محللة إسرائيلية: السلام مع الأردن في خطر
القدس - حذرت المحللة الإسرائيلية سمدار بيري في تحليل نشره موقع "واي نت" العبري من أن السلام مع الأردن بات في خطر، فيما يتزامن هذا التحذير مع بدء المملكة مراجعة اتفاقياتها مع الدولة العبرية، في غمرة تصعيدها تجاه إسرئيل منذ اندلاع الحرب على غزة وذهبت إلى حد اعتبار محاولات تهجير الفلسطينيين بمثابة "إعلان حرب".
وقالت بيري "لم يعد من الممكن تجاهل تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله والملكة رانيا ووزير الخارجية الأردني ضد إسرائيل"، مستدركة أن "المملكة لن تذرف دمعة إذا تمت الإطاحة بحكم حركة حماس في قطاع غزة".
وتابعت أن إسرائيل والأردن يسيران إلى القطيعة، وفق ما أكده لها أحد كبار مسؤولي الدولة العبرية الذي وصف تدهور العلاقات بين البلدين بـ"الخطير".
وأشارت إلى أن "الملكة رانيا نفت في تصريح على "قناة سي إن إن" الأميركية المجازر التي وقعت في إسرائيل خلال الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس في السابع من الشهر الماضي"، مضيفة أنها "تجاهلت التعرض لسوء المعاملة واختطاف النساء المسنات والأطفال، مقابل التركيز على معاناة الأطفال الفلسطينيين".
وأضافت أنها "ركّزت في حديثها على التصعيد الدائر على المخاطر المحدقة بسكان غزة فقط، على الرغم من أن حركة حماس كانت محظورة بموجب القانون الأردني منذ سنوات وتم طرد قادتها من الأردن".
وتابعت "بعد الملكة رانيا جاء دور الملك عبدالله لانتقاد إسرائيل خاصة في مقال نشره نهاية هذا الأسبوع في صحيفة واشنطن بوست والآن أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي لم يكن أبدا محبا للدولة العبرية، في مؤتمر بالبحرين أن الأردن يلغي اتفاقا يزود بموجبه إسرائيل بالطاقة الشمسية مقابل المياه من إسرائيل"، لافتة إلى أنه صرح بأن "حركة حماس فكرة لا يمكن محوها بالتلويح باليد".
وزادت "ليس من الواضح بعد كيف سيتدبر الأمر الأردنيون من دون المياه: ربما ستتحرك سوريا، أو دول الخليج العربي".
وأشارت إلى أن الصفدي وصف اتفاق السلام الإسرائيلي مع الأردن بأنه "ليس أكثر من وثيقة يمكن وضعها في الدرج ويتراكم عليها الغبار"، لافتة إلى أن "حكومته أعلنت أنها ستبني ثلاثة مستشفيات ميدانية لعلاج الفلسطينيين من غزة في الضفة الغربية"
وكشفت أن "مجموعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين قطعوا الاتصالات مع نظرائهم في الأردن"، مضيفة أن "وريث العرش الأمير الحسن لم يعد يجيب على مكالمات أصدقائه على الجانب الإسرائيلي".
وقالت "في الوقت الحالي، ليس من الواضح ما إذا كانت الاتصالات ستستمر وبأي طريقة وبأي مزاج. كلا الجانبين غاضبان من بعضهما البعض. ولم يعد الإسرائيليون مستعدين، حتى في معسكرنا المعتدل واليساري لتحمل سلوك حماس التي تتجاهل تماما محنة مواطني غزة".
وصوّت البرلمان الأردني الأسبوع الماضي على مراجعة الاتفاقيات الموقعة بين المملكة وإسرائيل، فيما استدعى الأردن في أوائل الشهر الجاري سفيره لدى تل أبيب وطلب من الدولة العبرية عدم إعادة سفيرها الذي غادر عمان بعد أيام من اندلاع الحرب على غزة.
ووقع الأردن وإسرائيل في العام 1994 معاهدة السلام المعروفة بـ"معاهدة وادي عربة"، كما يرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات الاقتصادية.
وأعلنت المملكة رفضها لاعتبار الحرب التي تشنها إسرائيل على عزة "دفاعا عن النفس" وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه لا وجود لأي مبرر لقتل أكثر من 9 آلاف شخص في قطاع غزة بينهم أكثر من 3 آلاف طفل.