موجة نزوح جديدة مع كثافة الهجمات الاسرائيلية شمال غزة
غزة - قتل عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون في سلسلة غارات إسرائيلية على جميع محافظات قطاع غزة، مع توسيع الجيش نطاق عملياته العسكرية شمالي القطاع ونزوح الآلاف من الفلسطينيين وخروج مستشفى عن الخدمة.
وأعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في شمال غزة الأحد، أن مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع خرج عن الخدمة في ظل تهديدات الجيش الإسرائيلي وقصفه المتواصل لمحيط المشفى. وقال الدفاع المدني في بيان، إن “الجيش الإسرائيلي يطلق قذائفه المدفعية باتجاه مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر ببلدة جباليا”. وذكر أن فرق الإنقاذ والأطقم الطبية “انتشلت مئات الشهداء في جباليا جراء القصف الإسرائيلي ولا يزال آخرون تحت الأنقاض”.
وذكرت مصادر طبية في شمالي القطاع إن “أكثر من 40 شهيدا وعشرات الجرحى في 3 مجازر ارتكبها الاحتلال (السبت) في شمال غزة، بعضهم وصل مستشفى كمال عدوان، والآخر لا يزال تحت الركام”.
سامي أبوزهري: حماس قبلت بالورقة التي قدمها الوسطاء وهذه الورقة اطلعت عليها الإدارة الأميركية مسبقا، ولكن الحكومة الاسرائيلية أعلنت عن رفضها لهذه الورقة وهو ما عطل التوصل إلى أي اتفاق.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، وسط انفجارات وقصف مدفعي مكثف متواصل على عدة مناطق في محافظة شمال غزة، حيث شوهدت أعمدة الدخان متصاعدة في المنطقة.
وأشاروا إلى وجود قصف مدفعي كثيف على مناطق عدة في بلدتي جباليا وبيت لاهيا ومحيط مستشفى كمال عدوان، وتقدم عدد من الآليات الإسرائيلية في محيط منطقتي قليبو والشيخ زايد شمالي القطاع، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف، وسط حالة نزوح كبيرة من مناطق غربي مخيم جباليا باتجاه غربي مدينة غزة.
ومنذ أيام تتصاعد الاشتباكات في محوري شرق مدينة جباليا شمال القطاع، بين فصائل فلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي أعلن الأربعاء، شروعه في عملية عسكرية “موسعة” بقلب مخيم جباليا، قائلا إن العملية في جباليا شهدت “معارك شرسة”، وإن قواته “واجهت عشرات الخلايا المسلحة” في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية.
وأعلن مستشفى شهداء الأقصى في وسط غزة أنّ غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيّم النصيرات للاجئين، أسفرت عن مقتل 20 شخصاً على الأقل الأحد.
وأفاد المستشفى في بيان عن “وصول 20 ضحية وعدد من الإصابات جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة حسان في المخيّم الجديد شمال مخيّم النصريات وسط قطاع غزة”.
وأفاد شهود بأن الغارة وقعت حوالى الساعة الثالثة فجراً بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه يتحقّق من الأمر.
وأفادت وكالة “وفا” الفلسطينية الرسمية بأنّ طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشلت عدداً كبيراً من الجرحى بينهم أطفال، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن مفقودين تحت الأنقاض.
ومنذ إعلان الجيش الإسرائيلي مطلع أيار/مايو بدء عملية برية “محدودة النطاق” في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، يتعرض مخيم النصيرات (وسط) لقصف إسرائيلي مكثّف، تزامنا مع معارك عنيفة مع عناصر فصائل فلسطينية.
وأفاد شهود بأنّ منازل ومناطق أخرى استُهدفت في غارات جوية خلال الليل في أنحاء القطاع، من بينها مدينة رفح القريبة من الحدود مع مصر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أن اثنين من جنوده سقطا في غزة في اليوم السابق، ما يرفع الى 282 عدد الجنود الذين قُتلوا حتى الآن في العملية العسكرية منذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي وسط القطاع، أكدت مصادر طبية مقتل مدير مباحث المحافظة الوسطى زاهر حامد الحولي ومرافقه جهاد الحميدي، إثر استهداف من طائرة استطلاع إسرائيلية في مدينة دير البلح.
وفي مدينة غزة، أوضحت مصادر طبية في مستشفى المعمداني، أن “6 شهداء ارتقوا في قصف إسرائيلي لمنزل في شارع يافا بحي الدرج شرقي المدينة، كما استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون جراء قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط مدينة غزة.”
و أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. أما في الجنوب، فوصل مستشفى الكويت التخصصي في محافظة رفح خلال 24 ساعة، 5 قتلى جراء الغارات الإسرائيلية، وفق مصادر طبية.
وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي شرق المدينة، أدت إلى تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية على رفح التي بدأها في 6 مايو/ أيار الجاري، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم إليها بزعم أنها “آمنة”.
وأدت العملية على رفح إلى نزوح أكثر من 630 ألف شخص قسرا إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، بحسب منظمة الأونروا التي قالت إن المدينة “مكتظة بشكل لا يطاق وتعاني ظروفا مزرية”.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 114 ألفا بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
وفيما يتعلق بالمفاوضات وتوقفها، قال القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري “المفاوضات بين حماس والاحتلال عبر الوسطاء القطريين والمصريين وصلت إلى طريق مسدود بفعل الموقف الإسرائيلي”.
وأضاف أن حماس قبلت بالورقة التي قدمها الوسطاء وهذه الورقة اطلعت عليها الإدارة الأميركية مسبقا، ولكن الحكومة الاسرائيلية أعلنت عن رفضها لهذه الورقة وهو ما عطل التوصل إلى أي اتفاق.
وتابع “الكرة هي في الملعب الإسرائيلي، وعمليا الاحتلال مزق الورقة بعمليته في رفح، وبهجومه المتواصل على مناطق أخرى سواء في حي الزيتون أو جباليا أو غيرها”.
ولفت إلى أن “استهداف الاحتلال لقيادات الحركة خارج فلسطين يوسع مساحة الاشتباك، وعلى الاحتلال أن يدرك أن الحركة لن تقف مكتوبة الأيدي إزاء هذه الاغتيالات مع إدراكنا أن طريق المقاومة له أثمانه ونحن في مقدمة شعبنا في هذه المواجهة”.