لاريجاني يدخل السباق الرئاسي بعد وعود بعدم استبعاده
طهران – ذكرت وسائل إعلام رسمية أن رئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني، وهو من الأعضاء البارزين بالتيار المحافظ، من بين المرشحين الذين سجلوا أسماءهم الجمعة لخوض انتخابات رئاسية مبكرة ستجرى الشهر المقبل بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في تحطم طائرة هليكوبتر، حيث تلقى وعودا بعدم استبعاده هذه المرة.
وقال لاريجاني، وهو مستشار وحليف للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، للصحافيين إنه سيركز على المشاكل التي تواجه الإيرانيين وحل مشكلة العقوبات الأميركية مع الحفاظ على دفاع قوي.
وشغل لاریجاني منصب رئيس مجلس الشورى الإيراني بين عامي 2008 و2020، وكان كبير المفاوضين الإيرانيين في المسائل المتعلقة بالأمن القومي كالبرنامج النووي الإيراني.
ومنع مجلس صيانة الدستور، الذي يقوده رجال الدين ويتولى التدقيق في المرشحين، لاريجاني من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2021. لكن مصدرا إيرانيا مطلعا قال لرويترز إن لاريجاني قرر الترشح بعد أن أكد له مسؤولون كبار أن المجلس لن يستبعده. ولم يذكر المصدر سببا لتغير هذا الموقف.
لكن صحيفة "آرمان ملي" نقلت عن رئيس المكتب الرئاسي لحكومة حسن روحاني السابقة، محمود واعظي، قوله إن هناك تحركات من قبل المقربين من روحاني لدعم أحد الشخصيتين؛ علي لاريجاني رئيس البرلمان السابق، أو إسحاق جهانغيري نائب الرئيس السابق حسن روحاني، كمرشح للتيار الذي بات يعرف بتوسطه بين التيارين الإصلاحي والأصولي.
أما الإصلاحيون فحتى الآن لم يعلنوا عن وجود شخصية ذات ثقل وتأثير كبير على المشهد لكي يكون مرشحهم الأساسي، لكنهم أكدوا أن مشاركتهم في هذه الانتخابات ستكون محصورة عبر دعم شخصية إصلاحية بامتياز، متجنبين التجربة السابقة من دعم روحاني الذي يعد من التيار "المعتدل".
ويعتقد الإصلاحيون أن دعمهم السابق لروحاني، وعدم وفائه بما اقتطعه عليهم من وعود، أضر بسمعة الإصلاحيين ومكانتهم في الشارع الإيراني ووسط حاضنتهم الشعبية.
وبدأ الخميس تسجيل المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 يونيو/ حزيران. وأثارت الوفاة المفاجئة لرئيسي سباقا بين غلاة المحافظين للتأثير على اختيار الرئيس المقبل للبلاد. وكان يعد ذات يوم خليفة محتملا لخامنئي صانع القرار النهائي في إيران.
وأعلنت لجنة الانتخابات الجمعة، أن هناك ستة مرشحين حتى الآن، تم تسجيلهم لخوض الانتخابات الرئاسية في البلاد، خلفا للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وقال محسن إسلامي المتحدث باسم لجنة الانتخابات، إنه تم تسجيل ستة مرشحين حتى الآن وهم محمد رضا صباغيان، ومصطفى كواكبيان، وعباس مقتدائى، وقدرتعلي حشمتيان، وسعيد جليلي، وعلي لاريجاني.
وبعد انتهاء فترة التسجيل على مدى خمسة أيام، سيدقق مجلس صيانة الدستور في المرشحين للرئاسة. واتهم ساسة معتدلون المجلس المكون من 12 عضوا باستبعاد المنافسين لغلاة المحافظين الذين من المتوقع أن يهيمنوا على السباق.
ومن المرجح أن يتأثر الإقبال على التصويت بالخيارات المحدودة من بين المرشحين وبتزايد السخط تجاه سلسلة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ووسط المزيج المعقد في إيران من الحكام الدينيين والمسؤولين المنتخبين، تكون لخامنئي الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة مثل السياسات النووية والخارجية. لكن الرئيس المنتخب سيكون مسؤولا عن معالجة الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة.
وأصبح سعيد جليلي، كبير المفاوضين السابق في الملف النووي ومدير مكتب خامنئي لأربع سنوات بدأت في 2001، أول الشخصيات البارزة من غلاة المحافظين الذي يسجل اسمه لخوض الانتخابات الخميس.
ولم ينجح جليلي في محاولة سابقة للفوز بالرئاسة في 2013 كما انسحب من سباق انتخابات الرئاسة في 2021 دعما لرئيسي. ومن بين من يحتمل أن يسجلوا أسماءهم أيضا برويز فتاح العضو السابق في الحرس الثوري الذي يرأس صندوق استثمار على صلة بالزعيم الأعلى.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية اسم محمد مخبر الرئيس المؤقت للبلاد واعتبرته من المرشحين المحتملين. ومن المرجح أن يشارك في السباق الانتخابي عدد من السياسيين المعتدلين غير البارزين.
وكانت الرئاسة الإيرانية قد أعلنت في 20 مايو 2024، مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين بتحطم مروحيتهم خلال عودتهم من منطقة "خدا آفرين" على الحدود المشتركة مع أذربيجان باتجاه مدينة تبريز.