكفي لمطالبتهم بالعيش والعمل في ظل إجراءات أمنية مشددة".
ودعت السفارة الأميركية في بيروت المواطنين الأميركيين إلى اتخاذ الترتيبات المناسبة لمغادرة البلاد، والذين يختارون عدم المغادرة إعداد خطط طوارئ، من بينها خطة للمغادرة لا تعتمد على الحكومة الأميركية.
كما طلبت دول أخرى من بينها كندا وماليزيا من رعاياها في لبنان الثلاثاء مغادرة البلاد مع استمرار عمل الرحلات الجوية التجارية.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب خلال مؤتمر صحفي مشترك في بيروت مع نظيره التركي هاكان فيدان إن الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان "تصب الزيت على النار". وأضاف أنها "توتر الأجواء، ما قد يؤدي إلى اشتعال الجبهة بطريقة يصعب احتواؤها".
وتزعم إسرائيل إنها ليست مهتمة بالدخول في حرب مع حزب الله، وإن الجماعة إذا حافظت على ضبط النفس فإن إسرائيل ستبقي الوضع على الحدود كما هو. لكن الجيش قال أيضا إنه على أتم استعداد وينتشر على الحدود.