مقتل 8 مدنيين بينهم صحافيان من الميادين في قصف إسرائيلي
بيروت - قتل ثمانية مدنيين بينهم صحافيان من قناة "الميادين" المقرّبة من حزب الله اليوم الثلاثاء في قصفين إسرائيليين منفصليين على جنوب لبنان، وفق الوكالة الوطنية للإعلام والقناة، بينما توعدت الجماعة اللبنانية بالردّ على الهجوم الذي يأتي بعد يوم من حظر الدولة العبرية لبث القناة الموالية لإيران.
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيدا عسكريا بين إسرائيل وحزب الله منذ شن حركة حماس في السابع من الشهر الماضي هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.
ونعت قناة الميادين "الشهيدين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري نتيجة استهداف إسرائيلي غادر" في جنوب لبنان.
ويأتى ذلك بعيد إعلان الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية "استشهاد صحافيان ومدني في قصف معاد لمثلث طيرحرفا الجبين" القريب من الحدود مع إسرائيل.
وقال رئيس مجلس إدارة الميادين غسان بن جدو عبر القناة إن ما تعرّض له الصحافيان "كان استهدافاً مباشراً ولم يكن استهدافاً بالصدفة"، مشيرا إلى أن المدني الذي قتل مع الصحافيين هو أيضاً "متعاون" مع القناة، من دون أن يحدّد وظيفته.
ولفت بن جدو إلى أن القصف يأتي بعد إعلان إسرائيل منع البث المحلي لقناة "الميادين" داخلها وتتخذ القناة من بيروت مقرا، مضيفا "أعتقد أن الإعلام العربي الآن، الفلسطيني، اللبناني والعربي بشكل عام، يُستهدف من جديد من الاحتلال الغادر".
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء أفادت الوكالة الوطنية عن مقتل امرأة مسنة تدعى لائقة سرحان (80 عاماً) وإصابة حفيدتها آلاء القاسم، سورية الجنسية، بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفركلا.
وتتلقى الطفلة آلاء العلاج في مستشفى مدينة مرجعيون الحكومي، وفق الوكالة التي أفادت أيضاً عن نجاة عدد من أحفاد سرحان في القصف الذي طال المنزل.
وأعلن مصدر في المستشفى طلب عدم كشف اسمه أن "إصابة الطفلة خطيرة ويتم العمل حالياُ على إنقاذها ضمن الإمكانيات المتوفرة في المستشفى".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن إسرائيل استهدفت في حادث ثان سيارة على بعد سبعة أميال من الحدود وبالقرب من مدينة صور في جنوب لبنان مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في وقت لاحق من اليوم. ولم تدل بتفاصيل أخرى.
وقال مسؤول فلسطينني في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين أن من بين القتلى خليل حامد الخراز، وهو قيادي رفيع في كتائب عزالدين القسام في لبنان، الجناح العسكري لحركة حماس.
ولم تنع الحركة رسمياً أياً من عناصرها، لكن عضو مكتبها السياسي خليل الحية قال في مؤتمر صحافي في بيروت، رداً على سؤال عما إذا كان القتلى الأربعة من حماس، "ما حدث اليوم جريمة جديدة تضاف الى جرائم الاحتلال الصهيوني".
وقال إن حماس ستعلن الأربعاء "انتهاء التحقيقات في الموضوع لكننا ندين هذا العدوان"، مشيرا الى أن "بيانا واضحا سيصدر ويفصح عن طبيعة الاغتيال ومن هم الموجودون في السيارة وأسماؤهم وجنسياتهم". وأفاد مصدر أمني لبناني، من دون كشف هويته، بأن جثث ركاب السيارة "تفحّمت".
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء إن "اعتداء إسرائيل على الإعلاميين يهدف لإسكات من يفضح جرائمها"، فيما أكد حزب الله أن هذا العدوان لن يمر دون رد.
وتابع أن "هذا الاعتداء يثبت مجددا أنه لا حدود للإجرام الاسرائيلي وأن هدفه إسكات الاعلام الذي يفضح جرائمه واعتداءاته".
وذكرت "العلاقات الإعلامية" في الجماعة في بيان أن "مواصلة استهداف إسرائيل للإعلاميين بشكل مباشر وعمليات القتل للصحافيين تظهر مدى انزعاج العدو البالغ من الدور الهام والأساسي والمركزي الذي تضطلع به وسائل الإعلام".
وأضافت أن وسائل الإعلام "استطاعت بجهودها وتضحياتها الكبيرة أن تحدث تحوّلاً في الرأي العام لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم ضد العدو الإسرائيلي القاتل والمجرم".
وطالبت "الهيئات الدولية الإعلامية والإنسانية بإدانة هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مماثلة ورفع الصوت عالياً وممارسة أعلى درجات الضغط على حكومة العدو لوقف عدوانها على الإعلاميين والمدنيين".
وهي ليست المرة الأولى التي يقتل ويصاب فيها صحافيون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تاريخ الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل.
وفي الثالث عشر من الشهر الماضي قتل مصوّر وكالة أنباء "رويترز" عصام عبدالله وأصيب آخرون من وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة ورويترز خلال تغطيتهم قصفاً إسرائيلياً في جنوب لبنان. وفي الـ13 من نوفمبر/تشرين الثاني أصيب مصوّر في القناة القطرية بجروح طفيفة جراء قصف إسرائيلي خلال جولة لصحافيين في بلدة حدودية.
وغداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس بدأ حزب الله تنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، واضعا ذلك في إطار دعم "الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً لمقاومته الباسلة والشريفة"، وفق بياناته.
وتتواصل هذه الهجمات يوميا، بينما تردّ إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله وبنى تحتية عسكرية عائدة له قرب الحدود.
ومنذ صباح الثلاثاء، أعلن حزب الله استهداف موقعين عسكريين إسرائيليين ومنزلاً قال إن جنوداً إسرائيليين كانوا يتمركزون فيه.
ومع سقوط قتلى الثلاثاء ترتفع حصيلة القتلى في جنوب لبنان إلى 95 شخصاً بينهم 68 مقاتلاً في صفوف حزب الله و14 مدنياً، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية من جهتها عن مقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.
ومنذ بدء الحرب في غزة، وثّقت لجنة حماية الصحافيين ومقرّها نيويورك مقتل 50 صحافياً، بينهم 45 فلسطينياً ولبناني وأربعة إسرائيليين.