إسرائيل تريد تطبيعا مع السعودية بلا اشتراطات

إدارة بايدن تسعى جاهدة من أجل الحفاظ على زخم ملف تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، مقابل الدفع نحو خطوات إسرائيلية للتهدئة في غزة.

القدس – اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الثلاثاء، أن التطبيع مع السعودية يمكن أن يحدث “تغييرا هائلا”، معربا عن أمله في دراسة الأمر بجدية. فيما تؤكد واشنطن أن هذا سيتطلب تهدئة الحرب في غزة ومناقشة مستقبل نظام الحكم الفلسطيني. حيث تصر الرياض على أن التطبيع لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يريد تطبيعا مجانيا مع المملكة.

وقال هرتسوغ في كلمته بمؤتمر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية حول الاقتصاد والمجتمع، "قبل يومين، التقيت مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، واستمعت منه إلى ما تم الإعلان عنه رسميًا، وهو أن هناك خيارا للتطبيع مع السعودية”. وأضاف أن “هذه الخطوة يمكن أن تحدث تغييرا هائلا لقواعد اللعبة، ما يشكل انتصارا على إمبراطورية الشر”.

وأعرب عن أمله في “أن يتم دراسة هذا الاحتمال بجدية، حيث سعت إمبراطورية الشر في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى تدمير فرصة التطبيع”.

وأجرى سوليفان زيارة للسعودية الأسبوع الماضي لإجراء محادثات توقع المتابعون أنها تطرقت إلى اتفاق للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وذلك في إطار ترتيب أوسع تأمل واشنطن أن يؤدي لاحقا إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

إقامة علاقات رسمية إسرائيلية سعودية في إطار اتفاق ثلاثي قيد التحضير تشارك فيه واشنطن يتطلب تهدئة الحرب في غزة ومناقشة مستقبل نظام الحكم الفلسطيني.

وفي 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، قال هرتسوغ خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن “تطبيع العلاقات مع السعودية هو مفتاح الخروج من الحرب”.

وقبل أن تشن إسرائيل الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول تزايد حديث مسؤولين إسرائيليين عن قرب تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن ذلك لن يحدث إلا بعد التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل الثلاثاء إن إقامة علاقات رسمية إسرائيلية سعودية في إطار اتفاق ثلاثي قيد التحضير تشارك فيه واشنطن سيتطلب تهدئة الحرب في غزة ومناقشة مستقبل نظام الحكم الفلسطيني. وأضاف السفير جاك ليو “أعتقد أنه ستكون هناك فترة من الهدوء في غزة، ويجب أن يكون هناك حوار حول كيفية التعامل مع مسألة مستقبل الحكم الفلسطيني”.

وتابع في المؤتمر “وجهة نظري هي أن هذه المنفعة الاستراتيجية تستحق المجازفة بالخوض في ذلك النقاش حولها. لكن هذا قرار يتعين على حكومة وشعب إسرائيل اتخاذه”.

وكانت تقارير أفادت بأن واشنطن والرياض على وشك التوصل إلى اتفاق بخصوص ضمانات أمنية ومساعدة نووية مدنية من الولايات المتحدة، رغم أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي في إطار ما يسمى “الصفقة الكبرى” في الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال.

وقال البيت الأبيض الاثنين إن الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من التوصل إلى اتفاق نهائي بعد أن أحرز مستشار الأمن القومي الأميركي تقدما كبيرا في المحادثات مع السعوديين مطلع هذا الأسبوع. وأفاد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الجانبين اقتربا “أكثر من أي وقت مضى” من اتفاق صار الآن “شبه نهائي”.

ومن الصعب تصور أن السعوديين مستعدون لتطبيع العلاقات بينما يتواصل سقوط قتلى من الفلسطينيين بأعداد كبيرة. ووفق تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الأسبوع الماضي، تسعى إدارة بايدن جاهدة من أجل الحفاظ على زخم ملف "تطبيع" العلاقات السعودية الإسرائيلية، مقابل الدفع نحو خطوات إسرائيلية للتهدئة في غزة.

ويشير التحليل إلى أن "التطبيع" قد يجمد الهجمات العسكرية الإسرائيلية الوشيكة على رفح حيث يتكدس مئات الآلاف من الفلسطينيين، لكنه لن يحل مشاكل غزة.

وترى الصحيفة الاسرائيلية أن الولايات المتحدة تعلمت درس عدم القدرة للوصول إلى "نصر كامل" في أي حرب، من تجربتهم في العراق، ولهذا تسعى لحث إسرائيل على عدم "تكرار الأخطاء" ذاتها التي ارتُكبت في العراق.

ولطالما عارض نتانياهو إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر ترى واشنطن أنه الحل الوحيد على المدى الطويل، ويتساءل التحليل عما إذا كان سولفيان يسعى نحو تأمين "صفقة التطبيع" والتحقق من مدى استعداد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للمشاركة في تشكيل إطار عمل سياسي يمكن من خلاله للسعوديين أن يمضوا بخطوات أولية باتجاه التطبيع مع إسرائيل، مقابل أن توقف الأخيرة عمليتها في رفح، والبدء في دراسة تشكيل حكومة فلسطينية في غزة من دون حماس.