تلاميذ لبنانيون ينالون جائزة من اليونسكو عن أغنية تمجد السلام

شبكة المدارس اللبنانية تكشف أن الأغنية فازت بمسابقة 'الشباب من أجل السلام' الدولية.
عبير نعمة: تزامن المسابقة مع الظروف القاسية يجعلها صرخة لتوحيد الصوت

بيروت - شكلت أغنية لتلاميذ لبنانيين حصلت أخيرا على جائزة من اليونسكو "صرخة لتوحيد الصوت من أجل السلام"، بحسب ما وصفها معنيون بالمسابقة، إذ جاء الفوز بها على وقع طبول الحرب التي تقرع في جنوب لبنان، وفيما يسقط آلاف القتلى وقسم كبير منهم من الأطفال في حرب غزة على الجانب الآخر من الحدود.

وأفادت شبكة المدارس اللبنانية المنتسبة لليونسكو بأن أغنية "كمشة سلام" التي قدّمها تلاميذ إحدى هذه المدارس فازت بمسابقة "الشباب من أجل السلام" الدولية التي تنظمها اليونسكو وفرانس تلفزيون وأعلنت نتائجها أخيرا.

وأشارت إلى أن الأغنية التي ألّفها ولحّنها وغنّاها تلاميذ المرحلة الابتدائية الأولى في مدرسة العائلة المقدسة (الفنار)، وهي واحدة من أربع مدراس لبنانية شاركت في المسابقة، نالت ثلاث جوائز، بعد منافسة مع أغنيات من مجموعة دول أخرى من بينها أوكرانيا التي تشهد منذ فبراير/شباط 2022 حربا مع روسيا.

ورأت المغنية اللبنانية عبير نعمة التي كانت ضمن أعضاء لجنة التحكيم برئاسة راعية المسابقة مارينا بيكاسو حفيدة الرسام الشهير بابلو بيكاسو، أن "تزامن هذه المسابقة السنوية مع الظروف القاسية والوجع الكبير يجعلها صرخة (…) لتوحيد الصوت من أجل السلام"، بحسب ما قالت لوكالة فرانس برس.

وتمحور موضوع النسخة الثالثة من المسابقة هذه السنة حول فكرة التسامح كطريق أساسي لتحقيق السلام، بحسب المنسقة الوطنية للشبكة في اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو كريستيان جعيتاني.

وذكّرت جعيتاني بأن أهمية المسابقة في الوقت الراهن تكمن في كونها تهدف إلى "التوعية بأهمية التربية على ثقافة السلام واللاعنف وحقوق الإنسان وإعلاء صوت الأطفال والشباب المطالبين بحقهم بالعيش بسلام وأمان وفرح ومحبة في وجه آلة الحرب والإبادة والكره".

ولفتت إلى أن هذه المبادرة التربوية التي انطلقت عام 2018 "تشمل أعمالاً فنية في خمسة مجالات منها غناء السلام والتصوير الفوتوغرافي وتصوير فيلم عن السلام لإقناع شخص يريد أن يستخدم السلاح النووي بالامتناع عنه".

ولاحظت نعمة أن الأغنية الفائزة تميزت بكلماتها الهادفة والمؤثرة والرسالة القوية التي تحملها عن السلام، قائلة "اللحن كان جميلاً وصادقا وكذلك التوزيع، إضافة إلى التصوير.. العمل بكل جوانبه كان ناجحا".

واعتبرت معلمة مادة اللغة العربية في المدرسة الفائزة رلى زغيب التي أشرفت على إعداد الأغنية أن "التلاميذ حين يقدمون عملاً ويحصلون على جائزة (…) يدركون أن بإمكانهم أن يؤثروا إيجابا".

وشرحت زغيب أن المشاركين الذين بلغت أعمارهم ما بين سبعة وثمانية أعوام من الصفين الأول والثاني ابتدائي "كتبوا جملاً عن السلام، أخذنا الفكرة الأساسية الواردة في كل جملة وجمّلناها (…) وجمعناها في أغنية". وشارك أصحاب الجمل المختارة في إنشاد الأغنية وتصويرها.

وقال غدي طعمة (8 سنوات) الذي شارك في الأغنية إنه يحب أن يدعم "الأطفال الذين يعيشون في الحرب"، مضيفا "قلت مع رفاقي كلمات جميلة عن السلام. صورنا الأغنية ونحن نلعب ونغني وأحببت المشهد الذي رمينا فيه الأزهار".

وجاء فوز لبنان في المسابقة متزامنا مع تصعيد في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.