قصف إسرائيلي مكثف على جنوب لبنان

غالبية الإسرائيليين يدعون لشن هجوم في جنوب لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود وإيقاف الهجمات الصاروخية.
نصر الله يتوعد إسرائيل بدفع الثمن عن قتل المدنيين
الجيش الإسرائيلي يجري تمرينا يحاكي حربا على الجبهة الشمالية

بيروت - أسفرت غارات إسرائيلية على جنوب لبنان ليل الخميس الجمعة عن مقتل خمسة مقاتلين على الأقل من حزب الله وحليفته حركة أمل، فيما توعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل بدفع الثمن وتصعيد هجمات الجماعة اللبنانية التي ظلت طيلة الفترة الماضية محدودة. ورغم ذلك ارتفعت حصيلة قتلى الحزب المدعوم من إيران إلى نحو 180 قتيلا من بينهم قيادات عسكرية بارزة.

وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم بأن تدفع اسرائيل ثمن دماء المدنيين الذين قتلوا الأربعاء جراء غارات في جنوب لبنان، مهدداً بأن حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية.

وقال نصرالله في كلمة عبر شاشة عملاقة ألقاها خلال احتفال حزبي "نساؤنا وأطفالنا الذين قتلوا، سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم". وأضاف "سيكون ثمنها دماء وليس مواقع وآليات وأجهزة تجسس"، من دون أن يحدد توقيتها وماهيتها.

وأعرب عن اعتقاده بأن استهداف المدنيين كان "أمرا متعمدا" من أجل "الضغط على المقاومة لتتوقف" عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، مشدداً على أن الرد يكون بـ"تصعيد العمل المقاوم في الجبهة" الحدودية.

وتعليقا على تصريحات إسرائيلية لوّحت بشنّ حرب على لبنان، شدد الأمين العام لحزب الله على أنّ "المقاومة تملك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تجعل يدها تمتد من كريات شمونة الى إيلات".

ونفّذ الطيران الإسرائيلي غارات بعد منتصف الليل على منازل في بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا ويارين، ملحقاً "أضرارا جسيمة" في الممتلكات والمزروعات.
وأدت غارة على منزل في بلدة القنطرة وفق الوكالة إلى مقتل ثلاثة شبان، نعتهم حركة أمل التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري. وقالت في بيانات متلاحقة إن كلاً منهم "استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعا عن لبنان والجنوب".
وغداة نعيه أربعة مقاتلين، أعلن حزب الله صباحاً مقتل اثنين من عناصره، قال إن كلاً منهما "ارتقى شهيداً على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها لنعي عناصره الذين يقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد.
وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيرا الأربعاء مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة، تبعد إحداها حوالى 25 كيلومتراً من الحدود، بعيد مقتل جندية إسرائيلية في صفد بصاروخ أطلق من جنوب لبنان، لم تتبن أي جهة المسؤولية عنه.

وأدت الغارات الأربعاء الى مقتل 15 شخصاً بينهم عشرة مدنيين على الأقل، سبعة منهم من عائلة واحدة في ضربة استهدفت مدينة النبطية. وقتل في الغارة ذاتها ثلاثة عناصر من حزب الله، قدّم الجيش الإسرائيلي أحدهم بوصفه قياديا من قوة الرضوان، قوات النخبة في حزب الله. وأعلن حزب الله ليل الخميس استهدافه شمال اسرائيل بعشرات الصواريخ "رداً" على مقتل مدنيين.
وتعد حصيلة القتلى الأربعاء الأعلى في يوم واحد منذ بدء حزب الله واسرائيل تبادل القصف عبر الحدود قبل أكثر من أربعة أشهر. ويتحدث الأمين العام للحزب حسن نصرالله بعد ظهر الجمعة في احتفال حزبي.

حزب الله ضاعف من هجماته الصاروخية على شمال اسرائيل
حزب الله ضاعف من هجماته الصاروخية على شمال اسرائيل

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إجراء تدريب يحاكي الحرب في ظروف جوية شتوية على الجبهة الشمالية وقال في بيان "في إطار مجهود رفع أهلية وجاهزية القوات البرية للقتال في المنطقة الشمالية، بقيادة مركز التدريبات الشمالي، نفذت كتائب الاحتياط والنظامية على الجبهة الشمالية تدريبًا في تضاريس تحاكي الحدود الشمالية، وسط ظروف جوية شتوية".
وأضاف البيان "شملت التدريبات تمرينًا مشتركًا للقوات المدرعة ومشاة الهندسة والمدفعية على الأراضي الجبلية والآليات، والتمرن على تقنيات التمويه، والقتال في المنطقة المفتوحة،وكذلك نقل الجرحى وسط الظروف الجوية القاسية".
وأشار إلى أنه "في إطار الاستعدادات الجارية في المنطقة تم في وقت سابق من هذا الأسبوع إجراء تقييم للوضع برئاسة قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين في قاعدة سلاح الجو رمات دافيد".
ومنذ اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 268 شخصا في لبنان بينهم 187 عنصرا من حزب الله و40 مدنيا، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وستة مدنيين.
أظهر استطلاع للرأي، تأييد أغلبية الإسرائيليين تنفيذ عملية عسكرية ضد "حزب الله" اللبناني في المناطق الحدودية.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن 71 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون بأن على تل أبيب التحرك لإبعاد "حزب الله" عن المنطقة الحدودية. فيما رأى 12 بالمئة أن على إسرائيل مواصلة احتواء الوضع في جنوب لبنان، بينما لم يحدد 17 بالمئة إجابة معينة، وفق الصحيفة.
وذكرت "معاريف" أن الاستطلاع أجري لصالحها من قبل معهد "لازار" (خاص) وشمل عينة عشوائية من 515 مشاركا وبلغ هامش الخطأ 4.3 بالمئة.