بروفة حرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

حزب الله يشن هجمات بمسيّرات ‏انقضاضيّة على أهداف للجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنها أسفرت عن قتلى وجرحى.

بيروت - تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية اليوم الاثنين تصعيدا في المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، فيما يبدو أن الحزب المدعوم من إيران غيّر قواعد الاشتباك التي التزم بها طيلة الأشهر الماضية، بهدف ترميم خسائره البشرية.

وواصل حزب الله تكثيف وتيرة استهدافه مواقع ومستوطنات شمالي إسرائيل، فيما استمرت الأخيرة في تصعيدها بشن عشرات الغارات الجوية وصولا إلى عمق الجنوب، ما أسفر عن مقتل شخصين في غارتين إحداهما قرب مدينة صيدا.

ونعى حزب الله من جهته في بيان اثنين من مقاتليه، فيما أعلن أنه شنَّ هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على موقع عسكري في شمال إسرائيل وذلك رداً على الاغتيال الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في منطقة الزرارية.

وأعلنت الجماعة اللبنانية في سلسلة بيانات عن شن هجوم جوي بمسيّرات ‏انقضاضيّة على هدف ‏جنوب مستوطنة ليمان.
وأضافت أن "المسيّرات وصلت وانفجرت على الأرض رغم ‏محاولة العدو اعتراضها بصواريخ ‏القبّة الحديديّة التي سقط بعضها في مستوطنة نهاريا وأحدث ‏أضرارًا فيها".‏
وفي هذا الإطار قال الخبير الإستراتيجي العميد الركن المتقاعد هشام جابر في وقت سابق إن الحزب يمتلك آلاف المسيرات من أنواع متعددة يستطيع من خلالها أن يستطلع أجواء المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية وضربها بالصواريخ المنحنية والمباشرة".
ولفت إلى أنه "عندما يريد الحزب استهداف عمق المستوطنات يستخدم الطائرات المسيّرة لتعطيل القبة الحديدية لتأتي من بعدها المسيرات الانتحارية الانقضاضية تصيب هدفها".
ولفت الحزب في بيان بعد ظهر اليوم الاثنين أنه "قصف مرابض المدفعية الإسرائيلية في الزاعورة بالجولان بعشرات صواريخ ‏الكاتيوشا ردا على ‌‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة".
وذكر في بيان أنه شن "هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر القيادي المستحدث للجبهة الشرقية في ‌‏فرقة الجليل الأعلى مستهدفا المبنى وأماكن تموضع الجنود ومصيبًا هدفه بدقة".
ولفت إلى أن الهجوم أدى إلى اندلاع النيران في المبنى، وسقوط جنود إسرائيليين بين ‏قتيل وجريح، دون ذكر عدد معين.
كذلك قال الحزب إنه شن هجوما جويا بمسيّرة ‏انقضاضية مستهدفا إحدى الخيام في موقع المطلة شمال إسرائيل، وأصابها "إصابة مباشرة" وأفاد أن عناصره "استهدفوا تجمّعا لجنود ‏إسرائيليين في موقع خلّة وردة (قبالة بلدة عيتا الشعب) بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة".
ولفت إلى إنه "قصف التجهيزات التجسسية في موقع ‏المالكية شمال إسرائيل بقذائف المدفعية، وأصابه إصابة مباشرة".
كما قال الحزب في بيان عصر الاثنين إنه "استهدف انتشارًا ‏لجنود العدو الإسرائيلي في حرش شتولا بقذائف المدفعية".
وفيما لم يصدر أي تعليق فوري من إسرائيل بشأن ما ورد في بيانات حزب الله، إلا أن وسائل إعلام عبرية أفادت، عصر الاثنين أن 14 من طواقم الإطفاء تحاول منذ 5 ساعات إخماد نيران اشتعلت في شمالي إسرائيل منذ الأحد عقب هجوم لحزب الله بالصواريخ.
بدورها أعلنت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية مقتل شخص وجرح آخر، جراء غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة الناقورة جنوب البلاد.
وفي وقت سابق قال الحزب "بعد تعقب ‏ومراقبة لقوات العدو الإسرائيلي في جبل عداثر وعند رصد آلية عسكرية فيه، استهدفها عناصرنا بالصواريخ الموجهة، وأصابوها إصابة ‌‏مباشرة".
وأضاف أن استهداف الآلية "أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح".‏
وأعلنت الوكالة اللبنانية مقتل شخص في غارة بمسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق كوثرية الرز-الزرارية بقضاء صيدا الزهراني جنوبي لبنان.
وفي السياق، تسبب القصف المدفعي الإسرائيلي بالجهة الشرقية ببلدة علما الشعب باشتعال النيران في المنطقة، وفق الوكالة.
ولفتت الوكالة إلى أن الطيران الإسرائيلي الحربي والمسيّر "كثف غاراته على الجنوب، مستهدفا بلدات عيتا الشعب وحانين وكسارة العروش - عرمتى في إقليم التفاح"، تزامنا مع تواصل عمليات "حزب الله" على طول الحدود.
وأشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن 5 غارات على مرتفعات جبل الريحان، إضافة إلى غارة على جبل أبو راشد، خراج بلدة ميدون قرب السريرة في منطقة جزين.
كما تعرضت أطراف بلدة محيبيب بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية لقصف مدفعي إسرائيلي، فيما تعرضت بلدة الخيام إلى غارتين فجرا، استهدفتا حي وادي العصافير الحدودي جنوب لبنان.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية بوتيرة يومية، قصفا متبادلا ومتقطعا بين الجيش الإسرائيلي من جهة حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، ما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود.