السحيري تتحول بـ'تحت الشجرة' من المهرجانات العالمية إلى المنصات الرقمية

المخرجة التونسية أريج السحيري تطل بفيلمها الروائي الطويل من منصة شاهد بعد جولة عالمية في كبرى المهرجانات توجت أغلبها بجوائز وترشيحات عديدة.

تونس - أعلنت شاهد عن قائمة الأعمال الجديدة المقرر عرضها على منصتها خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، قائلة "استمتعوا بأقوى الأعمال حصريا ومجانا"، لافتة إلى أن الفيلم التونسي الحاصل على عدة جوائز وترشيحات من مهرجانات عالمية "تحت الشجرة" للمخرجة أريج السحيري ستنطلق في عرضه ابتداءً من 7 ديسمبر/كانون الأول.

وتستعد المنصة العالمية لتغوص بمشاهديها لما يقارب ساعة ونصف الساعة في عوالم ريف مدينة كسرة التابعة لمحافظة سليانة وسط تونس.

والعمل السينمائي الذي مثل تونس في جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية 2023، يصافح قريبا عشاق الفن السابع من مستخدمي المنصات الرقمية، وذلك بعد جولة عالمية بين أهم المهرجانات وأبرزها وحصوله على العديد من الجوائز والترشيحات، حيث فاز الفيلم على هامش الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي الدولي بجائزة أحسن موسيقى في مسابقة النقاد التي نظمها مركز السينما العربية.

وحاز الفيلم على جائزة أطلس لما بعد الإنتاج، بورشة أطلس لسنة 2021، حيث أعلن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن فوز الفيلم، قائلا في بيان على صفحته بفيسبوك "تحت الشجرة فيلم دافئ، عذب وقوي.. تكريم للعمل الدؤوب ولإرث الحس التعليمي.. هذه الجوهرة التي صنعتها المخرجة أريج السحيري تضفي نبرة جريئة على الحب الحديث".

كما نال جائزة "التانيت الفضي" في مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" عام 2022، بعد فوزه بجائزة "بايار دور" في مهرجان الفيلم الفرنكوفوني في نامور (بلجيكا).

وتمكن الفيلم أيضا من الحصول على تنويهين اثنين بمهرجين مختلفين في فترة زمنية متقاربة، حيث حصل في أسبوع واحد على تنويه لجنة التحكيم بالدورة الثالثة عشرة لمهرجان مالمو للسينما العربية، يليه تنويه خاص من قبل لجنة تحكيم الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية في إطار المسابقة الرسمية للدورة العشرين لمهرجان طريفة - طنجة للسينما الأفريقية.

و"تحت الشجرة" إنتاج مشترك تونسي، ألماني، فرنسي، قطري، سويسري، وتدور أحداثه بين الأشجار، حيث تتقاسم بعض العاملات في قطاف التين في منطقة ريفية في الشمال الغربي التونسي، أسرارهن وقصص حبهن وخلافاتهن.

وتدور أحداث الفيلم بين الأشجار، حيث يعمل الشباب والشابات أثناء موسم الحصاد الصيفي، ويختبرون بعض الأحاسيس للمرة الأولى، ويتغازلون ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يسعون نحو العثور على روابط عميقة، وأحيانًا يهربون منها.

وكانت المخرجة التونسية قالت في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية حدثتني عنها العاملات في المزارع اللاتي يعملن بجد طوال العام، وأيضا من فتيات المدارس الثانوية اللاتي يأتين في الصيف" خلال العطلة.

والسحيري اختارت أن يكون أبطال "تحت الشجرة" أشخاصا واجهوا الكاميرا لأول مرة في حياتهم، شباب ونساء من المنطقة التي دارت فيها أحداث الفيلم حتى تعطيه بعدا أكثر واقعية، عبر إتقانهم للهجة المحلية وقربهم الكبير من تلك البيئة.

ويتطرق العمل الفني أيضا إلى مفهوم التضامن بين النساء حين يتقاسمن الغداء، وكذلك الرغبة في التحرّر، ويظهر ذلك بوضوح عندما يذهبن في نزهة مع الصبية بجانب النهر أو عندما يتجملن بعد يوم من العمل الشاق، ويلتقطن صورا وينشرنها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعد هذا الفيلم الروائي الطويل الأول في مسيرة أريج السحيري السينمائية، وقد حاولت أن يكون بمثابة مرآة تعكس واقع البلاد، حيث صورت من خلاله "تونس مصغرة" على حد وصفها.