لا هدوء ولا رغبة في الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

الحكومة الإسرائيلية تقول إنها تستعد لفرض الهدوء على الجبهة اللبنانية تزامنا مع انتقال حزب الله لاستخدام صواريخ تحمل رؤوسا حربية وزنها بين 300 و500 كيلوغرام.

القدس - بلغ التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني نهاية الأسبوع ذروته، وسط مخاوف وتحذيرات أميركية من اتساع نطاق الحرب، فيما قالت الحكومة الإسرائيلية إنها تستعد لفرض الهدوء على الجبهة اللبنانية.

ولا تبدو إسرائيل العالقة في حرب مع حركة حماس، راغبة في فتح جبهة مواجهة جديدة قد تستنزفها وتريد التركيز على هدف القضاء على الحركة الفلسطينية وهو أيضا هدف يبدو من الصعب تحقيقه فيما يدفع المدنيون في القطاع المحاصر فاتورة الحرب.

وجاء ذلك مع تصاعد الأعمال القتالية بعد أن نفذ حزب الله اللبناني هجوما صاروخيا عبر الحدود أدى لإصابة مدنيين رد عليه الجيش الإسرائيلي بقصف جوي لمواقع مرتبطة بالجماعة المدعومة من إيران.

ووصف كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري حزب الله بأنه "المدافع عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وعن تنظيم الدولة الإسلامية، فيما يبدو أنه إشارة للجماعة الإسلامية (سنّية) التي يقال إن مسلحيها يعاضدون مقاتلي حزب الله والفصائل الفلسطينية في جنوب لبنان.

قال موقع 'أكسيوس' الأميركي أمس الأحد إن وزير الدفاع لويد أوستن أعرب في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت عن قلقه بشأن تصعيد التوتر على الحدود مع لبنان، مضيفا أنه طلب منه توضيحات بشأن الضربات الجوية في لبنان، مطالبا إسرائيل بتجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى حرب شاملة مع حزب الله.

وبحسب الموقع الأميركي، يبدي بعض المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن قلقا من أن إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله، مشيرا إلى أن كبير مستشاري بايدن سافر إلى لبنان الأسبوع الماضي ووجه تحذيرا قويا لحزب الله عبر مسؤولين لبنانيين.

وينفذ حزب الله الذي يعتقد على نطاق واسع أن ترسانته الصاروخية أكبر بكثير من ترسانة حماس، هجمات محدودة نسبيا تضامنا مع الفلسطينيين. وقال حسن نصر الله الأمين العام للحزب يوم السبت الماضي، إن الجماعة "ستواصل العمل" على الجبهة مع إسرائيل.

ولكن مع مقتل ما لا يقل عن 70 من عناصر حزب الله، فضلا عن عدد من المدنيين اللبنانيين في غارات إسرائيلية مضادة، توسعت أساليب الجماعة لتشمل استخدام صواريخ تحمل رؤوسا حربية يتراوح وزنها بين 300 و500 كيلوغرام وطائرات مسيرة انتحارية.

وأعلن حزب الله أمس الأحد مسؤوليته عن هجوم بصاروخ موجه قالت إسرائيل إنه أدى إلى إصابة اثنين على الأقل من عمال شركة كهرباء تم إرسالهم لإجراء إصلاحات في منطقة سكنية حدودية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن هجوما بقذائف المورتر أدى إلى إصابة سبعة جنود إسرائيليين. وتسبب صاروخ في إطلاق صفارات الإنذار قرب مدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية، لكنه لم يتسبب في وقوع إصابات. وتبنى جناح لبناني لحركة حماس عملية الإطلاق.

وقالت إسرائيل إن قواتها الجوية ومدفعيتها قصفت أهدافا لحزب الله وأهدافا أخرى في لبنان ردا على ذلك، مضيفة أنها تحمل الجماعة الشيعية المسلحة وحكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي المسؤولية عن جميع الأعمال العدائية.

وقال هاجاري "يركز الجيش الإسرائيلي على غزة لكننا في حالة استعداد عالية جدا في الشمال"، مضيفا "سيتحمل مواطنو لبنان تكلفة هذا الاستهتار وقرار حزب الله أن يكون المدافع عن حماس وتنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف في مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون "لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال. لن يظل الوضع الأمني كما هو في الشمال حيث لا يشعر السكان بالأمان عند العودة إلى منازلهم".

وتم إجلاء سكان القرى والبلدات الواقعة على الحدود اللبنانية باتجاه الجنوب، حتى مع إخلاء المجتمعات الحدودية في غزة التي ضربتها حماس، مما أدى إلى نزوح نحو 200 ألف إسرائيلي داخليا. كما فر العديد من المواطنين في جنوب لبنان باتجاه الشمال بحثا عن الأمان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه ناشد إيران، التي تدعم حماس وحزب الله، التدخل،مضيفا في مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا أنه طلب من إيران "أن تقول لحزب الله إنه "لا يمكنكم خلق وضع يغرق فيه لبنان بالكامل في هذا الصراع".

وتابع "إذا شن حزب الله هجوما واسع النطاق على إسرائيل، فقد يحدث ذلك... لا أعرف مدى تأثيره... لكني متأكد من أن لبنان لن يتمكن بعدها من البقاء".

وردا على سؤال عما إذا كانت إيران قد استجابت، قال "لا أعرف. يقولون دائما إنه لا علاقة لهم بما يحدث، غير أنهم في الوقت ذاته يتحدثون علنا عن خطر امتداد هذا الصراع. موقف إيران على الدوام شديد الغموض".