الجمهور التونسي يستعد لاكتشاف 'ما رواء الجبل' قريبا

الفيلم الروائي الطويل للمخرج محمد بن عطية سيطرح في القاعات السينمائية التونسية في الفترة المقبلة، بعد جولته في أهم المهرجانات السينمائية العالمية.

تونس - تستعد القاعات السينمائية التونسية لاستقبال رحلة بين الواقع والخيال.. يطرحها الفيلم الروائي الطويل "ما رواء الجبل" للمخرج التونسي محمد بن عطية، وذلك بعد جولة في أهم المهرجانات السينمائية العالمية.

وبين آلام الأب وأحلام الابن.. سيكون الجمهور التونسي قريبا على موعد مع الفيلم في عرضه الأول بتونس بعد أن عرض عالميا وعربيا في عدة مهرجانات دولية، وأعلنت مؤسسة "ايزي للتوزيع" التي حصلت على حقوق توزيع هذا العمل، عن خروجه للقاعات التونسية، لكنها لم تكشف بعد عن موعد محدد.

ويتناول الفيلم في أكثر من الساعة ونصف الساعة قصة رجل يدعى "رفيق" (يجسده الممثل مجد مستورة) اختار بعد خروجه من السجن بعد أن قضى أربع سنوات خلف القضبان أن ينطلق في رحلة رفقة ابنه إلى ما وراء الجبال حتى يريه اكتشافه المذهل، لكن كل شيء يخرج عن السيطرة.

وقال مخرج العمل محمد بن عطية في تصريحات صحافية سابقة، إن الفكرة الأساسية للعمل نابعة من الطيران بعيدا عن الأوضاع المتأزمة، والتحليق نحو عالم مغاير، إذ أن حلم الطيران رغبة تطارد الإنسان منذ القدم.

ويشارك في بطولة الفيلم كل من مجد مستورة، حلمي الدريدي، وليد بوشيحاوي، سلمى الزغيدي، وسيم بالغارق، والفلسطيني سامر بشارات.

وتم تقديم العرض العالمي الأول للفيلم في الدورة 80 لمهرجان فينيسيا السينمائي ضمن قسم آفاق، في حين قدم عرضه العربي الأول ضمن فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي التي انتظمت مؤخرا بمدينة جدة السعودية.

ونال الفيلم جائزة الصحافة في ختام الدورة 34 لمهرجان الفيلم العربي بمنطقة فاماك فال دا فانش (شمال فرنسا)، وتنافس "ما رواء الجبل" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالمهرجان الذي أقيم من 5 إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى جانب 10 أفلام من المغرب والأردن وسوريا والسودان واليمن وفرنسا وبلجيكا.

حصل "ما وراء الجبل" على دعم من قبل مؤسسة البحر الأحمر السينمائي من خلال صندوق البحر الأحمر، فهو إنتاج مشترك بين تونس من خلال شركة "نوماديس للإنتاج" للمنتجة التونسية درة بوشوشة ولينا بن شعبان، وبين عدد من الشركاء ومانحي الدعم من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا والسعودية وقطر.

ودرة بوشوشة التي شاركت في إنتاج الفيلم هي اسم لامع في تاريخ الإنتاج السينمائي العربي، الأفريقي والعالمي، عرفت بدعمها لسينما المؤلف والتزامها بالدفاع عن السينما الأفريقية وسينما الجنوب والترويج لها.

كما أنها تولت إدارة أيام  قرطاج السينمائية لثلاث دورات (2010.. 2014.. 2018)، وقد منحت المهرجان أبعادا جديدة، فأصبح موعدا سنويا وأطلقت فعاليات أيام قرطاج السينمائية في الجهات، كما أسست ورشة تكميل لدعم صناع الأفلام العرب والأفارقة.

و"ما وراء الجبل" هو الفيلم الروائي الثالث للمخرج بن عطية محمد، بعد فيلميه "الهادي رياح الحرية" في العام 2016، و"ابني العزيز" في العام 2018.

ومحمد بن عطية مُخرج وكاتب سيناريو تونسي من مواليد 1976، تخرج سنة 1998 من معهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج، وبعد بضع سنوات، حصل على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في الاتصالات السمعية والبصرية من جامعة فالنسيان.