لجنة عراقية أميركية لتحديد جدول زمني لانسحاب قوات التحالف
بغداد - اتفق العراق والولايات المتحدة على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع جدول زمني للانسحاب التدريجي للقوات، وفق ما أكدته وزراة الخارجية العراقية.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مطلع الشهر الجاري تشكيل لجنة ثنائية لترتيب إنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد، مؤكدا موقف بغداد "الثابت والمبدئي" لتحقيق ذلك.
وبموجب الاتفاق بين بغداد وواشنطن "تضمن اللجنة الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية، تتسق مع رؤية الحكومة العراقية".
وقالت الخارجية العراقية إن تلك العلاقات الثنائية ستحددها "اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تنظم العلاقات الشاملة بين العراق والولايات المتحدة وتعكس الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين ويسهم بتعزيز دور العراق الإقليمي والدولي بما يليق بمكانته التاريخية وبناء أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي خدمة لمصالح الشعب العراقي وتطلعاته".
وفي السياق لفت البيان إلى أن الجانبين "أعربا عن دعم أعمال اللجنة وتسهيل مهامها والامتناع عن كل ما يعرقل أو يؤخر عملها.
وأوضح أن "الحفاظ على مسار أعمال اللجنة ونجاحها في تحقيق مهمتها يعد مصلحة وطنية، إضافة إلى أنه يسهم في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة".
ولفتت الخارجية إلى أن الحكومة العراقية "دعت إلى عدم توقف أو تعثر أو انقطاع أعمال هذه اللجنة، والعمل على تجنب العبث باستقرار العراق لتحقيق أهداف خاصة"، مؤكدة أن "العراق يجدد التزامه بسلامة مستشاري التحالف الدولي في أثناء مدة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد".
وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية لمنع عودة تنظيم الدولة الإسلامية مجددا بعدما سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014 قبل هزيمته لاحقا. ويتواجد أيضا مئات العسكريين من دول أخرى أغلبها أوروبية في البلاد في إطار التحالف.
وتقول الحكومة العراقية إن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم وإن مهمة التحالف انتهت لكنها حريصة على استكشاف إقامة علاقات ثنائية مع أعضاء التحالف بما في ذلك تعاون عسكري في مجالي التدريب والمعدات.
ويعتبر العراق أن وجود التحالف أصبح مصدرا لعدم الاستقرار وسط هجمات شبه يومية من جماعات مدعومة من إيران على قواعد تؤوي القوات والضربات الانتقامية الأميركية التي تصاعدت منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
ومن المقرر أن يجري مسؤولون عسكريون المحادثات لتقييم الاحتياجات العملياتية وفعالية قوات الأمن العراقية والتهديدات التي تواجهها، والتي سيحدد الجانبان بناء عليها مدى سرعة إنهاء التحالف تدريجيا وكيف ستبدو العلاقات الثنائية المستقبلية.
ويقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إنه من المتوقع أن تستغرق المحادثات عدة أشهر، إن لم يكن أكثر، غير أن نتيجتها ليست واضحة كما أن انسحاب القوات الأميركية ليس وشيكا.
وتخشى واشنطن من أن انسحابا سريعا قد يترك فراغا أمنيا يمكن أن تشغله إيران أو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية ويواصل شن هجمات محدودة على الرغم من عدم سيطرته على أي منطقة.