كتائب القسام تحبط محاولة تحرير رهائن اسرائيليين في غزة

سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غزة رغم دعوة بايدن نتنياهو لتجنب استهدافهم.
انهيار تام للنظام الصحي في قطاع غزة على وقع القصف الاسرائيلي
القسام تعلن مقتل أسير إسرائيلي في اشتباك مع قوة حاولت تحريره

غزة - أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الجمعة، إفشال محاولة قوة إسرائيلية الوصول لجندي أسير في غزة، مما أدى لمقتله ومقتل وإصابة عدد من أفراد القوة في اشتباك بين الجانبين فيما لا تزال القوات الاسرائيلية تقصف مختلف المناطق في القطاع المحاصر.
وهذه المرة الأولى التي يُعلن فيها عن عملية تشرع بتنفيذها قوة إسرائيلية لاستعادة أحد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، في إطار المعارك البرية في قطاع غزة.
وقالت القسام في بيان عبر منصة "تلغرام" "فجر اليوم، أفشل مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسام محاولة صهيونية للوصول إلى أحد الأسرى الصهاينة" مضيفة أنه "تم اكتشاف قوة صهيونية (إسرائيلية) خاصة أثناء محاولتها التقدم لتحرير أحد أسرى العدو والاشتباك معها، مما أدى إلى مقتل وإصابة أفراد القوة".
وبحسب البيان "تدخل الطيران الحربي (الإسرائيلي) وقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على انسحابهم".
وتابعت "أدى الاشتباك إلى مقتل الجندي الأسير ساعر باروخ (25 عاما) ويحمل بطاقة رقم 207775032، والسيطرة على بندقية أحد الجنود وجهاز الاتصال الخاص بالقوة الخاصة".
وفي بيان لاحق، أعلنت الكتائب الفلسطينية أنها "استهدفت تجمعا لقوات العدو في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 ملم"، دون مزيد من المعلومات.

وتدور معارك عنيفة الجمعة داخل أكبر مُدن قطاع غزة وفي محيطها، بعد شهرين على هجوم حركة حماس ضد إسرائيل وبدء حرب يواصل عدد القتلى فيها الارتفاع فيما تعلن إسرائيل عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف جنودها.
وبعد مرحلة أولى من هجومه البري ضد حماس تركزت في شمال غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته هذا الأسبوع إلى الجنوب حيث يوجد زهاء مليوني مدني أصبحوا محاصرين في مناطق باتت مساحتها تضيق تدريجا.
وبإسناد جوي وبحري وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس ودار قتال في هذه المدينة الأكبر في جنوب القطاع كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالا في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة.
وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة الصغير المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي لتبلغ الخميس 17177 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وفجر الجمعة أفادت الوزارة بمقتل 40 شخصا في غارات قرب مدينة غزة و"عشرات" آخرين في جباليا (شمال) وخان يونس (جنوب).
وبثت قنوات إسرائيلية مساء الخميس مقاطع تظهر عشرات المعتقلين الفلسطينيين بملابس داخلية ومعصوبي العيون تحت حراسة جنود إسرائيليين في قطاع غزة ما أثار جدلا حادا على الشبكات الاجتماعية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يحقق" من أجل "التأكد ممن له بينهم صلة بحماس ومَن ليس كذلك"، في إشارة إلى الحركة الإسلامية الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مهاجمة "ما يزيد عن 450 هدفا" في قطاع غزة "برا وبحرا وجوا"، خلال الساعات الـ24 الماضية مضيفا إنه "على مدار آخر 24 ساعة، تمت مهاجمة ما يزيد عن 450 هدفا من الجو والبحر والبر".
وأضاف "على مدار آخر 24 ساعة هاجمت قوات عديدة تابعة لسلاح البحرية من خلال القذائف المدفعية وأنواع الذخيرة الدقيقة، عشرات البنى التحتية التي استخدمتها القوات البحرية التابعة لحركة حماس في وسط القطاع وجنوبه، بهدف إلحاق أضرار واسعة النطاق بقدراتها البحرية والاستخباراتية".
وأشار الجيش إلى تنفيذه "سلسلة غارات دامت حوالي ساعتين، على خلية فلسطينية في خان يونس"، جنوبي قطاع غزة.
وقال في بيانه "كجزء من المهام التي تقوم بها مجموعة القتال باللواء 7 في قلب خان يونس، قامت خلية الهجوم التابعة للواء بتوجيه طائرات سلاح الجو وقضت على عدد كبير من المسلحين في سلسلة غارات دقيقة دامت حوالي ساعتين" موضحا "استمرار القتال مع مسلحين فلسطينيين في أنحاء قطاع غزة".
وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس على "الحاجة الماسة" لحماية المدنيين مع احتدام القتال، داعيا إلى إنشاء ممرات إنسانية "لفصل السكان المدنيين عن حماس".
وتؤيد الولايات المتحدة إسرائيل بقوة منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وتقول السلطات الإسرائيلية إن 1200 شخص قتلوا فيه. لكن واشنطن تشعر بقلق متزايد إزاء الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.
وفي المجموع قُتل 91 عسكريا إسرائيليا منذ بدء الهجوم البري في غزة وبينهم الخميس نجل غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل جنديين في معارك بالقطاع حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن قوات الدفاع الإسرائيلية أعلنت مقتل جنديين من قوات الاحتياطي في المعارك.

نزوح مئات الالاف من الفلسطينيين مع اشتداد المعارك في خان يونس
نزوح مئات الالاف من الفلسطينيين مع اشتداد المعارك في خان يونس

وأوضحت أن الجنديين هما "رقيب أول كوبي دفاش، 41 عاما، جندي احتياطي في سلاح المدرعات، من طبريا (شمال)، ورقيب أول إيال مئير بيركوفيتش، 28 عاما، من الكتيبة 699 التابعة للواء 551، من القدس".
وبدأت إسرائيل التي صُدمت جراء هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الاحتفال مساء الخميس بعيد الأنوار اليهودي. وفي تل أبيب شاركت عائلات رهائن وأقارب لهم في وقفة أضاءوا خلالها الشموع تكريما لمن لا يزالون محتجزين لدى حماس.
وأوقد نتانياهو شمعة عند حائط المبكى بمناسبة هذا العيد لإحياء ذكرى ما يعتبر اليهود أنه أحد الانتصارات العظيمة في تاريخهم.
وقال "في ذلك الزمان حرر المكابيون الهيكل وطهّروه وأعادوا السيادة والاستقلال اليهوديَّين... واليوم نحن، مكابيي عصرنا، نحارب قوى الشر التي جاءت لمحو الشعب اليهودي ودولته من على وجه الأرض".
ويحاول الآلاف الفرار من القتال في خان يونس للتوجه نحو رفح على الحدود المصرية وهي المكان الوحيد الذي لا تزال توزع فيه مساعدات إنسانية ولو بكميات محدودة.
وقال عبدالله أبو دقة "منذ شهرين ننتقل من مكان إلى آخر نحن متعبون جدا"، متحدثا عن "أصعب شهرين" في حياته.
ووصل أحمد حجاج أيضا إلى رفح من مخيم الشاطئ في الشمال، وتحدث عن وضع كارثي قائلا "ليست لدينا الضروريات الأساسية. الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم ولا حل سياسيا في الأفق".
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس أن النظام الصحي "جاث على ركبتيه" في قطاع غزة، حيث بات معظم المستشفيات في الشمال خارج الخدمة بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى مع تدفق آلاف الجرحى وباتت على وشك الانهيار.
وفرضت إسرائيل "حصارا كاملا" على قطاع غزة منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر ما تسبب في نقص خطير في المياه والغذاء والدواء والكهرباء. كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوافر.
وهذا الأسبوع أعلنت الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر موافقتها ضرورية لإدخال المساعدات من مصر، السماح بتوصيل "الحد الأدنى" من الوقود إلى غزة لتجنب "انهيار إنساني وتفشي الأوبئة" بعد يومين على تلقيها دعوة في هذا الصدد من حليفتها الولايات المتحدة.
ووفق الأمم المتحدة، نزح 1.9 مليون شخص أي نحو 85% من السكان عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل.
وتثير الحرب مخاوف من تحول النزاع حربا إقليمية. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في حرب غزة.
وقتل الخميس مدني إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان في اتجاه شمال إسرائيل وفق ما أعلن الجيش والإسعاف الإسرائيليان. وليلا أفاد الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح طفيفة جراء نيران صاروخية مضادة للدبابات معلنا أنه ينفذ غارات ضد مواقع لحزب الله.
ووجه نتانياهو تحذيرا جديدا لحزب الله قائلا "أقترح على أعدائنا أن يكونوا حذرين لأنه إذا اختار حزب الله بدء حرب شاملة فإن ذلك سيحول بخطئه هذا بيروت وجنوب لبنان، غير بعيد من هنا، إلى غزة وخان يونس".