قطر تستبق فشل وساطة الإفراج عن الرهائن بالتحذير من استمرار القصف

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري يؤكد أن عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعقّد تأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بالإفراج عن الرهائن
كتائب القسام تعلن فقدان أكثر من 60 أسيرا جرّاء القصف الإسرائيلي

عمان - حذر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن اليوم السبت من أن يؤدي استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تعقيد تأمين إطلاق سراح الرهائن، فيما ترفض إسرائيل وقف حربها قبل الإفراج عن أسراها، ما يهدد بنسف الجهود التي تقودها الدوحة للتوصل إلى صفقة تبادل بين حركة حماس والدولة العبرية.
وقال الوزير القطري خلال لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أثناء اجتماع وزاري مشترك في الأردن لبحث الأوضاع في قطاع غزة إن "تواصل القصف الإسرائيلي يضاعف من الكارثة الإنسانية في القطاع ويعقد تأمين إطلاق سراح الأسرى"، لافتا إلى مواصلة الدوحة جهود الوساطة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وفي السياق شدد الوزير القطري على "ضرورة تضافر الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح معبر رفح بشكل دائم لضمان تدفق قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة".
ويعقد في العاصمة الأردنية عمان اليوم السبت اجتماع مشترك لوزير الخارجية الأميركي مع نظرائه القطري والأردني أيمن الصفدي والإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والمصري سامح شكري، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
وأدانت الخارجية القطرية في بيان منفصل "قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الفاخورة" التي تؤوي آلاف النازحين في مخيم جباليا، وعددا من المستشفيات في غزة.
ووصفت هذه الممارسات بأنها "مجازر وحشية وجرائم شنيعة بحق المدنيين العزل، وتعديا سافرا على أحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي"، بحسب المصدر ذاته.
وجددت الوزارة تأكيد أن توسع الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة "يعتبر تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة".
كما حذرت من أن "تواطؤ المجتمع الدولي تارة بالصمت وتارة أخرى بالانتقائية إزاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، يزيد حالة الاحتقان ويوسع دائرة العنف"، وفق ما أوردته وكالة "قنا" القطرية.

عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط لدفع الحكومة إلى إبرام صفقة تبادل
عائلات الأسرى الإسرائيليين تضغط لدفع الحكومة إلى إبرام صفقة تبادل

وفي سياق متصل أعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم السبت أن أكثر من 60 أسيرا فقدوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وذكر أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام على حساب حماس على تيليغرام أن 23 جثة لرهائن إسرائيليين لا تزال مفقودة تحت الأنقاض، مضيفا "يبدو أننا لن نستطيع الوصول إليها أبدا بسبب استمرار العدوان الوحشي للاحتلال على غزة".

وتظاهر مئات الإسرائيليين اليوم السبت عند مفترق "عيمك حيفر" قرب تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس بغزة، فيما رفع العديد منهم لافتات كتبوا عليها شعارات مثل "أطلقوا سراح الرهائن الآن بأي ثمن".

وصدت الشرطة الإسرائيلية محتجين كانوا يتظاهرون أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم السبت وسط غضب شديد من الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس الشهر الماضي على بلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

ولوح المئات بالعلم الإسرائيلي ورددوا هتافات "السجن الآن!" قبل أن يقتحموا حواجز الشرطة حول مقر إقامة نتنياهو في القدس.

ويسلط هذا الاحتجاج الضوء على الغضب الشعبي المتزايد تجاه القادة السياسيين والأمنيين وتزامن مع استطلاع للرأي أظهر أن أكثر من ثلاثة أرباع الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو.

ويتظاهر آلاف الإسرائيليين بشكل شبه يومي في أنحاء البلاد للضغط على الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج عن الأسرى المحتجزين بغزة.

وعلقت حكومة حماس إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر بسبب رفض إسرائيل نقل جرحى فلسطينيين إلى مستشفيات مصرية، بحسب ما قال مصدر مسؤول في هيئة المعابر.

وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته "لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح" بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية.

وأكد مصدر أمني مصري أنه "لم يصل أي مصاب أو حامل جواز سفر أجنبي إلى معبر رفح المصري"، مضيفا أن الحركة توقفت "بعد قصف سيارات الإسعاف التي كانت تنقل المصابين إلى المعبر".

وأشارت مصادر في حماس إلى أن إسرائيل رفضت السماح بمغادرة العديد من الجرحى إلى مصر والذين وردت أسماؤهم في القائمة المرسلة إلى السلطات المصرية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح عقب اجتماعه مع أنتوني بلينكن في تل أبيب الجمعة بأن "إسرائيل ترفض الهدنة المؤقتة التي لا تشمل إطلاق سراح رهائننا"، مشددا على "مواصلة القتال إلى حين القضاء على حماس وعودة الأسرى الذين تحتجزهم الحركة".

وفي وقت سابق من اليوم السبت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة مقتل 15 فلسطينيا وإصابة أكثر من 70 آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الأونروا الأممية بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 29 يوما حربا مدمرة على غزة قتل فيها 9488 فلسطينيا منهم 3900 طفل وأصيب أكثر من 23 ألف شخص كما قتل 145 فلسطينيا واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت حماس أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني بينهم أطفال ونساء في سجون إسرائيل.