وزير الدفاع الإسرائيلي يلمح لاجتياح بري قريب لقطاع غزة

الجيش الإسرائيلي ومن خلال عمليات قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة يريد إضعاف القدرات العسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية المسلحة قبل أي اجتياح بري قد يكون مكلفا لجهة الخسائر في صفوفه.
مقتل 9 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية مع اقتراب عملية الاجتياح

القدس - ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الخميس إلى اقتراب موعد العملية العسكرية البرّية التي يعتزم الجيش تنفيذها في قطاع غزة. ونقلت إذاعة الجيش عنه قوله خلال لقائه عددًا من الضباط في منطقة غلاف غزة إنهم "قريبًا سيرون غزة من الداخل".
وقال "أنتم الآن ترون غزة من بعيد وقريبا ترونها من الداخل الأوامر ستصل"، في أحدث مؤشر على أن الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لتنفيذ عملية برية في القطاع.
وفي أكثر من مناسبة أكد مسؤولون إسرائيليون بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتزام تل أبيب تنفيذ عملية عسكرية برية في غزة.

وتحشد إسرائيل منذ أيام لاجتياح بري للقطاع المحاصر والذي يتعرض منذ 12 يوما لقصف مدفعي وغارات جوية مكثفة تسببت في مقتل المئات وتدمير هائل للمباني والبنى التحتية ودفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة لغلاف غزة كما استدعت عشرات الآلاف من جيش الاحتياط، لكنها تتريث في البدء في عملية برية قد تكون مكلفة ماليا وبشريا. كما أن مصادر عبرية قالت إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الإسرائيلية تأجيل الاجتياح البري للقطاع.

وفي الوقت ذاته يريد الجيش الإسرائيلي من خلال القصف المدفعي والغارات الجوية المكثفة اضعاف قدرات حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة التي أكدت أنها مستعدة لكل السيناريوهات بما في ذلك اجتياحا إسرائيليا بريا للقطاع.وتشير التطورات الراهنة إلة أن الاجتياح البري لغزة مسألة وقت وأن الجيش الإسرائيلي يريد من خلال الدفع لتهجير سكان شمال غزة إلى جنوبها اقامة منطقة عازلة وتقليل الخسائر البشرية في حالة الاجتياح تفديا للانتقادت والضغوط الدولية.

وفي تطور ميداني آخر غير بعيد عن أحداث غزة، قتل تسعة فلسطينيين اليوم الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت في عدة مدن فلسطينية ليرتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل ردا على عملية طوفان الأقصى، إلى 75 في الضفة الغربية المحتلة، فيما تتعدد المؤشرات على اقتراب موعد العملية العسكرية البرّية التي يعتزم الجيش تنفيذها في قطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانات منفصلة بأن سبعة أشخاص قتلوا في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في طولكرم (شمال) منذ صباح الخميس ومن بين هؤلاء طه محاميد (16 عاما) الذي أصيب برصاصة في الرأس.

وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق "استشهاد كل من ابراهيم جبريل أحمد عوض برصاصة في الصدر من بدرس غرب رام الله وأحمد منير صدوق (17 عاماً) من مخيم الدهيشة بيت لحم، برصاصة في الرأس".

وذكر شهود من مخيم نور شمس أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المخيم الواقع في وسط مدينة طولكرم ودارت اشتباكات مع مسلحين، فيما أفادت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها سجلت 25 إصابة بينها إصابات خطرة جدا.

وشيّع الفلسطينيون في مدينة رام الله شابين قتلا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء في قريتي بدرس ودورا القرع شمال رام الله.

وحمل المشيعون لافتات كتب عليها "أثر طوفان الأقصى" كما هتفوا "الانتقام، الانتقام"، بينما شارك العشرات في مسيرة تضامنية مع قطاع غزة في رام الله نظمتها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وكانت تظاهرات تضامنية سارت في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين مطالبة برحيل عباس وشنت إسرائيل منذ اندلاع الحرب حملة اعتقالات شملت نوابا في المجلس التشريعي الفلسطيني ووزراء سابقين من حركة حماس وغيرهم من النشطاء.

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الاعتقالات طالت أكثر من 700 شخص منذ السابع من الشهر الجاري، في حين قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن قواته اعتقلت 80 مشتبها به في أنحاء الضفة الغربية خلال الليل، "من بينهم 63 ناشطا إرهابيا من حماس"، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بدء الحرب إلى 524.