إسرائيل تنسف آمال تمديد الهدنة بالانسحاب من المفاوضات
القدس - قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة فريق جهاز الاستخبارات "الموساد" من الدوحة، مبررا قراره بوصول مفاوضات تجديد الهدنة وتبادل الرهائن مع حركة حماس إلى طريق مسدود، فيما تنطوي هذه الخطوة على اعتزام الدولة العبرية تصعيد حربها على القطاع الفلسطيني، متجاهلة كافة دعوات إرساء وقف جديد لإطلاق النار.
وقال مكتب نتنياهو في بيان "بعد بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا وبتوجيه من رئيس الوزراء أمر رئيس الموساد ديفيد بارنياع فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل".
وأفاد بأن "منظمة حماس الإرهابية لم تنفّذ التزاماتها بموجب الاتفاق الذي شمل الإفراج عن جميع الأطفال والنساء المختطفين وفقا لقائمة تم تحويلها إلى الحركة وتمت المصادقة عليها من قبلها".
وشكر رئيس الموساد في البيان مسؤولي الاستخبارات في الولايات المتحدة ومصر إضافة إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني على "جهود الوساطة الجبارة" التي أفضت إلى هدنة من سبعة أيام بدأت اعتبارا من 24 نوفمبر/تشرين الثاني وأتاحت وقف الأعمال القتالية والافراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأكد نتنياهو أن الحرب في قطاع غزة ستتواصل "إلى أن نحقق كامل أهدافها" بما في ذلك إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين والقضاء على حماس وأفاد في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ انقضاء الهدنة "استعد جنودنا خلال أيام الهدنة لتحقيق انتصار كامل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية".
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري لقناة "الجزيرة" القطرية اليوم السبت إنه لن يكون هناك تبادل للأسرى مع إسرائيل حتى تنتهي الحرب على غزة، مضيفا أن "الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى الحركة هم جنود إسرائيليون ومدنيون خدموا سابقا في الجيش الإسرائيلي"، متابعا أنه لن يتم إطلاق سراحهم إلا إذا كان هناك وقف لإطلاق النار ويتم الإفرج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين.
بدوره قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة في بيان "في الوقت الذي أبدينا تجاوباً مع الوسطاء في التفاوض من أجل تمديد التهدئة الإنسانية المؤقتة، فإننا نؤكّد أنَّ الاحتلال يتحمّل كامل المسؤولية عن عدم تمديدها، برفضه التعاطي الإيجابي مع العروض التي تلقاها عبر الوسطاء".
وأضاف "لا يزال الاحتلال يردّد ويكرر ادّعاءاته الكاذبة بخصوص مبرّرات استئنافه لحربه العدوانية على شعبنا، فيسوق روايات كاذبة لا أساس لها من الصحة، منها مزاعم إطلاق صاروخ من قطاع غزَّة، وغيرها من الادّعاءات الباطلة".
وتابع "هذه الرّواية وغيرها من الرّوايات الكاذبة التي يردّدها الاحتلال النازي منذ خرقه لاتفاق التهدئة هدفها التغطية على نيّته المبيتة لاستئناف قصفه الوحشي وغاراته الهمجية وارتكابه مجازر مروّعة بحق المدنيين العزَّل".
وانتهت مفاعيل الهدنة صباح الجمعة من دون اتفاق على تمديدها، بينما أتت بعد أكثر من سبعة أسابيع من قصف إسرائيلي مدمر على قطاع غزة جاء ردا على هجوم دام غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من الشهر الماضي على الأراضي الإسرائيلية وأسفر عن سقوط نحو 1200 قتيل في إسرائيل بحسب السلطات الإسرائيلية.
وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارا من 27 أكتوبر/الأول مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، أكثر من 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
وتتقاذف إسرائيل وحماس المسؤولية عن انتهاء الهدنة وعدم تمديدها، على عكس الرغبة التي أبدتها أطراف الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة.
وينذر قرار انسحاب إسرائيل من مفاوضات تمديد الهدنة بتصاعد الاحتجاجات في صفوف عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، فيما يضغط ذووهم على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية تفضي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية اليوم السبت 6 متظاهرين أمام منزل نتنياهو لمطالبته بالاستقالة واقتادتهم للتحقيق، وفق إعلام عبري، فيما قال منظمو الاحتجاج في بيان "يدور الحديث عن اعتقال سياسي وغير قانوني فقد كانوا في منطقة عامة أمام منزل نتنياهو وتم نقلهم إلى محطة الشرطة في الخضيرة بحجة أنها مظاهرة غير قانونية".
بدورها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن عشرات المتظاهرين نظموا وقفة احتجاجية أمام منزل نتنياهو لمطالبته بالاستقالة من منصبه.
وأضافت "ستنظم الليلة أيضًا مظاهرة بالقرب من ساحة رالي في قيسارية تطالب نتنياهو بالاستقالة، بسبب إخفاقات الحرب".
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نظم متظاهرون وقفات احتجاجية ومسيرات إلى منزل نتنياهو في شارع غزة بالقدس شهدت مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية.
كما شهدت مدينة تل أبيب تظاهرات حاشدة طالب المشاركون فيها باستقالة نتنياهو على الفور بعد فشله في توقع الهجوم الذي شنته حركة حماس.