قوات الدعم السريع تعزز مكاسبها بالسيطرة على مدينة الجنينة
الخرطوم - أعلنت قوات الدعم السريع السودانية اليوم السبت سيطرتها على مقر الجيش في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، مما يحكم قبضتها على المدينة، في أحدث مكسب ميداني، ما يعمّق انتكاسة الجيش السوداني الذي خسر أغلب مقاراته الحيوية.
ومدينة الجنينة هي ثالث عاصمة من عواصم الولايات الخمس في منطقة دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بالكامل خلال الأسبوعين الماضيين حتى مع بدء ممثلين عن هذه القوات شبه العسكرية وممثلين عن الجيش محادثات في جدة.
وأكدت الدعم السريع في بيان نشرته على صفحتها بموقع "إكس" "تويتر" سابقا أن "قيادة الفرقة 15 مشاة الجنينة قامت بأدوار خبيثة وتسببت في مقتل أهلنا في غرب دارفور بإشعال نار الفتنة وإذكائها من خلال توزيع السلاح على المواطنين ما أدى إلى تشريد ونزوح ولجوء مواطني الولاية داخليا وإلى دول الجوار".
وتابعت أن "انتصارات أشاوس قوات الدعم السريع على ميليشيا البرهان وكتائب وأذرع النظام البائد، تفتح الباب واسعا للسلام الحقيقي الذي يتطلع إليه السودانيون وبناء وطن يليق بشعبنا العظيم".
وأكدت أن "الجنينة ستظل آمنة تحت حماية الأشاوس بعد طرد الفلول الذين أشعلوا بلادنا بالفتن والحروبات"، مضيفة "نبشر شعبنا بأن بلادنا قريبا ستكون أكثر أمنا بالسلام الذي نبنيه بالمساواة والعدالة".
وقضى 15 مدنيا على الأقل إثر تعرض منازلهم للقصف في العاصمة السودانية الخرطوم، بحسب ما أكد مصدر طبي أكد أن جثامين الضحايا المدنيين وصلت إلى مستشفى النو بمنطقة أم درمان في ضاحية الخرطوم.
ويحتدم القتال منذ أبريل/نيسان في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل وفقا لمنظمة "اكليد" المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.
واستؤنفت المحادثات بين الطرفين برعاية أميركية - سعودية في مدينة جدة وقالت الرياض إن الهدف منها "تسهيل وصول المساعدات الانسانية والتوصل الى وقف لاطلاق النار واجراءات أخرى لبناء الثقة من أجل التقدم نحو وقف دائم للقتال".
ومنذ أسابيع تتقدم قوات الدعم السريع نحو قواعد للجيش في إقليم دارفور الذي يعاني أصلا من تداعيات عقود من النزاع والفظائع.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي إن التقارير التي تتحدث "مدنيين عالقين في القتال الدائر".
والقاعدة العسكرية في الجنينة هي الثالثة التي تعلن قوات الدعم السريع السيطرة عليها خلال أسبوع، بعد قاعدة زالنجي عاصمة وسط دارفور وقاعدة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان. ودارفور منطقة تعادل مساحتها مساحة فرنسا ويسكنها ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
بدوره أصدر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بيانا شديد اللهجة الاثنين حذر فيه من مؤشرات على "هجوم وشيك واسع النطاق" في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال بلينكن إن هذا الهجوم "من شأنه أن يعرّض لأقصى درجات الخطورة مدنيين بينهم مئات آلاف النازحين فر العديد منهم مؤخرا إلى الفاشر من مناطق أخرى".
وفي الوقت الذي يواجه فيه المدنيون السودانيون ما وصفه منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث بأنه "أحد أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث"، يصور الجانبان نفسيهما صانعي سلام في المفاوضات في السعودية.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الأهداف في الوقت الحالي تقتصر على السماح بدخول المساعدات الإنسانية والضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار وفي المفاوضات السابقة انتهك الجيش السوداني الهدنات المتفق عليها وعرقل توزيع المساعدات.
ونشرت قوات الدعم السريع الاثنين مقطع فيديو لقائدها دقلو الذي ظل بعيدا عن الأنظار طوال النزاع ألقى فيه باللوم على البرهان في الحرب وهنأ قواته بـ"انتصاراتها" في دارفور وكردفان.
كما قال حميدتي "ليست عندنا أي مشكلة في السلام" لكن "لن نقبل أي سلام يتيح لك إعادة تجهيز نفسك لأجل حرب جديدة".