
واشنطن تحمل طهران المسؤولية عن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
واشنطن - اتهمت الولايات المتحدة الجمعة إيران بالضلوع الوثيق في الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون من اليمن على سفن تجارية تعبر البحر الأحمر، مصعّدة من لهجتها حيال الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي تدرس فيه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تشمل استخداما محتملا للقوة.
ونشر البيت الأبيض معلومات استخباراتية أميركية في ظل مواصلة الحوثيين المرتبطين بإيران هجماتهم على السفن "نصرة للشعب الفلسطيني" وسط الحرب المحتدمة بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال إن طهران زودت الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.
وصرّحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان "نعلم أن إيران ضالعة بشدة في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر".
وأضافت "ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن إيران تحاول ثني الحوثيين عن هذا السلوك المتهور".
لكن الجانب الإيراني يؤكد دائما ان لا علاقة له بهجمات الحوثيين والفصائل المسلحة في المنطقة محذرا من مغبة استهدافه.
وشن الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية بما في ذلك العاصمة صنعاء، أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية، وفقا للبنتاغون.
ونفى نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري السبت صحّة الاتهامات الأميركية لطهران بالضلوع في هجمات شنها المتمردون اليمنيون على سفن تجارية، قائلا إن الجماعة تتصرف من تلقاء نفسها.
وقال باقري في تصريح لوكالة أنباء مهر الإيرانية إن "المقاومة تمتلك أدوات قوتها وتتصرف بناء على قراراتها وإمكانياتها".
وتابع "إن مزاعم بعض القوى كأميركا وكذلك الصهاينة بعد تلقي ضربات من حركة المقاومة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغير الواقع المتمثل في قوة المقاومة في المنطقة".
وقال مساعد قائد قوات الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي ليوم السبت إنه "على "الولايات المتحدة وحلفاءها انتظار إغلاق ممرات مائية أخرى مع استمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة"، متحدثا عن "ولادة قوات جديدة للمقاومة"، وفق وكالة 'فارس' الإيرانية.
ومع تعطل حركة المرور التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.
وفي استعراض للقوة، دخلت حاملة الطائرات الأميركية "يو اس اس دوايت دي أيزنهاور" خليج عدن، مع ورود سلسلة من التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس توجيه ضربات عسكرية في حال استمرت الهجمات ضد السفن.
وكان زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي قد هدد بعد إعلان واشنطن تشكيل تحالف باستهداف "المصالح" الأميركية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده.
وقال البيت الأبيض إن الأجهزة الأميركية توصلت عبر تحليل بصري إلى خصائص متطابقة تقريبا بين الطائرات المسيّرة الإيرانية من طراز _"كاس-04" وتلك التي أطلقها الحوثيون، بالإضافة إلى خصائص متماثلة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ الحوثيين.
وأضاف أن الحوثيين يعتمدون أيضا على أنظمة مراقبة توفرها إيران في البحر.
وأكدت واتسون أن "الدعم الإيراني للحوثيين قوي ويشمل تسليم معدات عسكرية متطورة ومساعدة استخباراتية ومساعدات مالية وتدريب"، وأن طهران قامت بـ"تفويض القرارات العملياتية إلى الحوثيين".

وعلى الرغم من النتائج التي قدمها البيت الأبيض، كانت هناك شكوك بين بعض صناع القرار في الولايات المتحدة ودول حليفة حول ما إذا كان الحوثيون يتصرفون بناء على تعليمات من إيران.
وأشار دبلوماسي من دولة حليفة لواشنطن يتابع ما يجري في المنطقة إلى أن حزب الله اللبناني الذي تربطه علاقات أوثق مع إيران كان بالمقارنة مضبوطا في وجه التحذيرات الأميركية واستعراض الولايات المتحدة لقوتها البحرية في شرق المتوسط.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته "من بين وكلاء إيران في المنطقة، يملك الحوثيون أضعف رابط مع طهران. ومن الصعب أن نرى كيف تخدم الهجمات مصالحهم أو مصالح إيران".
وحافظت إدارة بايدن في البداية على لهجة هادئة حيال هجمات الحوثيين، ويرجع ذلك جزئيا إلى رغبتها في الحفاظ على السلام الهش في اليمن.
وحافظ الحوثيون والحكومة المدعومة من السعودية على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة منذ نيسان/ابريل 2022، ما أدى إلى وقف حرب مدمرة تسببت في أزمة إنسانية في اليمن الذي بات معظم سكانه يعتمدون على المساعدات.
وفي بحث نُشر حديثا، قال مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الحوثيين يتشاركون عقلية "البارانويا" التي يتمتع بها رجال الدين الحاكمون في إيران.
وكتب أن على الولايات المتحدة أن تفكر في الحوثيين كنوع من كوريا الشمالية، "لاعب منعزل وعدواني ومسلح جيدا ومعاد للولايات المتحدة ويتمركز في موقع جغرافي رئيسي".
وتدعم القيادة الدينية في إيران علنا حركة حماس التي هاجم مسلحوها اسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد استنادا إلى الحصيلة الإسرائيلية.
وقال مسؤولون أميركيون إنه ليس لديهم أي دليل على أن طهران كانت على علم مسبق بالهجوم أو خططت له بشكل مباشر.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وخلفت عملياتها العسكرية في غزة حتى الآن 20057 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة صادرة عن السلطات في القطاع الذي تحكمه حماس.