حرب غزة تعجّل بأول زيارة لرئيسي إلى السعودية
طهران - يؤدي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد المقبل أول زيارة إلى السعودية منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين برعاية الصين، للمشاركة في قمة تعقدها منظمة التعاون الإسلامي لبحث سبل وقف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بينما ظلت الدعوة التي وجهها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لرئيسي منذ أشهر لزيارة المملكة دون تحديد موعد.
وأعلنت المنظمة اليوم الاثنين عقد قمة طارئة الأحد المقبل في الرياض لبحث "العدوان الإسرائيلي" على غزة، مع دخول القصف الإسرائيلي على القطاع يومه الـ31، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بناء على دعوة السعودية بصفتها رئيس القمة الحالية.
وقال مصدر مطّلع على التحضيرات للقمة والذي طلب عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بالإفصاح عن تفاصيل التحضيرات للوسائل الإعلامية "سيحضر الرئيس رئيسي قمة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض".
وفي سياق متصل بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الاثنين في اتصال هاتفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آخر التطورات المتعلقة بالحرب على غزة.
وأوضح بيان أصدرته وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزيرين "ناقشا الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده قادة منظمة التعاون الإسلامي لاستعراض التطورات في فلسطين ووقف جرائم الحرب ضد غزة والضفة الغربية وإرسال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر".
وقال عبداللهيان إن "الولايات المتحدة بعثت برسالة مفادها أنها تسعى إلى وقف إطلاق النار"، مردفا أن "الأميركيين اتخذوا بعض الإجراءات لكنهم على أرض الواقع لم يدعموا سوى القتل الجماعي والإبادة الجماعية في غزة"، مضيفا "نأمل أن تغير واشنطن سياستها على وجه السرعة وألا تدعم الجانب المحتل".
وكان رئيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أجريا أول مكالمة هاتفية بينهما في 12 أكتوبر/تشرين الأول عبّرا خلالها عن دعمهما للقضية الفلسطينية وبحثا وفقًا لوكالة "إرنا" "ضرورة إنهاء جرائم الحرب ضدّ فلسطين".
وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعًا على مستوى وزراء الخارجية بشأن العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي من الجانب الإسرائيلي ودعا لوقف إطلاق النار فورًا.
وفي 30 أكتوبر/تشرين أول الماضي كشف حسام الدين زكي الأمين العام المساعد لأمين عام جامعة الدول العربية أن الأمانة العامة تلقّت طلبًا رسميًا من فلسطين والسعودية لعقد قمة عربية في 11 نوفمبر/ شرين الثاني الجاري لبحث "العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".
وأوضح زكي في تصريحات متلفزة حينها أنه "سيكون هناك قمة عربية إفريقية تتوافق مع تاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني وهي مجدولة مسبقاً قبل عدة أشهر"، مضيفا أنها "فرصة مناسبة لكي يجلس العرب في قمة استثنائية"، وفق ما أورده إعلام محلي آنذاك.
وكشف مسؤولون إيرانيون في وقت سابق أن رئيسي تلقى دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان لزيارة المملكة، لكن لم يتم تحديد موعدها.
وأعادت السعودية وإيران افتتاح سفارتيهما بعد سبع سنوات من الإغلاق إثر أزمة دبلوماسية بدأت حين اقتحم محتجون إيرانيون سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد وحاولوا إحراق المبنيين وتخريبهما على مرأى من قوات الشرطة، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته في قضايا تتعلق بالإرهاب.
ومنذ أكثر من شهر يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة قتل فيها أكثر من 10 آلاف فلسطيني منهم 4800 طفل و2550 سيدة، وأصاب أكثر من 24 ألفا آخرين، كما قتل 153 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.