"بريكس" تتوسّع بانضمام السعودية وإيران

السعودية تعلن الانضمام رسميا إلى مجموعة 'بريكس'، فيما شكّلت الخطة الاقتصادية الطموحة "رؤية 2030" أبرز المحفزات للتعويل على الرياض.

الرياض - أعلنت السعودية اليوم الثلاثاء الانضمام رسميا إلى مجموعة 'بريكس'، فيما تأتي هذه الخطوة بعد موافقة التكتّل المتوقّعة على ضمّ المملكة إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة الذي كانت الصين من بين مؤسسيه البارزين. وحققت بكين التي تعتبر الشريك الإستراتيجي للرياض اختراقا في المنطقة برعايتها الوساطة التي أفضت إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. 

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال في أغسطس/آب إن المملكة ستدرس التفاصيل قبل الموعد المقترح للانضمام في أول يناير/كانون الثاني وستتخذ القرار الملائم.، مضيفا أن 'بريكس' قناة مهمة ونافعة لتعزيز التعاون الاقتصادي.

وكانت مجموعة بريكس تضم في السابق البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، لكن حجمها سيتضاعف مع انضمام السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا كأعضاء جدد.

وأعلن ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين انضمام طهران إلى 'بريكس' وقال في مؤتمر صحفي إن "بلاده أصبحت تتمتع بالعضوية الكاملة في التكتل بداية من 1 يناير/كانون الثاني الجاري.

وترتبط الصين بشراكة إستراتيجية شاملة مع كلّ من السعودية وإيران ولم يكن بالإمكان تعزيز التعاون التجاري مع القوتين الإقليميتيين دون تحقيق المصالحة الدبلوماسية.

ويأتي انضمام السعودية في غمرة توتر جيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين وتوسع نفوذ بكين في المنطقة التي تعتبر حيوية بالنسبة إلى واشنطن التي سعت خلال الآونة الأخيرة إنقاذ شراكتها الإستراتيجية مع الرياض.

وما زالت المملكة تتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، لكن السعودية تتجه على نحو متزايد صوب شق طريقها الخاص بسبب القلق من أن واشنطن أصبحت أقل التزاما بأمن الخليج مما كانت عليه في الماضي.

وقادت الصين، أكبر مستهلك للنفط السعودي، الدعوات المطالبة بتوسع مجموعة 'بريكس' لتمثل ثقلا موازيا للغرب، بينما كان قبول مطلب الرياض بالانضمام إلى التكتل أمرا حتميا، إذ تعدّ المملكة، أكبر مصدّر للخام في العالم، قوة اقتصادية وتلعب دورا سياسيا وزانا في المنطقة.

وشكّلت جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الهادفة إلى تنويع الاقتصاد ضمن الخطة الطموحة 'رؤية 2030' من بين المحفزات للتعويل على الرياض. 

وأبرمت الرياض وبكين في العام 2022 حزمة من اتفاقيات التعاون شملت العديد من القطاعات من بينها التجارة والصناعة والطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى صفقات زودت بموجبها الصين السعودية بمعدات عسكرية.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير قال في وقت سابق إن بلاده "تتطلع لتطوير التعاون مع تجمع بريكس"، مشيرا إلى أن استثمارات المملكة مع دول المجموعة تجاوزت 160 مليار دولار عام 2022، مشددا على "ضرورة مواجهة التحديات التي تعيق التنمية المستدامة واحترام سيادة الدول واستقلالها".

وقد يعزز التوسع طموح المجموعة المعلن في أن تصبح مدافعا عن جنوب العالم، على الرغم من أن الأرجنتين قالت في نوفمبر/تشرين الثاني إنها لن تقبل دعوة للانضمام.