مقتل وجرح العشرات في انفجارين قرب مرقد سليماني

نائب حاكم محافظة كرمان يؤكد أن الحادث هجوم إرهابي دون تحديد الجهات التي تقف وراءه.
إيران تعلن الحداد الوطني
بوتين يصف الانفجارين بـ"الصادمين" و"الوحشيين"
أردوغان يعزّي الشعب الإيراني
خامنئي يتوعد بـ"ردّ قاس"
رئيسي يلغي زيارة مقررة لتركيا الخميس بعد هجوم كرمان
واشنطن تنفي ضلوعها أو ضلوع إسرائيل في تفجيري إيران

طهران - قتل 103 أشخاص على الأقل جراء انفجارين وقعا قرب مرقد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي البلاد.

وأوضح التلفزيون الرسمي الإيراني في وقت سابق من اليوم الأربعاء أن 170 شخصا آخرين أصيبوا جراء الانفجارين اللذين فصل بينهما نحو 10 دقائق.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، ذكرت أن انفجارًا وقع في الطريق الذي يشهد فعاليات إحياء بمناسبة الذكرى السنوية الـ 4 لاغتيال سليماني جراء غارة جوية أميركية في العراق عام 2020. وذكرت وكالة نورنيوز شبه الرسمية في وقت سابق إن "عدة عبوات غاز انفجرت على الطريق المؤدي إلى المقبرة".

وأعلنت ايران الخميس حدادا وطنيا إثر الانفجارين اللذين أسفر عن أكثر من 100 قتيل. وقال نائب حاكم محافظة كرمان حيث وقع الانفجاران رحمن جلالي للتلفزيون إن "الحادث هجوم إرهابي" لكن دون تحديد الجهات المتورطة في العملية.
وأظهرت مشاهد متداولة هروب المشاركين في فعالية الإحياء وتوجه سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث فيما تشهد محافظة كرمان، مراسم وفعاليات إحياء الذكرى السنوية الـ 4 لاغتيال سليماني وسط إقبال على هذه الفعاليات من كافة المناطق الإيرانية الأخرى.
واعلن مدير جمعية الهلال الاحمر الايراني في محافظة كرمان رضا فلاح، انه تم نقل 50 مصابا اثر حادث الانفجار وفق ما نقلته عنه قناة التلفزيون الرسمي مضيفا "فرق الاستجابة السريعة لدينا تقوم بإجلاء المصابين... لكن هناك موجات من الحشود تسد الطرق".

وتوعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم الأربعاء بـ"رد قاس" إثر التفجيرين في جنوب ايران واللذين أسفرا عن مقتل 103 أشخاص تزامنا مع إحياء ذكرى اغتيال اللواء قاسم سليماني.

وقال خامنئي في بيان إن "الاعداء الأشرار والمجرمين للأمة الإيرانية تسببوا مجددا بكارثة وأسقطوا عددا كبيرا من السكان الأعزاء في كرمان شهداء"، مؤكدا أن "هذه الكارثة ستلقى ردا قاسيا بإذن الله".

وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على حزم بلاده في مسألة مكافحة الإرهاب ومعاقبة مخططي ومنفذي هجوم محافظة كرمان بأقرب وقت.
ووجه رئيسي السلطات الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن للتخفيف من معاناة المتضررين من الهجوموارساء السلام والهدوء في محافظة كرمان.
ووصف الهجوم بـ "غير الإنساني"، قائلا "مما لا شك فيه أن مرتكبي هذا العمل الجبان وقادته من ذوي القلوب السوداء، سيتم التعرف عليهم من قبل قوات الأمن وإنفاذ القانون في أقرب وقت ممكن وسيتم معاقبتهم على هذا العمل الشنيع".
وأضاف "يجب أن يعلم الأعداء أن مثل هذه التصرفات لا يمكنها أبدا أن تعطل عزيمة الشعب الإيراني الحديدية للدفاع عن مبادئه الإسلامية وأن إيران أكثر تصميما من أي وقت مضى على استئصال الإرهاب والعنف في ساحة المعركة".

وقال محمد جمشيدي المسؤول في مكتب رئيسي "بعد الهجمات الإرهابية في كرمان التي أدت لاستشهاد العديد من الإيرانيين، قرر الرئيس إلغاء زيارته لتركيا الخميس"، مشير إلى أنها "ستجرى في وقت مناسب".

وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بالانفجارين وكتب في رسالة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أن "اغتيال أشخاص مسالمين يزورون مقبرة أمر يصدم بوحشيته"، مضيفا "ندين بحزم الإرهاب بأشكاله كلها"، وفق ما أورد الكرملين.

وتقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعازي إلى الشعب الإيراني في ضحايا "الهجمات الإرهابية الدنيئة" التي وقعت بمحافظة كرمان الإيرانية.
وقال أردوغان في تدوينة عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "شعرنا بحزن عميق إزاء الهجمات الإرهابية الدنيئة التي وقعت بمحافظة كرمان الإيرانية"، مضيفا "أسأل الله الرحمة لمن فقدوا أرواحهم جراء الهجمات، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

وأدانت السعودية تفجيرات كرمان واعتبرتها "إرهابية"، معربة عن تضامنها مع إيران متمنّية الشفاء للمصابين.

ورفضت الولايات المتحدة أي مزاعم عن ضلوعها في التفجيرين بجنوب إيران وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو "لا سبب لدينا للاعتقاد أن إسرائيل ضالعة في هذا الانفجار".

وفي 3 يناير/كانون الثاني 2020، قتل سليماني ونائب قائد هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، جراء غارة جوية أميركية قرب بغداد فيما تعهدت طهؤران بالرد على تلك الهجمات.
ويأتي الهجوم في خضم توتر تشهدها المنطقة بسبب تداعيات استمرار الحرب في قطاع غزة والتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
ونفذت إسرائيل مؤخرا عمليات اغتيال في المنطقة طالت مسؤولين في الحرس الثوري على غرار المستشار في الحرس في سوريا والقيادي في فيلق القدس رضا موسوي كما اغتالت صالح العاروري القيادي البارز في حركة حماس حليفة إيران في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي المقابل تواجه ايران تمردا من قبل العديد من الحركات المسلحة الكردية والسنية التي شنت في الآونة هجمات طالت مواقع للحرس الثوري خاصة في جنوب البلاد او قرب المناطق الحدودية.
وكانت ايران أعلنت اعدام عدد من الإيرانيين بتهمة التعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي " الموساد" مؤكدة سعيهم لتنفيذ هجمات واعمال تجسس.