غالانت يدعو سكان غزة للقضاء على السنوار لاختصار زمن الحرب
تل أبيب - تضع القوات البرية الإسرائيلية نصب أعينها القضاء على قائد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة يحيى السنوار خلال تقدمها في قطاع غزة، مع التوجه إلى السكان بقتله "لاختصار زمن الحرب"، مع تصاعد القصف على الجنوب وتفاقم الغضب الشعبي على الحكومة الإسرائيلية بسبب الرهائن.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".الأحد عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إن القوات الإسرائيلية "تفكك كتائب حماس واحدة تلو الأخرى" وستقضي على زعيم حماس يحيى السنوار. وتابع "سوف نجد يحيى السنوار ونقضي عليه. وإذا قام سكان غزة بذلك قبلنا، فإن ذلك سيختصر زمن الحرب".
وهاجمت القوات الإسرائيلية أهدافا في مدينة غزة من الجنوب والشمال وتقدمت إلى المناطق الحضرية. قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده هاجموا مقاتلين من حركة حماس الفلسطينية في جنوب قطاع غزة.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أنه في الساعات الأولى من صباح الأحد أطلق مسلحو حماس صواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار.
وبعد ما يزيد قليلا عن أسبوع من انطلاق الهجوم البري الإسرائيلي، اصطحب الجيش الإسرائيلي صحفيين إلى الجزء الشمالي المدمر من قطاع غزة.
ومنذ بداية الحرب، قام الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر بإبلاغ المدنيين في شمالي قطاع غزة بالهروب نحو جنوب القطاع الساحلي المحاصر من أجل سلامتهم، ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإنه على الأقل نفذ 700 ألف شخص ذلك بالفعل. وقال إنه سيسمح خلال نافذة زمنية الأحد مجددا للمدنيين في قطاع غزة للفرار إلى الجزء الجنوبي من القطاع الساحلي.
وسيسمح الجيش الإسرائيلي لحركة المرور في الطريق المؤدي الذي يربط الجنوب خلال مهلة لمدة أربع ساعات اعتبارا من الساعة 10 صباحا بالتوقيت المحلي، وفقا لما نشرة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر منصة "إكس"، تويتر سابقا، ليل السبت. ونشر الجيش الإسرائيلي أيضا خريطة تظهر الطريق المحدد لذلك. ومع ذلك هناك العديد من التقارير بشأن تعرض المدنيين الفارين للقصف في غارات جوية في أجزاء من قطاع غزة بعد أن أبلغهم الجيش الإسرائيلي بأنها ستكون آمنة.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاجاري، في الآونة الأخيرة بأن نية حماس وزعيمها السنوار إظهار صورة غزة المدمرة وتحميل إسرائيل المسؤولية عن معاناة الناس هناك. وقال هاجاري "لن يتمكنوا من إخفاء الجناة الحقيقيين هم أنفسهم، الذين جلبوا الدمار إلى غزة".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن 51 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال لقوا حتفهم فيما أصيب العشرات في قصف إسرائيلي لمنازل في مخيم المغازي وسط قطاع غزة مساء السبت.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أشرف القدرة إن عددا كبيرا من الأشخاص لقوا حتفهم نتيجة "مجزرة المغازي" دون إعطاء رقم محدد، مشيرا إلى تكدس أعداد كبيرة من الإصابات الخطيرة على الأرض في قسم الطوارئ. وأكد القدرة أن غالبية القتلى والمصابين من الأطفال والنساء.
وكان قد قال في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية "تقتل طفلا وتصيب طفلين كل عشر دقائق" خلال هجومها المستمر على القطاع.
ويقع مخيم المغازي في محافظة دير البلح وسط قطاع غزة. وعندما سئل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنه يتحقق مما إذا كانت القوات الإسرائيلية تشن عمليات في منطقة مخيم المغازي.
وأثار القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والحصيلة المتزايدة من القتلى بين السكان المدنيين مظاهرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين في العديد من دول العالم بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة السبت، مطالبين بوقف الهجمات الإسرائيلية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 9488 فلسطينيا لقوا حتفهم منذ بداية القصف الإسرائيلي. معظمهم مدنيون وبينهم 3900 طفل.
وقُتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر غالبيتهم مدنيون قضوا في أول أيام الهجمات وفق السلطات. وتحتجز حماس 241 رهينة حسب الجيش.
وتتصاعد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية بهدف دفعها إلى الموافقة على وقف إنساني لإطلاق النار في غزة، لكن أقارب الرهائن جعلوا من إطلاق سراحهم شرطا لا غنى عنه.
وشارك الآلاف مساء السبت في تل أبيب في تظاهرة لعائلات وأنصار الرهائن لدى حركة حماس، مطالبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببذل مزيد من الجهود للإفراج عنهم.
وتظاهر أيضا المئات في القدس للمطالبة باستقالة نتنياهو الذي يعتبرونه "مسؤولا ومذنبا" بسبب أوجه القصور في إدارة البلاد. وتجمع المئات خارج مقر إقامة رئيس الوزراء هاتفين "استقالة الآن" و"7 تشرين الأول/أكتوبر، مسؤول ومذنب".
وقال منتدى عائلات الرهائن والمختفين الذي دعا إلى التجمع في تل أبيب أمام وزارة الدفاع إن "أُسر الرهائن والمفقودين لن تعود إلى ديارها حتى عودة جميع الرهائن إلى منازلهم".
وقالت هداس كالديرون التي اختُطف خمسة أفراد من عائلتها "أتوقع وأطالب حكومتي بتغيير نهجها. كل يوم أستفيق من أجل يوم حرب جديد. حرب من أجل حياة أطفالي".
وعبّر بعض المشاركين عن تصميمهم على التخييم أمام الوزارة حتى عودة الرهائن. وبعد الظهر قوبل أحد أعضاء الحكومة بصيحات الاستهجان خلال لقاء مع العائلات في تل أبيب وفق ما أظهرت لقطات بثتها القناة 12. وقال يويف لوتيم (64 عاما) المشارك في التظاهرة لفرانس برس "بعد شهر من الحداد، هذا أكبر احتجاج ضد نتنياهو".
وارتدى آخرون قمصانا طبِع عليها وجه رئيس الوزراء الملطخ بالدماء أو ملصقات تصفه بـ"وزير الجريمة". وقالت نيتا تزين (39 عاما) "نريد تصويتا للتخلص من نتنياهو. آمل بأن تتواصل الاحتجاجات وتتسع"، مضيفة أنها "تعرضت للخيانة" بسبب تصرفات رئيس الوزراء.
وأدت هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى إضعاف نتنياهو الذي يواجه أصلا منذ أشهر احتجاجات ضخمة رافضة لمشروعه للإصلاح القضائي.