السعودية تحتفظ بهويتها البدوية في اتجاهها نحو الحداثة والانفتاح
الرياض - أعرب وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن فخره بالهوية البدوية للشعب السعودي، مشيرا إلى أن المملكة تنتقل نحو الحداثة وتحافظ على هويتها البدوية، في كلمة تعبر عن الجدل الذي يدور حول السعودية في عهد الانفتاح وردا على الشكوك التي أثارها التيار المتشدد حول هوية البلاد.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان في انطلاق منتدى الاستثمار السعودي- الأوروبي “في البداية أود أن أرحب بأصدقائنا وضيوفنا، ويمكنني أن أؤكد لكم أنهم لم يعودوا ضيوفًا منذ مساء الأمس بل أصبحوا أصدقاء وجزءًا من نسيجنا”. وتابع “مثلما كنا دائمًا كسعوديين وإذا لم تُمانعوا أن أُقدم ملخصًا حول هويتنا”.
وأضاف “كنا كذلك ونفتخر بذلك وسنبقى بدو، ولكن ببعض من الحداثة على الرغم من التحول الحديث الذي نمر به نحن نحافظ على هويتنا البدوية، ولا نزال نرحب بضيوفنا بأذرع مفتوحة وقلوب مرحبة، والآن أصبحت بلادنا بلدا مفتوحا”.
وتشهد السعودية نشاطات دولية على كل الأصعدة لكن الأكثر إثارة للجدل هي الفنية إذا تجاوزت سياسة البلد "المحافظ" الكثير من ممنوعات الماضي، وهو انفتاح حظي بإشادات من سعوديين وغربيين وأثار تحفظات على جرأة بعض الفعاليات، مقابل تأكيد رسمي على الالتزام بـ"الضوابط الشرعية".
ويؤكد وزير الطاقة في كلمته عدم التناقض بين التطور ومواكبة العصر وملاحقة أحدث الانتاجات والصناعات في العالم وبين الهوية الوطنية البدوية للملكة.
كما يوجه رسالة إلى الخارج بأن السعودية محتفظة بهويتها وليست مضطرة لإلغائها في سبيل إرضاء الغرب، إذ يبدو أن السعودية تواجه انتقادات من تيارين متضادين، التيار المتشدد في الداخل الرافض للانفتاح والحريات، ومن قبل الغرب الذي يقول أن على السعودية اتخاذ المزيد من الخطوات في سجل الحريات المدنية وحقوق الإنسان.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان "نحن نعبر عما نؤمن به ولا نغير معتقداتنا كي نظهر بشكل جيد، ولكن بصراحة مع ما نقوم به الآن يمكننا التحدث بفخر وصدق أيضا، أن كل ما نخطط له سوف يتم، بقيادة شابة مصممة على ضمان أن نبقى قوة حية في صناعة الطاقة".
ويلمح وزير الطاقة السعودية إلى الانتقادات التي طالت المملكة في السنوات الأخيرة داخل البلاد وخارجها من قبل التيار المتشدد والمحافظ الذي انتقد الانفتاح والخطوات الجريئة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي مثلت قفزة كبيرة في شتى المجالات لاسيما الحريات الشخصية وحقوق المرأة وانفتاح البلاد على العالم واستقطاب كبار الشخصيات إذ على إثرها شكك هؤلاء بهوية البلاد وشنوا حملة واسعة ضد هذه الخطوات مطالبين بالعودة إلى الوراء. وحظيت تصريحات وزير الطاقة السعودي بإشادة واسعة على الشبكات الاجتماعية.
وقال آخر:
وعرفت المملكة لعقود قيودا شديدة بحق المرأة والفن واختلاط الجنسين والحفلات الغنائية، لكن قبل سنوات حدثت تحولات اجتماعية لافتة، عبر خطة رسمية لدعم الترفيه، وتأسيس هيئة له عام 2016، من أبرز أنشطتها إقامة مهرجانات وفعاليات فنية وغنائية يُشترط فيها رسميا "الحفاظ على الذوق العام".
وتستهدف رؤية 2030 في المملكة تستهدف رفع مساهمة قطاع الترفيه في إجمالي الناتج المحلي من 3 إلى 6 بالمائة. واتجهت الأنظار، في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، نحو "مواسم الرياض"، التي تشهد كل عام أكثر من 100 فعالية، أبرزها غنائية وترفيهية، تجاوز عدد زوارها 10 ملايين، منتصف ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته.
وكشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تصريحات سابقة أن بلاده "تستهدف توطين 50 بالمائة من قطاع الترفيه، إذ ينفق المواطنون 22 مليار دولار على الترفيه في الخارج سنويا".
وبعد كلمته الترحيبية والتعريف بالهوية الوطنية السعودية، تطرق الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إلى معالجة أزمة تغير المناخ، قائلا أنها يجب أن تكون بطريقة بناءة ومفصلة آخذة بالحسبان القطاعات كافة.
وأوضح الوزير خلال جلسة في المنتدى السعودي الأوروبي للاستثمار في الرياض "تغير المناخ شيء يحدث بالفعل.. ويجب معالجة ذلك ولكن يجب معالجته بطريقة مجتمعة بناءة ومفصلة".
وأشار إلى أهمية استخدام كافة الطرق التكنولوجية التي من الممكن أن تطبق مع أكبر الدول الحاضنة لصناعة الهيدروكربونات، وإمكانية تطبيق ذلك في أماكن أخرى. وتابع "لدينا أفضل البرامج كفاءة والتي تم فحصها في أوروبا وأميركا وأماكن أخرى"، مضيفا أنه يجب إدخال إصلاحات الأسعار وهو سيرفع الكفاءة أيضا.
وعلق ناشط:
وأوضح الأمير عبد العزيز "نتجه لاعتماد قاعدة (50-50)، وهو ما يعني الابتعاد عن حرق الوقود السائل لإنتاج الطاقة والاعتماد بنسبة 50 بالمئة على حرق الغار، والـ50 بالمئة الأخرى ستكون من مصادر طاقة متجددة".
وبين الوزير أنه يجب التذكير بأن أهداف أوروبا هي 45 بالمئة طاقة متجددة بينما هدف المملكة هو 50 بالمئة، مضيفا أن تحقيق ذلك لن يكون بدون العلم بمتطلبات هذا التحول، ومدركون لحقيقة أن تكون العملية شاملة.