حزب الله يهدد بهجوم دون نهاية ردا على تهديدات إسرائيلية
بيروت - هدد نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم الجمعة بتوجيه "صفعة كبيرة" لإسرائيل إذا أقدمت على "توسعة العدوان" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية فيما حذرت إسرائيل من عمل عسكري شمالا حال بقاء "قوة الرضوان" التابعة للحزب الموالي لإيران.
ومنذ بدء الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، يجري تبادل يومي للقصف على الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الذي يدعم حليفته حماس.
وتقصف إسرائيل مناطق على الحدود حيث دمرت طائراتها الجمعة ثلاثة منازل على الأقل في بلدة كفركلا، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وفي هذا السياق قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في بيان "عندما يقرِّر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قوي" مضيفا "يجب أن يعلم العدو أنَّ جهوزية الحزب عالية جداً، فنحن نجهِّز على أساس أنَّه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية، وجهوزيتنا لصدِّ العدوان لا بداية له ولا نهاية له".
وأكد مجددا أن استعادة الاستقرار على الحدود و "في المنطقة" مشروط "بتوقف العدوان بشكل كامل على غزَّة".
بدوره، قال رئيس الكتلة النيابية لحزب الله محمد رعد إن "العدو الإسرائيلي غير جاهز للحرب أمام ما أعدّت له المقاومة الإسلامية في لبنان وستُريه كلّ بأسها"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وفي إسرائيل، أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن إسرائيل مستعدة لضمان الأمن على الحدود "بالقوة".
إسرائيل مستعدة لضمان الأمن على الحدود بالقوة
وقال "طالما استمرت الحرب في الجنوب، ستكون هناك حرب في الشمال. لكننا لن نقبل أن يستمر هذا الوضع"، مضيفا "ستأتي لحظة إذا لم نتمكن فيها من التوصل إلى اتفاق يحترم بموجبه حزب الله حق السكان على الحدود في العيش بأمان، فسيتعين علينا ضمان الأمن بالقوة".
يأتي ذلك بعدما صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الأربعاء أن احتمال نشوب حرب "في الأشهر المقبلة" في شمال إسرائيل صار "أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي".
وأبلغت إسرائيل، الجمعة، الولايات المتحدة أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق يضمن إبعاد "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله عن الحدود الشمالية، فلا مناص من إطلاق عملية عسكرية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن تل أبيب "نقلت رسالة إلى الولايات المتحدة حذرت فيها من أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل يضمن إبعاد قوة الرضوان عن حدود إسرائيل فلن يكون مناص من إطلاق عملية عسكرية في المنطقة".
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، قولها إن "تل أبيب لاحظت تراجعا يسيرا لعناصر قوة الرضوان من المنطقة الحدودية، إلا أنّ ذلك ليس كافيًا، حيث من المطلوب رجوعها إلى ما بعد نهر الليطاني".
وأضافت المصادر أن "تهديد إطلاق الصواريخ المضادة للدروع والصواريخ الدقيقة ضد مناطق إسرائيلية يتزايد"، مشيرة إلى أن "هذا هو التهديد الأكبر الذي تشكله قوات حزب الله على الحدود الشمالية".
وفي اليوم نفسه حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "مواجهة شاملة" بين الجانبين ستكون "كارثية تماما".
وقُتل شخصان يعتقد أنهما ينتميان لحركة حماس السبت جراء استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق بلدة البازورية، جنوبي لبنان حيث قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن "الطيران الإسرائيلي المسيّر أغار على طريق بلدة البازورية، ما أدى إلى استشهاد شخصين لم تعرف هويتهما بسبب تفحم الجثث".
وأضافت الوكالة "نفذت طائرة مسيرة غارة استهدفت منزلاً في قضاء مروحين (جنوب)، ويذكر أن هذا المنزل كان استهدف لمرات عديدة منذ اندلاع الاعتداءات الإسرائيلية".
وفي وقت سابق اليوم أعلن "حزب الله" اللبناني في بيان أن عناصره "استهدفوا تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية، وتجمعا آخر في محيط موقع الضهيرة بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة".
في المقابل، تعرضت بلدات لبنانية في الجنوب للقصف الإسرائيلي منها بلدة عديسة، وأطراف علما الشعب والضهيرة، وفق الوكالة الوطنية.
ومنذ بدء التصعيد على الحدود في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، قتل أكثر من 195 شخصا في لبنان، من بينهم 142 مقاتلا على الأقل من حزب الله المدعوم من إيران.
وقضى على الجانب الإسرائيلي 15 شخصا، هم تسعة عسكريين وستة مدنيين، بحسب الجيش الإسرائيلي.
والجمعة، أدت غارات إسرائيلية إلى "تدمير كلي" لثلاثة منازل على الأقل في قرية كفركلا بجنوب لبنان، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية ومختار البلدة الحدودية.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطيران الإسرائيلي استهدف المنازل الثلاثة صباحا ما أدى إلى "تدميرها كليا"، كما استهدف منزلا آخر عصرا تزامنا مع قصف مدفعي أصاب منزلا خامسا في البلدة.
من جانبه، قال مختار بلدة كفركلا حسن شيت "تبقى نحو مئة ساكن في كفركلا، ولحسن الحظ كانت المنازل المستهدفة خالية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الجمعة أنه "نفذ غارات جوية وقصفا مدفعا وبالدبابات على نقاط مراقبة لحزب الله وبنى تحتية إرهابية" في قطاع حولا وكفركلا.
من جهته، أعلن حزب الله مسؤوليته عن ثلاثة هجمات، من بينها اثنان ضد "انتشار لجنود العدو الإسرائيلي" على الحدود، باستخدام صاروخ من طراز "بركان" القادر على حمل عبوات ناسفة كبيرة.