مبادرة أميركية لتأمين الملاحة من الهجمات الحوثية في البحر الأحمر

واشنطن تؤكد دور الإيرانيين المزعزع للاستقرار بشكل كبير فإذا أرادت القيادة العليا في طهران أن تتوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فسوف تتوقف.
ناقلة نرويجية أصيبت بجسم غير محدد خلال هجوم تعرضت له في البحر الأحمر
معلومات عن انفجارات في المياه بالقرب من سفن جنوب المخا
وزير الجيوش الفرنسي يستقبل وزير الدفاع السعودي لمناقشة هجمات الحوثيين

واشنطن – يواصل الحوثيون استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وباتت هجماتهم تمثل "خطرا عالميا وتشكل تحديا دوليا"، بحسب تصريحات مسؤول أميركي يؤكد علاقة إيران بهذه الهجمات، ومساعي واشنطن لوضع حد لها عبر مبادرة جديدة وزير الدفاع لويد أوستن في زيارته للمنطقة.

وذكرت قناة "الحرة" الأميركية نقلا عن مصادر متعددة، أن أوستن يستعد لإطلاق مبادرة جديدة لتأمين وحماية الملاحة الدولية من الهجمات المتزايدة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر. وتحمل المبادرة اسم "عملية الازدهار والحماية والعمل" وهي تأتي خلفا لما كان يعرف بـ"فرقة العمل البحرية" التي انضم إليها أكثر من 30 دولة.
ويزور أوستن البحرين وقطر وإسرائيل، خلال جولة في الشرق الأوسط.  واعتبر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد، أن تهديدات الحوثيين اليمنيين في البحر الأحمر "عالمية وتشكل تحديا دوليا"، وذلك مع تصاعد الهجمات على السفن في ممرات ملاحية تستهدفها الجماعة المتحالفة مع إيران. 

وقال المسؤول، إن "الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية عملت مع الحلفاء والشركاء على معالجة التهديد عبر توسيع فرقة العمل 153 المعنية بأمن البحر الأحمر، في إطار القوات البحرية المشتركة". واتهم إيران بأن لها "دورا مباشرا في هذا المستوى المحدد من الاعتداءات التي يقوم بها الحوثيون"، مضيفا "ليس هناك شك في أن الإيرانيين يلعبون دورا مزعزعا للاستقرار بشكل كبير، وإذا أرادت القيادة العليا في طهران أن تتوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فسوف تتوقف". 
وتابع أن "الإيرانيين قاموا بتسليح الحوثيين الذين لديهم قدرات عسكرية متطورة جدا وقاموا بتدريبهم وتمويلهم وتجهيزهم". 

ويستقبل سيباستيان لوكورنو وزير الجيوش الفرنسي الثلاثاء الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان لإجراء محادثات بشأن حرية الملاحة في البحر الأحمر وسيحضران بعد ذلك تدريبات دفاع جوي تشمل موارد عسكرية فرنسية في البحر الأبيض المتوسط.

وقال مقرّبون من وزير الجيوش الفرنسية إنّ باريس مستعدّة "للمضي أبعد ولكنّنا نريد أن نرى كيف تتكامل هذه الجهود مع ما هو موجود وكيف ستشارك فيها الدول العربية".

وكان لوكورنو قد زار السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني في إطار جولة شملت أيضا مصر وقطر والإمارات وإسرائيل وتعلق الأمر آنذاك بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

وهاجم الحوثيون سفنا في مسارات الشحن بالبحر الأحمر وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ صوب إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل ما يزيد على شهرين. وفي الأسابيع الأخيرة، كثفوا هجماتهم قرب مضيق باب المندب الذي يعد استراتيجيا للنقل البحري إذ يفصل شبه الجزيرة العربية عن إفريقيا وتمر عبره 40 بالمئة من التجارة الدولية.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الاثنين إنها تلقت تقريرا عن حادث وقع بالقرب من مضيق باب المندب على بعد 30 ميلا بحريا إلى الجنوب من ميناء المخا اليمني. وأضافت في مذكرة إرشادية، إن "انفجارا محتملا وقع في المياه، على بعد ميلين بحريين من إحدى السفن".

وأضافت في مذكرتين منفصلتين أنها تلقت تقريرين عن "واقعة" ثانية حدثت على بعد 30 ميلا بحريا إلى الشمال الغربي من المخا وثالثة على بعد 24 ميلا بحريا جنوب شرقي الميناء. ولم ترد معلومات أخرى في التقريرين.
وقالت شركة أمبري البريطانية لأمن الملاحة البحرية إنها تلقت معلومات عما يحتمل أنه انفجار في المياه قرب سفينة على بعد 30 ميلا بحريا جنوبي المخا.

بدورها ذكرت شركة إنفنتور كيميكال تانكرز النرويجية المالكة لناقلة الكيماويات سوان أتلانتيك إن الناقلة أصيبت "بجسم" غير محدد خلال هجوم تعرضت له في البحر الأحمر اليوم الاثنين، دون أن يسفر الحادث عن إصابة أحد من أفراد الطاقم.

وكانت شركتا "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ-لويد" الألمانية للنقل البحري، قد أعلنتا الجمعة، تعليق مرور سفنهما في البحر الأحمر في ظل الهجمات.

وأكد الحوثيون في بيانهم اليوم الاثنين إنهم لن يترددوا "في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد" في بياناتهم السابقة التي حذروا فيها منع "كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه أخواننا الصامدون في قطاع غزة من ماء ودواء".

وأعلن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام السبت عن وساطة عمانية لحماية الممر المائي. وقال على موقع "إكس" إن المناقشات جارية "برعاية من الأشقاء في سلطنة عمان مع عدد من الجهات الدولية بشأن العمليات في البحر الأحمر وبحر العرب".